fbpx
اخترنا لك

ما الفوائد الاقتصادية التي ستعود على قطر من استضافتها لكأس العالم 2022؟

 

من المتوقع ألا تكون بطولة كأس العالم في قطر لعام 2022 أغلى كأس عالم فحسب بل ستكون أيضًا أغلى حدث رياضي في التاريخ، فمن المتوقع أن ينفق الفيفا ما يقرب من واحد وسبعة مليارات دولار على إنشائه، في حين أن دولة قطر نفسها يُقدر أن تنفق مائتين وعشرين مليار دولار على ذلك، إذن ما هو المقدار المتوقع من كأس العالم 2022؟ وهل ستكون التكاليف تستحق هذا العناء بالنسبة لدولة قطر؟

من المقرر أن تبدأ بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر في 13 نوفمبر وسوف تكون أول بطولة لكأس العالم تُقام في دولة من دول الشرق الأوسط، كما ستكون أول بطولة لا تقام بين يونيو وأغسطس، ويُعتقد أن هذه البطولة سيكون لها تأثير إيجابي صاف على اقتصاد قطر خلال الربع الرابع لعام 2022 .

سيكون لاستضافة البطولة تأثير ايجابي فوري على نمو الناتج الإجمالي الحقيقي وميزان المدفوعات وانتعاش سوق تداول الأسهم في قطر، وذلك عن طريق ارتفاع معدل الاستهلاك ومعدلات الانفاق الحكومية وصادرات الخدمات، من جهة أخرى، سينتج عن الزيادة الكبيرة في عدد السكان في قطر خلال فترة البطولة إلى ارتفاع كبير في معدلات الطلب مما سيتطلب زيادة معدل الواردات من السلع التي تضم المواد الغذائية والاستهلاكية، وهذا سيساهم في زيادة التضخم.

سيأتي التأثير الأكبر لكأس العالم هو ارتفاع الزيارات، سيمثل عدد الوافدين خلال البطولة والذي تقدر السلطات ما بين 1.2 مليون و 1.7 مليون زائر، جزءًا كبيرًا من توقعات قطاع السياحة لقطر بـ 2.2 مليون زائر في عام 2022 بأعلى من 2.1 مليون في عام 2019.

من المتوقع أن البطولة ستؤدي إلى ارتفاع الإيرادات من خلال العديد من القطاعات والصناعات المختلفة في قطر عن طريق ارتفاع معدل الإنفاق من قبل الزائرين والمقيمين والحكومة، وستكون الفوائد الفورية واضحة لقطاع الفنادق والمطاعم والأماكن الترفيهية وتجار الجملة والتجزئة.

الفنادق ستحصل على أكبر حصة من عائدات كأس العالم.

1 .قطاع الفنادق والإقامة: كان من المتوقع دائمًا أن تكون مهمة استيعاب العدد المتوقع للزوار الأجانب لكأس العالم تحديًا رئيسيًا لقطر كمضيف، تشير التوقعات إلى أن الوافدين الأجانب إلى قطر سيصلون الى 40% من سكان البلاد مقارنة بـ 2.5% و 0.7% في بطولات كأس العالم السابقة في كل من روسيا والبرازيل.

2 .تجارة الجملة والتجزئة: سيكون هناك أيضًا آثار إيجابية على قطاع التجزئة والذي يعتبر حوالي 6.3% اجمالي الناتج المحلي، تماشياً مع بيانات البطولة في روسيا نعتقد أن كأس العالم 2022 سيعزز مبيعات متاجر الملابس والسلع الرياضية ومتاجز السلع الغذائية وغيرها، وباستخدام نفس المنهجية المتبعة في الفنادق من المرجح أن قطاع التجزئة سيدر نحو 4.30 مليار ريال قطري من العائدات الإضافية .

3 .الفنون والترفيه والاستجمام: نعتقد أيضًا أن البطولة ستعزز الدخل نحو الأعمال الفنية والترفيهية والتي تمثل 1.0% إضافية من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك لأن السلطات رتبت أكثر من 90 حدثًا وترفيهًا على نطاق واسع إلى جانب بطولة كرة القدم، بما في ذلك مهرجان FIFA للمشجعين ومركز “الكورنيش” الترفيهي وأنشطة الرياضات المائية على طول شاطئ رأس أبو عبود.

4 .خدمات الرعاية الصحية والأمن: ستستفيد الخدمات الصحية التي تمثل 9.2% من الناتج الإجمالي المحلي، نعتقد أن السلطات ستعزز الإنفاق على المستشفيات والخدمات الصحية لتقديم خدمات صحية متميزة.

