fbpx
تقارير وملفات

اضطرابات في الوفد..والغيوم تسود المناخ السياسي داخل الحزب

عودة الطيور المهاجرة .. أفسدت لم الشمل واستقالات بالجملة بأسباب مجهولة

خيم الاضطراب على المشهد السياسي في حزب الوفد، الذي تواكبت فيه، أمس، 3 أحداث لافتة تنوعت بين الاستقالة من عضوية الحزب، والاعتذار عن شغل أحد مستوياته العليا، وانضمام المتحدث العسكري السابق لصفوفه.

وأعلن الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد السابق، استقالته من عضوية المجلس الاستشاري للحزب، دون أن يفصح عن أسبابه، وتواكب ذلك مع تقدم نائب رئيس الحزب حسام الخولي باستقالته من عضوية الحزب وكافة مستوياته، غير أن الأخير أرجع استقالته إلى “خلافات مع رئيس الحزب، بهاء أبو شقة”، كما أكد أنه سيشغل منصب الأمين العام لحزب “مستقبل وطن” المنتظر تغير اسمه لـ “مستقبل مصر” بعد تحالفه مع أحزاب وحملات وجمعيات أخرى.

ورغم استقالة “الخولي”، وإعلانه نيته الانضمام إلى حزب آخر، قال السكرتير العام للوفد هاني سري الدين، إنه لم يتم قبول استقالة الخولي، وأن الحزب متمسك باستمراره بين صفوفه.

وتأتي حمى الاستقالات والاعتذارات التي ضرب المستويات القيادية في الوفد، بعد يوم واحد من إعلان انضمام المتحدث العسكري السابق محمد سمير، إلى الحزب، وتوليه منصب مساعد رئيس الحزب للشباب.

حيث أعلنت مصادر، رفضت ذكر اسمها عن نية الدكتور أحمد السجيني، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، لإعلان استقالته من الحزب خلال ساعات، وذلك دون الافصاح عن أسباب تلك الاستقالة.

وكان الدكتور ياسر حسان، مساعد رئيس حزب الوفد السابق، قد أعلن استقالته من الحزب، عقب خسارته في السباق الرئاسي للحزب الذي أقيم في أواخر مارس الماضي. وشن الوفديون حملات دعم لـ “حسان” عبر صفحات التواصل الاجتماعي لإجباره على العزوف عن استقالته من الحزب.

وقال “حسان” إن ما يحدث في الحياة الساسية وحزب الوفد في الساعات في 48 ساعة الماضية مؤشر خطير يحب تقييمه بعناية داجل جدران حزب الوفد وفي الحياة الساسية عموما، وفي حزب الوفد قد يري الوفديين أن استقالة المهندس حسام الخولي ليتولي منصب الأمين العام لحزب آخر هو مستقبل وطن ومعه عدة قيادات هو تصرف خاطئ ومؤلم لأنه ترك الوفد وترأس تكتل سياسي منافس، لكن ايضا قد يكون للرجل مبرراته التي يجب أن نسمعها حتي وإن اختار طريق مختلف، ولا يجب أن تُقبل استقالته دون محاولات الحديث معه وتفهم وجهو نظرة، فقبول الاستقالات الفوري والمتكرر دون محاولة الجلوس مع أصحابها شئ خطير .

وأضاف “حسان” صحيح أنه عندما تقدمت باستقالتي لم يتم إعلاني بقبولها وهو أمر أشكر عليه المستشار بهاء أبو شقة، وإذا كنت لم ولن أنضم لحزب سياسي آخر، لكني أيضا لم أتلق تليفوناً واحداً منه للحديث معي حول أسباب استقالتي ودوافعها، وما أراه لنفسي أراه لغيري، لذلك يجب الجلوس مع المهندس حسام الخولي حتي لو كان من باب حرمان كيان سياسي منافس من كادر وفدي يمكنه الاستفادة منه، فما قدمناه للوفد علي مدار سنوات يستحق ذلك ولو من باب التقدير أو حتي المجاملة كمنافسين شريفين في الانتخابات السابقة، وبحسب للدكتور هاني سري الدين تصريحاته في هذ الشأن، لكننا نتمناها من المستشار بهاء نفسه .

