fbpx
الرأي

الإعلامية كريمة الحلفاوي تكتب _ فضيحة على الهواء

كيف تسمح لأحد أن ينتهك حياتك الخاصة ويتنصت عليك بهذا الشكل ؟ وما شعورك الان اذا علمت أن كل الرسائل الصوتية التي تنقلها عبر فيسبوك استمع اليها اشخاص اخرون غير المرسل اليه؟؟ هل تفكر الان في الكلمات التي استخدمتها؟ هل واثق من انتقائك لكلماتك ؟ ، إن لم تكن فكرت في هذا الامر من قبل ، عليك التفكير الان بجدية ، حيث اعلنت فيسبوك عن انها اوقفت خاصية الاستماع البشري للرسائل الصوتية عبر فيسبوك،ما يعني انه كان هناك اشخاص يقومون بتفريغ محتوى الرسائل الصوتية التي ترسلها حيث قامت الشركة بتعيين فريق معني بالاستماع للرسائل الصوتية ،فريق العمل اعلن عن استيائه لانه احيانا يسمع رسائل شخصية بذيئة!!!!
واعلنوا انهم لا يعرفون سبب عملهم.

هذا يعني المزيد من انتهاك الخصوصية والمزيد من القرصنه على معلوماتك، بكبسة زر توافق مسبقا على هذا الامر وانت لا تعلم انك تسمح للاخرين بامتلاك معلوماتك التي تجعلك عرضة لسوء الاستخدام على الصعيد الأمني وحتى على صعيد الترويج والتسويق للمنتجات، كثيرا ما كنت اندهش كيف لمحرك البحث جوجل ان يفكر فيما افكر فيه، ويقدم اقتراحات لـ أمور تشغل اهتمامي،لكن الان اصبحت اعلم جيدا ان كل افكاري ومعلوماتي وبحثي وتحركاتي على الانترنيت يتم تحليلها لمعرفة شخصيتي واهتماماتي ورغباتي ما يساعدهم على الاجابه على افكار لم اكملها وابلورها بعد، هذا الامر الذي يبدو مريحا ،في حقيقته أمر مفزع ، فالامر قد يجعلك يوما ما اشبه بعرائس المارونيت تحركك خيوط شبكة العنكبوت وتوجهك دون أن تشعر الى حيث تريد،لامر لم يعد قاصرا على فضائح الانترنيت والتجسس، بل هو احتلال فعلي لعقولنا واذهاننا ، والخوف كل الخوف على مستقبل شباب الاجيال القادمة، ولنستمع لحكمة اهلنا القديمة، لا تكن كتابا مفتوحا يقرؤك الجميع فيعرف كيف يدير قلبك وعقلك .

عليك أن تتحلى ببعض الخصوصية فلا يطمع فيك اعداؤك ، ولنتدبر في كل اوامر وسياسات الخصوصية التابعة لبرامج الفيسبوك وجوجل وأبل كي لا نلتقط الطعم.

زر الذهاب إلى الأعلى