fbpx
تقارير وملفات

«الأولمبياد الشتوية» ترسم ملامح جديدة لشبه الجزيرة الكورية في 2018

في مبادرة شمالية وترحيب جنوبي ومساندة أولمبية..

في بشرى سارة لكوريا الجنوبية، يستعد العام الجديد لرسم ملامح حديثة واستقبال صفحة جديدة من العلاقات الهادئة في شبه الجزيرة الكورية، حيث أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في كلمة بمناسبة حلول العام الميلادى، أن بلاده تريد أن ترسل وفدا رياضيا إلى أولمبياد بيونج تشانج القادم في كوريا الجنوبية «دورة الألعاب الأولمبية الشتوية»، وهو التصريح الذي لاقى ترحيبا كبيرا من الجنوبية، باعتبار خطوة كهذه يمكن أن تساعد في تخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

ويحمل هذا العام أهمية بالنسبة للكوريتين، حيث يصادف الذكرى الـ70 لإنشاء النظام الكوري الشمالي، وسوف يستضيف الجنوب الألعاب الأولمبية الشتوية، ولهذا قدم كيم جونج أون المباردة التصالحية التي أعلنها تجاه سول.

رغبة شمالية وترحيب جنوبي

وقال كيم في خطابه الذي بثته محطة التليفزيون الرسمية: «إن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام في كوريا الجنوبية، ستكون مناسبة جيدة للبلاد، ونحن نأمل مخلصين أن تكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ناجحة».

وأضاف: إننا على استعداد لاتخاذ خطوات متعددة، بما في ذلك إرسال وفد، مؤكدًا أن أبواب الشمال مفتوحة لإجراء محادثات مع كوريا الجنوبية لبحث المشاركة في الألعاب.

وبعد يوم من اقتراح بيونج يانج، عرض وزير الوحدة في كوريا الجنوبية تشو ميونج جيون اليوم الثلاثاء، إجراء محادثات حكومية رفيعة المستوى مع كوريا الشمالية في التاسع من يناير في قرية بانمونجوم الحدودية إجراء محادثات رغم تمسكها بطموحها النووي.

وقال تشو خلال مؤتمر صحفي: «نأمل أن يتمكن الجنوب والشمال من الجلوس وجها لوجه لبحث مشاركة وفد كوريا الشمالية في ألعاب بيونغ تشانغ فضلا عن مسائل أخرى ذات اهتمام متبادل من أجل تحسين العلاقات بين الكوريتين».

الدورة الشتوية

وتستضيف كوريا الجنوبية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج على بعد 180 كم شرق سيؤول، من 9 إلى 25 فبراير/شباط القادم، وستقام دورة الألعاب البارالمبية من 9 إلى 18 مارس/آذار القادم، لتكون هذه هي المرة الأولى التي سيتجلى فيها سحر الدورة الأولمبية على الثلج والجليد في كوريا الجنوبية، حيث ستعرض أولمبياد «بيونغ تشانغ» كوريا الجنوبية الحديثة وتوصل حماس الشعب الكوري الجنوبي إلى العالم.

وحول موقف اللجنة الأولمبية الدولية تجاه خطاب الزعيم الكوري الشمالي فاعتبرته خطوة للسلام والأمل، حيث رحبت اللجنة وقال المتحدث باسم اللجنة مارك آدمز اليوم الثلاثاء، في مقابلة أجراها موقع «إنسايد ذا جيمز المتخصص في الأخبار الأولمبية»: «إن اللجنة الأولمبية الدولية ستواصل التعاون الوثيق مع اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ والحكومة الكورية الجنوبية واللجنة الأولمبية الكورية الشمالية».

ومن جانبه، أوضح رئيس اللجنة توماس باخ في خطابه المنشور في موقع اللجنة أن اللجنة تدرك التوترات السياسية في شبه الجزيرة الكورية، غير أن أولمبياد بيونغ تشانغ ستصبح أولمبيادا آمنة وستواصل اللجنة رصد الوضع عن كثب، مؤكدا أن الأولمبياد يجب عليها أن تكون رمزا للسلام والأمل.

