fbpx
مصر القديمة الفرعونية

المهندس الفرعوني العاشق أحب ملكته فشيد لها معبدا استغرق بناؤه 15 عاماً

“الحب يصنع المعجزات” هكذا علقت الدراسة عن سننموت المهندس الفوعوني العاشق ، الذي منحته حتشبسوت أكثر من ٧٥ لقبا ملكيا، رغم كونه من أسرة متواضعة جدا، لأب يعمل مزارعا، وجعلته وصيا على ابنتها، وذراعها الأيمن في حكم مصر.

وعمل سننموت قبل لقائه حتشبسوت رئيسا للكهنة بمعبد مونتو بمنطقة أرمنت، كما عمل أيضا بمعبد الكرنك حيث كان يلقب بمدير “بيت آمون”.

وأوكلت حتشبسوت إلى سننموت مسؤلية رعاية ابنتها “نفرو رع”، حيث كان المربى الخاص بها، ويعتقد أيضا أنه كان الوصى على ابنة حتشبسوت الأخرى “مريت رع”.

وأشرف المهندس “سننموت ” على نحت مسلتين في أسوان، أمرت حتشبسوت بإقامتهما في معبد الكرنك، وتحت إشرافه تم نقلهما إلى الأقصر وتشيدهما، وما تزال إحداهما قائمة حتى الآن في معبد الكرنك وطولها 30 مترا، بينما المسلة الثانية أخذها القائد الفرنسي نابوليون بونابرت إلى باريس، ونصبت في ميدان “كونكور” بفرنسا.

وصمم سننموت المعبد الجنائزى لحتشبسوت بالدير البحري بالقرب من مدخل وادي الملوك على شكل ثلاثة طوابق متدرجة، تسرد مراحل حياة حتشبسوت منذ كانت طفلة إلي أن أصبحت ملكة قوية تملك جيشا قويا.

وسمحت له حتشبسوت بعمل سرداب يوصل بين مقبرته ومقبرتها الملكية، وبأن يضع اسمه وصورته خلف أحد الأبواب الرئيسية لمعبدها.

وبنى سننموت مقبرتين لنفسه واحدة قرب المعبد بالدير البحري والأخرى في جبانة القرنة، وقد أصابهما تخريب وتدمير كبير من قبل تحتمس الثالث عندما أراد خلال سنوات حكمه الأخيرة أن يمحو اسم حتشبسوت وآثارها وكل ذكرى لها.

في وقت وفاة “نفرو رع” ابنة حتشبسوت، فقد سننموت وظائفه واختفى تاريخه؛ وذلك في السنة الـ 16 من حكم حتشبسوت.

وقال مؤرخون إن أعمال “سننموت” لحتشبسوت لم تأت من مهندس باهر ومحترف فحسب بل عاشقا لملكته، ما دفعه لإقامة معبد استغرق بناؤه ١٥ عاما من الحجر الجيري، وذو مدخل وبهو مهيب.

كما أن جدران المعبد شاهدة علي مرافقته لحتشبسوت في كل شئون حياتها وحكمها علي غير عادة الملوك الفراعنة.

وولد سننموت والذي يعني “أخو الآلهة موت” لأبويين من عامة الشعب هما “رعموس” ووالدته “حات نوفر” وكان له ثلاثة إخوة، عمل قبل التقائه بحتشبسوت رئيسا للكهنة بمعبد مونتو ببلدة أرمنت، وعمل أيضا بمعبد الكرنك حيث كان يلقب بمدير بيت آمون حيث كان المشرف على المخازن والغلال والماشية .

أما الملكة حتشبسوت والذي يعني اسمها “أنبل النساء” فكانت في سن العشرين عندما مات أبوها تحتمس الأول، وهي وريثة العرش، ولكن تقاليد البلاط، ودسائس الكهنة بدأت تتدخل لأن ولاية المرأة تغضب كثير من الناس فتحتم إشراك أخيها غير الشقيق “تحتمس الثاني”، وحتى لا تثير القلاقل تزوجته وأشركته معها في الحكم، وأنجب منها ابنتين شرعيتين، وظلت في الحكم طيلة 22 عاما 1503-1482ق م .

كما قام سننموت بتصميم المعبد الجنائزي لحتشبسوت بالدير البحري بالقرب من مدخل وادي الملوك على شكل ثلاثة طوابق متدرجة، وأيضا نقل مسلتيها إلى معبد الكرنك، والبعثة البحرية التي أرسلتها إلى بلاد بونط وقد سمحت حتشبسوت لمهندس مصر القديمة بأن يضع اسمه وصورته خلف أحد الأبواب الرئيسية لمعبدها.

كما سمحت له أيضا ببناء مقبرته بالقرب من معبدها، والتي سجلت الكثيرة من عبارات التمجيد في حتشبسوت.

وقال الدكتور أحمد بدوي في كتابة مواكب الشمس “الذي لا شك فيه أن هذا الرجل قد سقط من عليائه فقضي عليه قبل انتهاء حياة سيدته، وقد قامت بعزله من أهم المناصب الملكية كوزير ومدير للقصر الملكي وعين “حابوسنب” وزيراً، بينما تم اختيار “أمنحتب” مديراً للقصر، وأن السبب في تحول سياسة الملكة تجاهه هما يقول بدوى “أنها أدركت ما وصل إليه “سننموت” من قوة وسلطات فخشيت الملكة خطره، أو أنها منذ البدء كانت تستعمله لأغراضها السياسية، فلما انتهت مهتمة طردته.

عزلة حتشبسوت لحبيبها سننموت مهّد الأمر للإجهاز عليه، وتحطيم ذكراه، وتماثيله، وإزالة أسمائه، سواء من قبل أنصار تحتمس الثالث الذي يريد أن يمحو اسم حتشبسوت وآثارها وكل ذكرى لها، وهكذا دفع سننموت ثمن حبه لحتشبسوت سواء حيا أو ميتا.

زر الذهاب إلى الأعلى