fbpx
الرأي

لا يوجد حرب

بقلم_ الإعلامية
 كريم الحلفاوي

 

واشنطن تعمل على ردع إيران وليس الحرب ضدها، هكذا كانت أخر تصريحات وزارة الدفاع الامريكية حتى لحظات كتابة هذا المقال،تلك التصريحات التي تتلاعب بأفكارنا وأعصابنا ،وجعلت المنطقة على أهبة الاستعداد والمتابعة لتطورات الصراع بين واشنطن وطهران وتداعيات ذلك على الشرق الاوسط والخليج العربي وأثر ذلك على ارتفاع أسعار النفط .

والراصد للتصريحات المتبادلة بين الجانبين الامريكي والايراني ولتطور العلاقة بينهما يمكنه أن يدرك إلى أي مدى تمثل إيران فزاعة للضغط على دول الخليج ومحاولة إثارة الذعر،أمريكا لم تكن ولن تكن يوما صديقا لأحد سوى لمصلحتها التي تتحقق مع الكيان الاسرائيلي بسبب جماعات الضغط والمصالح الاقتصادية وبناءا على ذلك تنطلق كل التصرفات الأمريكية .

لذا جاء نقض أمريكا للاتفاق النووي إذ أن الادارة الامريكية تعلم جيدا أن هذا التصرف كفيل أن يستفز طهران وبالتالي يكون من حقها أن ترتكب أي حماقات، وكانت هذه بداية إطلاق أمريكا ليد إيران كي ترتكب أفعالا استفزازية ، في البداية تظهر أوروبا متمسكة بالاتفاق لتدافع عن مصلحة شركاتها التي تتعاون تجاريا مع إيران
، ثم تنفض أوروبا يدها عن إيران بعد ضغط الولايات المتحدة وتهديدها بعقوباتها على أوروبا ،ثم تأتي تصريحات روسيا بأنها ليست سيارة إطفاء ولن تطفيء ما أشعله الأخرون رغم العلاقات القوية الايرانية الروسية في سوريا وفي مجال النفط والطاقة النووية .

لتصبح إيران في خط مواجهه أمامي مع دول الخليج .. وتتحرش بالموانيء والسفن في منطقة الخليج، ولأن خطوط الملاحة البحرية تخضع للحماية الدولية فهذا يبرر إعادة إنتشار القوات الأمريكية في المنطقة بزعم حماية المصالح الأمريكية وحماية أمن المنطقة.

ودول الخليج هي التي تدفع تكلفة الحارس الأمريكي ..ولو عدنا بالذاكرة قليلا للوراء نجد أن بعد كل تصريح أمريكي بمغادرة القوات الأمريكية للمنطقة , تحدث أزمة ليزداد عدد القوات الأمريكية مرة أخرى وتزداد فاتورة الحرب التي يدفع ثمنها العرب.

الخلاصة تلك الدول تدافع عن مصالحها وتستنزف أموال ونفط الخليج العربي وتستخدم الاستفزازات الايرانية كوسيلة ضغط على الجميع ،كن لم تكن أمريكا يوما عدو لإيران ,, ولم تكن إيران عدو لأمريكا ، لكنها المصالح فقط هي التي تتحكم في مصائر هذا الكوكب .

الخلاصة لن تكون هناك حرب، لكن ستكون هناك فاتورة باهظة التكاليف ورواج لتاجر السلاح الأمريكي وجنوده .

زر الذهاب إلى الأعلى