fbpx
أكتب

محيي النواوي يكتب:خرافة العالم.. الحرب النفسية

ما أسهل أن تنتصر دون أن تخوض حربًا.. وتخرج عدوك محطمًا لا أمل لا مستقبل.. وبدلًا من أن تسكن جسده طلقات الرصاص.. يسكن جسدة اليأس والخوف، وكأن حاله بات يشبه قصائد الشعر الجاهلي.. بكاء علي الأطلال وذكر الحبيبية.
هكذا كانت الحرب النفسية التي تندرج تحت عنوان “لا للأمل.. نعم لليأس”.. فقد بات من الصعب أن تحتل أرضًا.. ولكن بات ممكنًا أن تحتل عقل.. باتت المؤامرة بديل للمعركة المسلحة.. والمال بات بديل عن نيران المدفعية، والجرائد والإعلام بات بديلًا عن الطائرات والصواريخ العابرة للقارات.. والكلمة باتت بديلة عن طلقة الرصاص.
إن الحرب النفسية قديمة قدم الصراع.. منذ الصراع في القبائل عندما كانوا يضعون علي وجوههم ألوانًا سوداء لكي تتغير ملامحهم.. لكن الحرب النفسية تطورت وذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير.
– إن الحرب النفسية كما يراها خبراء علم النفس العسكريين “فهي إستخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة.. للتأكيد علي آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين علي تحقيق سياسة وأهداف الدول المستخدمة”.
إن الغرب قد نجح في ترويج تلك الحرب ونفذها وحطم بها الوطن العربي.. بدايًا من كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” هذا الكتاب الذي حظي بإهتمام كبير.. وهو كتاب رديء يدعو إلى اليأس لا أمل.. فهناك بعض الناس يحكمون هذا العالم.. إنهم هم من يديرون كل شيء.. ويخططون لكل شيء، وهم الجديرين بإدارة هذا العالم.. وإن العرب والمسلمين لا شيء ليس عليهم إلا السمع والطاعة.. كيف تقبل العقل العربي أن يسير وراء تلك الخرافة “بروتوكولات حكماء صهيون”!.
مرورًا بأن إسرائيل هي الأقوي وهي الجيش الذي لا يقهر.. نجح الغرب في الترويج لإسرائيل أكثر من نجاح الفنان للترويج للوحاته أو الكاتب لكتاباته.. أو المطرب لأغانيه أو الشاعر لأشعاره..
وصولًا إلي تنظيم “داعش” الخرافة الكبري لهذا العصر.. الذي نجح في تشويه الدين الإسلامي ونجح في تدمير الوطن العربي.. كيف لتنظيم كان يحتوي في بدايته علي ما يقرب من (١٥) ألف شخص.. أن يجعل الشعوب العربية والإسلامية مشردة لاجئين بلا حدود.. وجعل جغرافيا الدم تمتد وتمتد حتي باتت أبعد من حدود النظر.. وجعل التاريخ يدون أعداد القتلي واللاجئين.
– إن الغرب نجح في الإنتصار في حربه.. ومازل يروج لإنتصارً جديد فبعض السفهاء يقولون: ” أن الوطن العربي والعالم الإسلامي يحتاج إلي معجزة حتي يعود مرةٍ أخري وبما أن عصر المعجزات قد إنتهي فلا أمل وعلي الوطن العربي والعالم الإسلامي أن يتعايش مع هذا الوضع وان يقبله”.. يروجون لصناعة اليأس فينا لا حاضر ولا مستقبل.. ولكننا نقول حتي هنا وكفي إننا أرقي وأسمي إن شعوبنا هي التي صنعت التاريخ.. إن ديننا الإسلامي براء من هؤلاء الرعاع الذين أتخذوا من الدين الإسلامي ستارًا ليتخفوا ورائه وإظهاره للعالم علي إنه دين الدم والقتل.. وهم في الحقيقة هم الدم والقتل.. الذين تنطبق عليهم آيات القراءن الكريم.. “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ” سورة البقرة (١٣:٧)
-إننا علينا أن نواجه تلك الحرب حتي لا نصبح في اللاوجود.. بالعلم والأمل

زر الذهاب إلى الأعلى