وتابع: “أما الجانب الآخر وهو تآثير ذلك علي الحياة السياسية، فقد بات واضحاً أن لا أحد قريب من الدولة أو أجهزتها أو بمعني أدق من النظام .. فالنظام يهتم بما يحقق مصلحته ولا يجبر آحد علي شئ، وطوال حياتي لم أتلقي اتصالاً واحداً من أي جهاز أمني لأني أعرف كيف ومتي أعارض؟!، فإذا أردت أن تكون معارضاً فهذا اختيارك وإذا إردت أن تكون مؤيداً أو حتي مهرولاً فهذا اختيارك، وحتى أذا كنت من المؤيدين أو المهرولين فلن يقبل النظام إلا من يحقق مصلحته .. ولا أري ايضاً ان النظام يدعم الوفد او يقف الي جانبه، فهجرة بعض قيادات الوفد الهامة لتكتل يمثل النظام واحلالهم باعضاء جدد ليس في صالح الوفد في شئ .. وقد يستمر عاماً او أثنين او حتي سنوات، وفي النهاية سينفض المولد وسيعود الوفديين لانهم هم أهل العقيدة، وسيرحل المستوفدين لانهم كانوا أهل المرحلة مع لعنات التاريخ .. فدوام الحال من المحال”.

أما سيد طه، المرشح السابق لرئاسة الوفد، فقد دون عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قائلاً: “بعد استقالة المهندس حسام الخولي والدكتور ياسر حسان المرشحين السابقين الرئاسة حزب الوفد، لم يعد هناك غيري أنا والدكتور علاء شوالي، والشيطان بيلعب معايا رغم إننا في رمضان”، ملوحاً بالاستقالة.

من جانبه قال الدكتور السيد البدوي، الرئيس السابق لحزب الوفد، إن غالبية الأحزاب في مصر عبارة عن لافتات ولا وجود لها في الحياة السياسية، مضيفاً أن لدينا نحو 105 حزب في مصر، ومن استطاع الدخول منهم للبرلمان 9 أحزاب فقط، ومن لديهم 10 مقاعد في البرلمان حوالي 5 أحزاب.

وأشار “البدوي” إلى أن الانتخابات البرلمانية وضحت الأحزاب الحقيقية، كما أن الانتخابات المحليات ستبرز الأحزاب القوية.

وعن استقالته من الحزب قال الدكتور السيد البدوي، إنه لم يتقدم باستقالته من الحزب، موضحًا أن استقالته من المجلس الاستشاري لحزب الوفد فقط، وأن الاستقالة لا تهدف لإضعاف بهاء أبو شقة رئيس الحزب الحالي.

وأضاف رئيس حزب الوفد السابق،  أن الحزب، سيظل أكبر الأحزاب السياسية في مصر، مؤكدا: “أدعم أبو شقة رئيس حزب الوفد في كافة قراراته” موضحاً أن “مصر لا يوجد بها سوى من 5 إلى 6 أحزاب فقط، والباقي عبارة عن لافتات، ولا وجود لها في الحياة السياسية، التي تحتاج إلى تعددية حقيقية” بحسب تعبيره.

وفي ظل كل هذه الاضطرابات تقود الإدارة الحالية، حملة موسعة من خلال لجنة جديدة لعودة المفصولين سابقاً من الحزب، تحت شعار عودة الطيور المهاجرة، ولم الشمل، مما أغضب البعض من مؤيدي الدكتور السيد البدوي، وجبهات أخرى داخل الحزب، إذ يرون أن عودة هؤلاء يعتبر بمثابة ناقوس الخطر لعودة الخارجين عن النظام واللائحة ومثيري الشغب في الحزب مرة أخرى.

 

بواسطة
محمد فيصل
زر الذهاب إلى الأعلى