fbpx
عربي وعالمي

صفقة قطر مع إسرائيل بعد معركة غزة الأخيرة

اوضح تقرير أمريكي معّزز بمعلومات من مصادر عسكرية إسرائيلية، أن حزمة المساعدات القطرية الأخيرة لغزة، والتي تم الإعلان عنها بعد يومين من وقف العمليات العسكرية بين حماس وإسرائيل، جاءت بموجب صفقة بين الدوحة و“تل أبيب“ حققت للطرفين مخرجًا من أزمات سياسية صعبة، وبمعرفة الإدارة الأمريكية.

التقرير الذي نشرته شبكة ”المونيتور“ الأمريكية لمراسلها في إسرائيل، شلومي ايلدار، بعنوان ”اندماج المصالح الإسرائيلية – القطرية في غزة والضفة الغربية“، اختصر الصفقة بالقول: إن ”قطر ومن أجل تحسين صورتها في واشنطن في أعقاب المقاطعة الرباعية العربية لها، عرضت استعدادها لإخراج إسرائيل من الوضع المعقد الذي دخلته بعد قرارها بحجب الأموال عن السلطة الفلسطينية“.

صفقة دمج المصالح

وأضافت الشبكة أن العرض القطري على إسرائيل بمساعدة الفلسطينيين لقي ترحيبًا من رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو، وفق قناعة المؤسستين العسكرية والسياسية الإسرائيلية، أنها صفقة شاملة يستفيد منها الجميع، كما قال التقرير.

فما حصل في مجريات الصفقة، كما يقول التقرير، أنه بعد يومين من التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و“حماس“  أصدرت وزارة الخارجية القطرية إعلانًا مفاجئًا يوم 7 مايو بأنها ستقدم للفلسطينيين حزمة مساعدات سخية بقيمة 480 مليون دولار.

المبلغ لن يقتصر على الرواتب والمشاريع الخاصة في قطاع غزة، بل سيشمل أيضًا منحة قدرها 300 مليون دولار للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وهي المرة الأولى التي تتواصل فيها قطر مع السلطة الفلسطينية في رام الله.“

بموافقة واشنطن

ويكشف التقرير أن حزمة المساعدات القطرية الجديدة جرى ترتيبها بمشاركة البيت الأبيض وإسرائيل. وقد قامت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية – بدعم من المؤسسة السياسية، أي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإبلاغ القطريين أنهم سيستفيدون من هذه الصفقة الشاملة التي ستحظى بتأييد الجميع، الدوحة و“حماس“ والسلطة الفلسطينية. فمثل هذه الصفقة ستساعد قطر في جهودها لرفع تهمة تمويل ودعم الإرهاب، حسب ما نقل التقرير .

وتعرض الشبكة كيف أن المال القطري في هذه الصفقة سيصل إلى غزة، وفي الوقت نفسه سيمكّن إسرائيل من خصم الرواتب التي تدفع للأسرى الفلسطينيين في إسرائيل من عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجمعها السلطات الإسرائيلية.

وكان هذا القرار الإسرائيلي أوصل الضفة الغربية إلى حافة الإفلاس.

ويضيف التقرير أن هذا الترتيب ما كان ليحدث بدون ضوء أخضر أو بغض الطرف من ناحية البيت الأبيض

النظام القطري المنقذ

ونقلت ”المونيتور“ عن مسؤول عسكري إسرائيلي أنه مع قلق إسرائيل بشأن الوضع في غزة والضفة الغربية، فإنها تنظر إلى القطريين بشكل إيجابي ، بل إنها تعتبرهم منقذين“.

ويستذكر التقرير أن العلاقة التي نشأت مع المبعوث القطري محمد العمادي شهدت انعطافة إسرائيلية قدرها 180 درجة في العلاقة مع الدوحة، حيث أضحت المصالح متبادلة.

ويعرض التقرير تفاصيل برنامج الدوحة في هذا الخصوص بقوله: إن ”قطر التي تخضع حاليًا لعقوبات من الدول العربية حاولت بناء جسر ثابت إلى البيت الأبيض والرئيس دونالد ترامب“.

وبدأت بحملة علاقات عامة تستهدف الجالية اليهودية في الولايات المتحدة وفي نفس الوقت عملت على إقامة علاقة إيجابية ومفيدة مع إسرائيل.

وفي هذا الاتجاه، وعد العمادي بمساعدة قطاع غزة والانخراط في دبلوماسية مكوكية بين وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب ومكاتب حماس في غزة، وهو يحمل حقائب مليئة بالنقود لحماس في سيارته الخاصة.

والآن، بموافقة الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فإن قطر على استعداد لإخراج إسرائيل من الفوضى التي حصلت عليها مع السلطة الفلسطينية، بينما تنقذ عباس وحكومته، رغم التوتر الطويل في علاقتها معه“ .

أولويات قطر في الصفقة

ويكشف التقرير أن ما وصفه بـ ”الغزو القطري“ للضفة الغربية من خلال أموال المساعدات السخية، كان موضوع نقاش مكثف بين صناع القرار في إسرائيل ومؤسستها الدفاعية. فبعض الأسئلة المطروحة تشمل: إلى أي درجة ستؤثر المشاركة القطرية على المنطقة؟ وكيف ينبغي لإسرائيل أن تتعامل مع حقيقة أن هذه الإمارة الصغيرة ولكن الثرية لا تزال تدعم الجماعات والمنظمات الإسلامية التي وصفتها إسرائيل بأنها ”خارج حدود الإسلام المعتدل“؟ بمعنى آخر، هل هذه حالة من البراغماتية القطرية الصادقة، أم أنها جزء من لعبة حتى تتمكن قطر من الحصول على موطئ قدم في غزة والضفة الغربية قبل أن تظهر وجهها الحقيقي؟

ويخرج التقرير إلى أن الآراء الإسرائيلية حول كل هذه الأمور كانت منقسمة.

مكانة بمساعدة إسرائيلية

وينتهي التقرير إلى أن ”قطر رغم ثروتها الهائلة، إلا أنها تعيش أزمة. وتراها تل ابيب أنها في الذي تفعله تحاول أن تُخرج نفسها من زاوية المقاطعة العربية بأن تلعب دور فرقة الإنقاذ المالية في الشرق الأوسط، فهي تحلم بأن تشتري مكانة وتريد منالإسرائيليين مساعدتها في ذلك“.

بواسطة
نهلة الوزير
زر الذهاب إلى الأعلى