في ذكرى ميلاد الفنان جورج سيدهم الذى ملأ الدنيا ضحكا وخانه “أقرب الناس”…تفاصيل

تحل اليوم الجمعة ذكرى ميلاد الفنان الراحل جورج سيدهم، والذى قدم العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية التى مازالت عالقة فى أذهان الجمهور وينتظر مشاهدتها حتى الآن.

جورج سيدهم من مواليد محافظة سوهاج، والتحق بكلية الزراعة جامعة عين شمس، وكانت بداية انطلاقه حينما اجتمع بالفنان سمير غانم والضيف أحمد وكونا فرقة ثلاثى أضواء المسرح وحققا نجاحاً سوياً فى المسرح والسينما.

كان جورج سيدهم ، يجيد فن الارتجال والتحق بالمسرح الجامعى بعد أن أقنعه كل من حوله أنه يمتلك موهبة التمثيل والإضحاك، وعلى الرغم من أنه قنبلة كوميدية متحركة إلا أنه قدم على مسرح الجامعة عددا من أشهر الأعمال التراجيدية، ومنها «عطيل» و«ماكبث».

لم تتوقف شعبية الممثل المصري جورج سيدهم عند فترة زمنية معينة ولم تفقد أعماله صلاحيتها رغم مرور عقود على إنتاجها، إذ يبرع في ​انتزاع الضحكة من أفواه المشاهدين في كل مرة يطلّ فيها على الشاشة، واكتسب جماهيرية بين قطاعات لم تشهد مجده الفني.

لم تستمر حياة صانع البهجة على نحو هادئ، إذ تعرَّض لخيانة من أقرب الناس إليه، فقد أقنعه شقيقة بأنه يستطع تطوير أداء فرقته المسرحية، وعلى هذا الأساس سلَّمه جورج كل أموال الفرقة المسرحية.

وكانت الكارثة أن هاجر شقيقه إلى الولايات المتحدة ليجد جورج نفسه في ورطة كبيرة أمام زملائه، وأمام العجز عن سداد المبالغ المالية أصيب بجلطة أفقدته القدرة على الحركة.

وبات صانع البهجة أسير كرسي متحرك، غير أن زوجته “الدكتورة ليندا” لم تتخل عنه أبدا، ووقفت إلى جانبه حتى آخر لحظة في حياته.

يضم أرشيف جورج سيدهم الفني 22 مسلسلا و61 فيلما و21 مسرحية، ورحل عن عمر يناهز 82 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

شاءت الظروف أن تنشأ علاقة صداقة قوية بينه وبين الضيف أحمد (1936- 1970) وسمير غانم (83 عاماً)، وقرر هذا الثلاثي تكوين فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” التي قدَّمت العديد من الاسكتشات الغنائية الناجحة.

واستطاع أن يلفت الأنظار بحضوره وخفة ظله وفي عام 1961 حصل على شهادة البكالوريوس، وجاءته أكثر من فرصة للعمل بوظيفة حكومية، لكنه رفض وظل يطارد الحلم الكامن بداخله.

وأحب التمثيل منذ الصغر وكثيرا ما وقف على خشبة المسرح المدرسي يبحث عن نظرات الإعجاب في عيون زملائه. لم يتحمّس أي من أفراد أسرته لدخوله عالم التمثيل، لذا خاض معركة كبيرة حتى يحقق طموح الفنان بداخله.

والتحق جورج سيدهم بكلية الزراعة في جامعة عين شمس ، ودفعه حبه للتمثيل إلى الاشتراك في فرقة الجامعة المسرحية.

ولموهبته الملموسة سرعان ما تقلد رئاسة فرقة «السمر» المسرحية بجامعة عين شمس، وهى الفرقة التى كانت سبباً فى تعرفه على رفيق دربه الفنان الراحل سمير غانم، الذى كان رئيساً لفرقة «سمر» المسرحية بجامعة الإسكندرية وقتها شعر كل منهما أن هناك رابطاً مشتركاً يجمع بينهما، ألا وهو حبهما للمسرح وتمتعهما بالقبول الجماهيرى، فقررا التعاون معا فى تقديم أعمال للمسرح الجامعي، فقدما مسرحيات لكبار الأدباء المصريين ومنهم صلاح عبد الصبور ونجيب سرور.

كوّن جورج بالاشتراك مع سمير غانم والضيف أحمد فرقة “ثلاثى أضواء المسرح” واستطاعت أن تعلن عن نفسها وسط أكبر الفرق المسرحية لكبار النجوم فرقة إسماعيل ياسين، وفرقة نجيب الريحاني، وفرقة المتحدين لنجم الكوميديا فؤاد المهندس، وتميزت أضواء المسرح بالتنوع فى موهبة الثلاثى فلكل منه ما يميزه، إلا أن جورج كانت له مهاراته فى استخدام تعبيرات وجهه، وحركاته الرشيقة على المسرح رغم بدانته، حتى فى أصعب الفترات التى مرت بها مصر وهى نكسة 67 وما أصاب الحركة الفنية فى مصر من فتور، اتفق الثلاثى وعلى رأسهم جورج بأن العمل هو أفضل طريق للخروج من تلك الكبوة، وبالفعل عاد الجمهور للمسرح وأنقذه الثلاثى من الركود الفنى.

وهناك موقف صعب مر به جورج سيدهم، أثناء تصويره لمشهد فى مسرحية “المتزوجون” مع النجم الراحل سمير غانم وشيرين، حينما كان يأكل العديد من كميات البيض ففى أحد المرات كاد يموت لتعرضه للتسمم وكل هذا لعشقه واتقانه فى تصوير أى مشهد وحبه للفن.

وفي حوار نادر له مع برنامج اتنين على الهواء، برفقة زميله سمير غانم ، كشف جورج سيدهم تاريخ ميلاده وهو 28 مايو عام 1938، وقصة مفاجأة حول ولادته والصعوبات التي لاقتها أسرته حتى استقرار حالته الصحية.

وقال جورج سيدهم أنا ” اتولد ميت” وفق ما قاله له أفراد أسرته بعدما تقدم في العمر، وأن والدته ظلت في حالة الوضع ثلاثة أيام في ظل ووجود صعوبات في الولادة وكانت عسرة وبشكل كوميدي سخر من وزنه عند الولادة.

وأشار جورج سيدهم إلى أن “الداية” اعتبرته متوفي ولفته في قماش ووضعته بعيدا، لكن جارة لهما حينما سألت عنه وقيل لها إنه ميت، فحاولت إفاقته ليعود مرة أخرى إلى الحياة.

وأوضح جورج سيدهم أنه ولد في جرجا بسوهاج، وأن الحياة في الصعيد كانت قاسية، وتعلم الدفاع عن نفسه والضرب منذ صغره.

وفي عام 1997 أصيب جورج سيدهم بجلطة في المخ نتج عنها حدوث شلل تام في الشق الأيمن من جسده، مما أدى إلى ابتعاده عن الفن، وتوفي بعد معاناة طويلة مع المرض، في 27 مارس 2020 عن عمر ناهز 81 عامًا.