fbpx
الرأي

متى سنساوي الرجل بالأنثى … أخلاقيا ؟

بقلم الكاتبـة _ إسـراء حتاملـة

 

كم أشعر بالخيبة عندما أنظر الى التطور الذي حصل على كافة الأصعدة في هذا العالم و لم يصل بعد حتى هذه اللحظة الى المساواه الأخلاقية بين الرجل و المرأة ، نحن و حتى هذه اللحظة نمنح الرجل الكثير من الحقوق في نزواته الأخلاقيه لا تعطى للمرأة بحجة انه رجل و هي امرأة ان انكسر زجاجها لن يعود من جديد أما هو فبامكانه بكل بساطة شراء زجاج جديد بعد جملة ” تاب” لكن التوبة مصطلح ملغي من قاموس المرأة التي هي آله للكرامة و الشرف و مسطرة للأخلاق ما ان تميل بمشاعرها قليلاً حتى يحكم عليها بأضعاف ما فعلت.

نحن كمجتمع وصل الى مرحلة عالية من المساواة بين الجنسين في العمل و الدراسة و الكثير من الحقوق التي كانت مسلوبة كالميراث و السفر والتعليم و غيرها لا زال يفتقر و ان صح التعبير لم يصعد خطوة واحدة بعد في المساواة الأخلاقية فيما بينهما وما أعنيه تفصيلاً السلوكيات الأخلاقية التي يجب أن تكون منبوذة لكلا الجنسين لكنها تقدّم كنزوات للذكر دون الانثى.

ما اريد توضيحة و قبل كل شيء أني لا أبرر الخطأ أياً كان ولا اطالب بجعل هذا حق للأنثى أيضا على الطلاق و لكني أطالب بالنظر الى الرجل عندما ” يخطئ” أخلاقيا بذات العين التي ينظر بها للأنثى … و كما نحاول في كثير من الأحيان التماس 70 عذراً للرجل لنزوته حتى نسامحة فلنحاول التماس عذراً للانثى أيضا ، فخير الخطائين التوابون ، لم يقتصرها الله جل و علا حكراً على الرجال …

ما دعاني للكتابة أكثر في هذا الموضوع الكثير من القصص الواقعية التي تعتبر أسراراً بالنسبة للنساء و قمن آسفاتٍ بنزوات لا تقاس كنزوة في عالمنا العربي عند الرجل و انما حق … حق شرعي في حال إهمال زوجته له، أو انشغالها عنه في أمور الحياة ، أو تصنيفه كخيار ثانوي في حياتها يصبح حقه الشرعي أن يتعرف على أنثى غيرها و تجد المجتمع بكافة طبقاته يفترش له المبرر على سجاد أحمر فسبب نزوته هو ” اهمال زوجته له ”،لننظر لذات القصة من الاتجاه الآخر … انثى أهملها زوجها ، حقّرها ، كانت ليس خياراً ثانوياً فقط انما جارية و عليها بجانب كل هذا القيام بكافة واجبتها المنزلية و الزوجية على أتم وجه … و وجدت لطفاً أو اهتماماً من رجل آخر ؟! سأترك لكم الاجابة بنظرة المجتمع لها …

انا في  الحالتين رأيت انحرافاً اخلاقياً و هو ان صح التعبير ” خيانة ” وفي  الحالتين التصرف الصحيح هو إنهاء العلاقة الأولى أولاً ثم الانصراف لبناء علاقة أخرى لكن تعليقي على الموضوع كان في عدم المساواة الاخلاقية بين الرجل و المرأة حتى و إن كنا في مجتمع شرقي نحن أقرب الى مجتمع اسلامي ساوى بينهما في كافة العقوبات ، قال تعالى ” الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدة ” كما قال تعالى ” كما قال تعالى  ” فمن تاب من بعد ظلمه و أصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم ” … و لم تقتصر التوبة هنا على الرجل دون الانثى فاذا تاب الله على عبدٍ أي كان جنسه مسح له ذنوبه ، فمن نحن كبشر حتى لا نغفر الزلات ؟؟!!!

لنقل ان هناك العديد من الروادع التي تقف لها الانثى قبل أي زلة الا وهي الأهل والمجتمع و هذه في كثير من الأحيان تعتبر و دون شك رادع قوي قبل الاقدام على أي خطأ ، لو كنا نحاسب الرجل بنفس الحساب و كان لديه ذات الروادع الا و هي الأهل و المجتمع و عليه قبل أن يفكر بأي خطأ أن يرتعد خوفاً من الكلام الذي سيجلد به ،كم من الانحرافات الاخلاقية سوف يتم تجنبها ؟ الكثير دون شك ، لأن المجتمع جزء لا يتجزأ منا و عليه أن يكون رادعاً للجميع و لأن الأهل لبنتنا الأساسية و عليها أن تكون الرادع الأخلاقي للجميع و لأن الخطأ هو خطأ دون تأنيثه و تذكيره عليه أن يكون نابعاً من دواخلنا كرادع الضمير و الأخلاق و المبادئ التي نزرعها  عند الاناث و ندفنها عند الرجال تحت عنوان عرض ” الزلمة ما بعيبه شي ” .

ما اريده حقاً أن نصل الى المرحلة التي ننظر فيه الى الخطأ على أنه خطأ بحت وألا نستند على من فعله قبل الحكم عليه،أن نسامح و نرى التوبة لأن من اقترفها تاب حقاً و ليس اذا ما كان صاحب التوبة ذكر أم انثى .

زر الذهاب إلى الأعلى