fbpx
الرأي

أيتها الطبيبه الشهيده ماالذى بينكى وبين ربك

     بقلم_ الكاتب الصحفى
          محمود الشاذلي
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية

عضو مجلس الشعب السابق “حزب الوفد”

 

 

 

أقاوم إحساس بالمراره إنتابنى منذ واقعة منع دفن الطبيبه الشهيده بإحدى قرى الدقهليه لأن ذلك يتنافى مع الإنسانيه ، والفطره السويه ، ولايمت لخلق المسلم بصله ، ولاعلاقة له بطبيعة المصريين أصحاب التاريخ ونبع الحضاره ، لذا فهم يتمتعون بحسن الخلق والسماحه وقدسية الموت ، وتقدير الأعراف ، وإحترام التقاليد الحميدة التي تربوا عليها .. لذا دفعنى ذلك دفعا إلى البحث لدى صديق حبيب عن سلوى تطيب الخاطر ، وتربط على القلب لكنه غادرنى كما غادرت القيم حياة الناس ، وإبتعدت عنهم الأخلاقيات ، الضيق يكاد يصيبنى بالقهر وأشعر أننى أعيش فى عالم موحش وحشة القبور .

إن ماحدث جريمه مجتمعيه مكتملة الأركان ، محددة المعالم ، واضحة الفعل ، قبل أن تكون جريمه قانونيه بكل المقاييس ، يتعين التفاعل والتعامل معها بحسم وحزم وعقاب مرتكبيها أشد العقاب وبسيف القانون العادل البتار حتى لاينتقل هذا الخلق البغيض إلى عموم المصريين ، ونكره أنفسنا وحياتنا واليوم الذى ولدنا فيه . لاشك أن هذا العمل الإجرامى يستلزم ضرورة الإنتباه لأمراض المجتمع السلوكيه والأخلاقيه . رافضا وبكل شده الترويج لوجود طرفًا ثالثًا أو لهوًا خفيًا وراء رفض دفن المتوفين بكورونا في بعض القرى .
ياأيها الناس .. بعضا من عقل ، وقليلا من فهم ، ولحظات إنتباه حتى يمكننا البحث بعمق فى دلالات تلك الواقعه وإدراك خطورة الأكاذيب التى يروجها الإعلام .. ياأيها الناس .. مزيدا من المنطق ، مزيدا من اليقظه التى يجب أن يتحلى بها الجميع خاصة كل هؤلاء الذين بدل أن يناقشوا تلك الظاهره المجتمعيه المؤلمه أخذوا يبحثون عن كبش فداء أو شماعه يعلقون عليها هذه البلايا والرزايا تحت مظلة إعلام يدفع بنا إلى دروب الجهاله ومستنقع الأكاذيب .
ياأيها الناس .. فالتكن المعالجه الحقيقيه التصدى لأبناء تلك القريه سلوكا ، وفهما ، ووعيا وليس إلصاقها بأى أحد وبترك الداء يتنامى ويستفحل ويصبح عصيا على المعالجه ، فأهل هذه القريه جميعا مذنبون حتى وإن كانوا قد خضعوا لما إرتكبوه تحت ضغط الأضاليل وليس هذا التصرف الإجرامى صنيعة أحدا بعينه أو مرتب كما يتم الترويج له إنحيازا لنظرية المؤامره . فماهو إلا تأثرا بتضليل مجتمعى وسوء فهم يكشف عن جهالة بشر فلا تحملون الأمور فوق ماتحتمل ولاتجنحوا كل هذا الجنوح فى التعاطى مع الحدث .

حقا .. ماالذى بينكى وبين ربك أيتها الطبيبه الشهيده حتى يفضح أبناء قريتك بهذه الصوره وعلى رؤوس الأشهاد إكراما لكى وتقديرا لتضحياتك ، بل وسيظل يخجل كل المنتسبين إليها من أنفسهم جيلا بعد جيل خاصه وأنه يعرف بعضهم بعضا ويدركون أنهم ومن تعايش مع هذا التصرف المستهجن سيعرف أن الإعلام الغبى ومن يحركه يرتكبون نفس حماقتهم فى إستخدام هذا العمل اللاإنسانى إستخدام لايقل إجراما عما إرتكبه أهل هذه القريه .

 

زر الذهاب إلى الأعلى