fbpx
أكتب

عنتر أحمد يكتب_إنسان اليوم ترس في”آله “

نعيش اليوم فى زمن اللهث والجري والتنافس الشرس الذي يورث القلق والإحباط والاكتئاب والصراعات التي لا نهاية لها ،،

وهو الزمن الذي تحول فيه إنسان اليوم إلى ترس في آلة التصنيع والإنتاج والاستهلاك، إنسان عبارة عن رقم وقاعدة معلومات وبيانات لدى اكبر الشركات واصغرها، بينما تتواري حاجاته النفسية ومتطلباته الروحية وراء ستائر احتياجاته المادية وكماليات الحياة الشهرية والسنوية الكثيرة والمتشابكة والمتشعبة ،،

لذلك نجد انسان اليوم يعاني الكثير من المشكلات النفسية والضغوط الحياتية اليومية بسبب عصر التكنولوجيا التي أشرقت عليه لتنير الطريق، فطغت واستفحلت حتي احالته إلي مجرد ترس في آلة فامتصت زمانه ، وسطحت أبعاده ، وأكلت روحه وقضت على حياته وركعت وجوده

لقد جاء اليوم الذي أصبح فيه الإنسان حرفياً كائن مستهلك، ضجر، مدفوع برغبة أمتلاك لا شعورية يمتلك هاتف يغيره كل عام، يأكل بلا جوع، يحلم بأمتلاك كل أنواع السيارات والعقارات ، لا يكتفي بشيء، فهو أصبح عبارة عن إنسان روبوت، فقد طعم الحياة ولذة الاشياء الحقيقية، إلي ان ضاع واغترب عن كل شيء حتى عن نفسه، بعد ان صور له عقله الباطن ان يري الأشياء من منظور مختلف، بعيد كل البعد عن المنطق، متأثرا بما فرضته عليه آله الزمن ،،

حتي إنحصر دوره وتشتت أفكاره وتفتت أماله وضاعت أحلامه وأصبح أسير تكنولوجيا العصر الحديث ، يلف ويدور حول نفسه وهو لا يحس ولا يشعر بإي شئ إلي ان نسي مهام وأساس وجوده العام في هذة الحياة الدنيا وهو الفوز بالآخرة لأن نجاح الدنيا برغم أنه جميل ومهم ورائع إلا أنه له أسس ومبادئ ونظام وهو أنه محدود ومنتهي وفأني مقابل الفوز بالآخرة والجنة ونعيمها

زر الذهاب إلى الأعلى