استفزازات شمالية

وشهد العام الماضي كثافة في أعمال كوريا الشمالية الاستفزازية، حيث فاقمت من تحدياتها للقرارات الدولية، وأجرت التجربة النووية السادسة والأقوى في سبتمبر/أيلول الماضي وأطلقت صواريخ باليستية عابرة للقارات 3 مرات، وهو الأمر الذي ترفضه كوريا الجنوبية مما فاقم من توترات الكوريتيتن.

وبدأ العام الحالي باستمرار كيم في العرض النووي والتهديد النووي في كلمته بمناسبة حلول العام الجديد، وقال: «إن القدرات النووية لبلاده تمثل رادعا قويا ضد الولايات المتحدة»، مضيفا أن هناك زر أسلحة نووية يوضع دائما على مكتبه.

وتابع أن بلاده حققت «هدف استكمال القوة النووية» في عام 2017، مشيرا إلى أن كوريا الشمالية بحاجة إلى إنتاج كميات كبيرة من الرؤوس الحربية النووية والصواريخ الباليستية والتعجيل بنشرها.

ومن جانبه، رفض رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن التمسك الشمالي بالبرنامج النووي وقال مون اليوم الثلاثاء، بعد يوم من تصريحات كيم امس: «إن التحسن في العلاقات بين الكوريتين مرتبط بتسوية قضية البرنامج النووي الكوري الشمالي».

وأضاف مون أن: «التحسن في العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية لا يمكن أن يمضي بمعزل عن تسوية قضية البرنامج النووي الكوري الشمالي، وبالتالي يجب على وزارة الخارجية التنسيق عن قرب مع الحلفاء والمجتمع الدولي في هذا الشأن».

تاريخ من التوتر

ولم تكن الأزمة النووية هي الوحيدة في تاريخ العلاقات بين الكوريتين، حيث واجهت محطات عديدة من التوتر على مدار 65 عاما منذ انعقاد الهدنة التي انتهت الحرب الكورية في يوليو 1953، ومن أبرز هذه المحطات:

يناير 1968: محاولة اغتيال الرئيس الكوري الجنوبي بارك شونغ هي، حيث هجم كوماندوز كوري شمالي على مقر الرئاسة بسول، مما أسفر عن سقوط المهاجمين ما بين قتيل وأسير.

أغسطس 1974: مقتل زوجة الرئيس الجنوبي بارك شونغ على يد عميل كوري شمالي، كان يستهدف الرئيس الجنوبي بارك شونغ هي خلال إلقائه خطابا.

أكتوبر 1983: تفجير مجمع تجاري في ميانمار قبل أن يزوره الرئيس الجنوبي شون هو هوان بفترة وجيزة على أيدي عملاء كوريون شماليون.

يونيو 1999: اندلاع مواجهة بحرية على الحدود في البحر الأصفر هي الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب, والعملية تسفر عن غرق سفينة حربية شمالية على متنها 20 بحارا، وتكررت المواجهة على الحدود في البحر الأصفر في يونيو 2002، ونوفمبر 2009.

مارس  2010: انفجار يهز السفينة الحربية الكورية الجنوبية “شيونان” بالبحر الأصفر، ويسفر عن مقتل 46 بحارا وانشطار السفينة.

مايو 2010: كوريا الجنوبية تعلن قطع العلاقات التجارية مع جارتها الشمالية ومنع السفن الشمالية من دخول مياهها.

نوفمبر 2010: تبادل للقصف بين الجانبين يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى وفرار بعض المدنيين، على إثر قصف مدفعي كوري شمالي على جزيرة جنوبية على الحدود.

وتواصل التوتر منذ ذلك الحين، ولكن حكومة كوريا الجنوبية الجديدة تسعى إلى دعم مختلف مشاريع التوحيد بواسطة المجلس الاستشاري بغض النظر عن مدى سوء العلاقات بين الشمال والجنوب.

مايو 2017: أبدى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي – إن استعداده لزيارة كوريا الشمالية والتفاوض مع الصين والولايات المتحدة بشأن منظومة للدفاع الصاروخي.

بواسطة
منارة جمال
زر الذهاب إلى الأعلى