الجانب الاقتصادي الآخر لكأس العالم

على الرغم من أن التأثير الصافي لكأس العالم في كرة القدم سيكون إيجابيًا على النشاط الاقتصادي، فإننا نسلط الضوء أيضًا على أن قطر ستشهد بعض التداعيات الأقل ملاءمة كمضيف للبطولة، نتوقع أن تساهم الزيادة في عدد السياح الوافدين في زيادة ملحوظة في فاتورة استيراد السلع في البلاد، وستكون الزيادة في الواردات مدفوعة في الغالب بارتفاع واردات المواد الغذائية خلال الحدث وهو أمر ضروري لإطعام العدد المتزايد من السكان في الدوحة (تمثل المواد الغذائية حوالي 6.0% من واردات السلع القطرية)، فضلاً عن نشاط التجزئة الأقوى.

وفي الوقت نفسه، سيؤدي ارتفاع الطلب أيضًا إلى ارتفاع الأسعار في عدد من المكونات الرئيسية لسلة مؤشر أسعار المستهلكين في قطر بما في ذلك المواد الغذائية والمشروبات (13.5%) والإسكان والمرافق (21.9%) والنقل (14.6%) والترفيه والثقافة ( 5.9%)، سيؤدي ارتفاع الطلب على الغذاء والنقل إلى زيادة ضغوط التضخم على جانب العرض الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية والتي كانت بمثابة المحرك التضخمي الرئيسي في عام 2022.
كل الأشياء التي تم أخذها في الاعتبار، نتوقع أن الأسعار الرئيسية سترتفع بنسبة 4.4% على أساس سنوي في الربع الرابع، أعلى بكثير من الاتجاه الفصلي السابق للوباء البالغ 1.6% على أساس سنوي بين عامي 2013 و 2019، ستضع الضغوط التضخمية من كأس العالم التضخم القطري على مسار أعلى، مما يؤدي إلى متوسط ​​تضخم أعلى من الاتجاه بنسبة 2.5% في عام 2023

التضخم الفصلي سيصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2012 على الأقل

نتوقع انخفاضًا في نمو صادرات الغاز على أساس ربع سنوي خلال البطولة، تنتج قطر عادة حوالي 90% من احتياجاتها من الكهرباء من الغاز الطبيعي، وفي الوقت نفسه، نتوقع أن التدفق الكبير للسياح وعمليات تحلية المياه كثيفة الاستهلاك للطاقة اللازمة لتوفير المياه الصالحة للشرب مقترنة بتكييف الهواء في الملاعب والفنادق ومراكز البيع بالتجزئة سوف تتطلب زيادة كبيرة في إنتاج الكهرباء.

التحديات التي تعرضت لها قطر

مع ظهور مكانة قطر الدولية، من المرجح أن تكون هناك زيادة في الاستثمار الأجنبي، يُتوقع أن تنجذب الكثير من الشركات الأجنبية إليها للاستثمار بسبب الارتفاع في النمو الاقتصادي، وسيكون للاستثمار الأجنبي فائدة كبيرة لقطر حيث سيزيد من النمو الاقتصادي والتنمية.

بخلاف الفوائد الاقتصادية، ستستفيد قطر بشكل إيجابي من الجوانب الاجتماعية والثقافية لاستضافة FIFA 2022، هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة شرق أوسطية كأس العالم.

هذا وهناك مخاوف هائلة تتعلق بحقوق الإنسان فيما يتعلق بوضع عمال البناء الذين يتم توظيفهم لاستكمال ملاعب كأس العالم، أدانت العديد من المنظمات الدولية قطر لمعاملة 1.6 مليون عامل وافد قاموا ببناء الملاعب، وقد وعدت قطر بتحسين معايير السلامة والمعيشة للعمال المهاجرين، لكن لم يتم وضع السياسات بعد، وتشكك منظمات حقوق الإنسان في هذه الادعاءات، وقد تصاعدت الدعاية السلبية المحيطة بانتهاكات حقوق الإنسان إلى مقاطعة الحدث ككل.

قطر لديها حظر كامل على الكحول، وهي ليست مسألة تافهة بالنظر إلى أن العديد من الرعاة الرئيسيين لكأس العالم هم من منتجي الكحول، تستضيف قطر أول بطولة يتم فيها حظر المشروبات الكحولية، مما قد يؤثر بشكل كبير على قرارات المشجعين الذين سيحضرون المونديال، صرح الفيفا أنه يحاول التغلب على هذا، لكنهم لم يتمكنوا من تغيير سياسة الحكومة القطرية.

زر الذهاب إلى الأعلى