fbpx
أهم الأخبارالحدثتقارير وملفات

فى ذكرى ثورة القاهرة الأولى 1798 ..تعرف على الأحداث التي راح ضحيتها 2500 شهيد

 

كتب – أحمد عادل:

يحل اليوم ذكرى في ثورة القاهرة الأولى التي اندلعت عام 1798،  وذلك نتيجة بطش الفرنسيون بقيادة نابليون، حيث قام بفرض الضرائب الباهظة على المصريين، خاصة على فئة التجار.

وجاء ذلك على عكس ما وعد به نابليون عند قدومه لمصر، وشن حملات تفتيش واسعة على المنازل والدكاكين، كما انتشرت أعمال السلب والنهب، بحثًا عن الأموال، وكذلك هدم أبواب الحارات لتسهيل مطاردة رجال المقاومة وهدم المباني والمساجد بحجة تحصين المدينة.

صمد المصريين حينذاك، ولم يخشوا من تظاهر نابيلون بالقوة ومحاولته ترهيب الشعب، وقرر الشعب ان يقوم بثورة للتخلص من جيش محتل لا يختلف عن الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع التي ضربت شواطئ دمياط منذ أكثر من خمسة قرون، و قد كانوا علي حق في ذلك، فقد كتب بونابرت في مذاكراته في منفاه في سانت هيلانة أن هذه المنشورات كانت “قطعة من الدخل”.

واراد  نونابرت أن يتخفي في ثياب جيش التحرير القادم ليحرر مصر من فساد المماليك، ولكن التاريخ القديم للحملات الصليبية علي الشرق كان حاضراً في ذهنه يأخذ منه العبر و يتجنب أخطاءه، فهو يقول : ” إن لويس التاسع (قائد الحملة الصليبية السابعة علي مصر) أنفق ثمانية أشهر في الصلاة، و كان أجدي أن ينفقها في الزحف و القتال و احتلال البلاد”.

ومر  علي المصريين أن فرنسيي الحملة الصليبية السابعة يختلفون عن فرنسيي الحملة البونابرتية، فيوجد فرق كبير كالتقدم الصناعي و الإداري و العلمي كبير علي الجانب الفرنسي يقابله غفلة تاريخية علي الجانب المصري المملوكي.

أدت جميع الأسباب إلى اندلاع ثورة القاهرة الأولى، ضد الحملة الفرنسية على مصر، في 20 أكتوبر 1798، وراح ضحيتها حوالي 2500 مصريًا بينما قتل من الفرنسيين 16 فردًا فقط بينهم جنرال.

ثار الشعب المصري بقيادة  الأزهر وشيوخه وتمويل من التجار، وأقيمت المتاريس في المدن، واشتعلت الثورة التي اسفر عنها مقتل الكثير من المصريين والفرنسيين ومنهم حاكم القاهرة الفرنسي (ديبوي)، وواجه نابليون الثورة بعنف ودخل جنوده الأزهر بخيولهم مما أثار الشعور الديني للمصريين.

استمر الاشتباك  حتي المساء حتي تدخل اعضاء الديوان الذي شكله نابليون من المشايخ المتعاونين مع الفرنسيين ” فركب المشايخ إلي كبير الفرنسيس ليرفع عنهم هذا النازل، و يمنع عسكره من الرمي المتراسل و يكفهم ما انكف المسلمون عن القتال”. فقبل نابليون وقف الضرب، و لكنه أرسل جنوده إلي الأزهر، فدخلوا الجامع يخيولهم عنوة و ربطوها بصحنه و كسروا القناديل و حطموا خزائن الكتب و نهبوا ما وجدوه من متاع. و لم يخرجوا منه إلا بعد أن ركب الشيخ محمد الجوهري إلي نابليون و طلب منه متوسلاً أن يخرج جنوده من الجامع الأزهر. فقبل نابليون.

وهاجم المصريين العساكر الفرنسيون بكل ما لديم من سلاح وشوم وحراب ليقتلوهم و قتلوا حاكم القاهرة ديبوى , ثم تحصنوا بأْسوار الحارات وفى الأزقة، ونصبوا المتاريس على مداخلها ولكن فاتهم أن يحتلوا الأماكن المرتفعة المطلة على الحارات، فسارع نابليون باحتلالها ونصب مدافعه فوق ماًذن جامع السلطان حسن، وانهالت القنابل منه ومن القلعة على جامح الازهر مبعث الثورةوكل مايحيطه من بيوت وحوانيت (محلات).

واسفر عن ذلك وفاة اعداد كبيرة من الطرفيين، ودخل الفرانسويين جامع الأزهر بخيولهم عنوة، وربطوها بصحنه وكسروا القناديل وحطموا خزائن الكتب ونهبوا ماوجدوه من متاع, الذي كان مركزًا للثورة، ويتحصن فيه الثوار،وهو ما زاد المصريين كرهًا للفرانسويين.

ويعد المشهد البربري، أعمق مشهد في الحملة الفرنسية طوال فترة وجودها في مصر ، حيث انه في أعماق الذاكرة المصرية حتي اليوم و صبغ رؤية المصري للاحتلال الفرنسي و الأوروبي بصفة عامة.

ومن ابرز النتئاج المترتبة على الثورة،  الحكم علي 13  شيخاً من الأزهر بالاعدام، و أُعدم الكثير ممن قبض عليهم و معهم سلاح و قدر عددهم بحوالي ثمانين شخصاً من قادة الثورة، إلي جانب الكثيرين من عامة الشعب. كتب نابليون في مراسلاته لرينييه يقول ” في كل ليلة نقطع نحو ثلاثين رأساً أكثرها لزعماء الثورة، و في اعتقادي أن هذا سيعلمهم درساً نافعاً”

كما فُرض على التجار والعلماء ورجال الدين الذين شجعوا وساعدوا الثوار غرامات مالية كبيرة، وألغي ديوان القاهرة، وأنشئ ديوان جديد يضمن كل الطوائف والعناصر الغير مصرية، فضلًا عن زيادة كره المصريين للفرانسويين ومقاومتهم ليهم

 

زر الذهاب إلى الأعلى