fbpx
الرأي

معركة التجديد الديني التحرر من الاستعمار الباطني للعقل العربي

عمرو عبدالرحمن – يعيد كتابة التاريخ

• #التجديد_الديني_كيف؟

= “الثورة” ليست فقط تغيير نظام سياسي واقتصادي، بل تغيير نظام مجتمع بحاله، وهو ما بدأه الرئيس / عبدالفتاح السيسي – قائد ثورة 30 يونيو – فور توليه منصبه، بدءا بالدعوة لاستعادة قيمنا الأصيلة ولغة أخلاقنا الجميلة وتعاملاتنا الإنسانية، وصناعة جيل جديد واع بقيمة وطنه وجيشه وعلمه وشعاره؛ “تحيا مصر”.

= أطلق القائد دعوته لثورة دينية لتجديد الخطاب الديني، الجامد والمتخلف، الغارق في مناهج التشدد من جهة والباطنية السبهللة، والسبب الأول لظهور دعاة الفتن ومشايخ الفضائيات، والأخطر؛ صعود تيارات الإرهاب المتأسلم.

= واجهت دعوة القائد، تحجر دعاة الجمود وأولياء الإبقاء علي حالنا كما ورثوه من أيام الاستعمار والفساد والإرهاب والتخلف الحضاري والديني، رجوعا لعصر الاستعمار الفاطمي ثم العثماني، الذي سلمنا للاستعمار الصهيو فرنسي والصهيو بريطاني!

= دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني وإقامة ثورة دينية شاملة، واجهت تعنت المؤسسة الدينية العتيقة بأكثر من مناسبة، ليس نتيجة خلاف وجهات نظر، بل اختلاف تام للهوية والمرجعية التاريخية والرؤية المستقبلية.

= الدولة تري “مصر الجديدة” نظيفة من عفن الماضي سياسيا واقتصاديا وأيضا دينيا، وخاصة الفكر الذي غرسه الاستعمار العثماني والبريطاني وقدسه دراويشه، وتوارثته الأجيال، بما فيه من إساءة لتاريخنا (المكتوب بأيدي أعدائنا).

= بالمقابل؛ تتمسك العقليات الدينية التقليدية بموروثاتها من رموز ومناهج فكرية ودراسية تقدس الاستعمار الفاطمي “الفارسي” والاستعمار العثماني “التركي” … وتعتبرهما “خلافة إسلامية”!

= هنا يبرز التحدي الأكبر أمام مصر الجديدة، في معاركها المقدسة بشعار يد تبني ويد تحمل السلاح، إنها قوي الرجعية للنظام البائد، التي تمثل ظهيرا سياسيا قويا لأي شخص أو كيان، يختلف في مواقفه مع إرادة القيادة السياسية للدولة المصرية، التي تقاتل للتحرر من عباءة الماضي بجناحيه “الوطني و الإخوان”… بنفس قوة كفاحها للتحرر من المستنقع الذي انحطت إليه مصر أيام العهد البائد، سياسيا واقتصاديا ودينياً.

• البعد الثقافي في الثورة المصرية …

= إذا كانت ثورة 30 يونيو، قامت ضد الإخوان وخليفتهم الإرهابي “رجب طيب إردوغان” – الطامع في استعادة سلطانية الخلافة العثمانلية المتأسلمة، فإن الامتداد الديني للثورة المصرية موجه مباشرة لكل من يعتبر الترك “خلفاء إسلاميين” سواء من الإخوان أو الباطنية شيعية أو سنية “الصوفية”… لأنها لم تقم ضد الإخوان فقط، بل ضد النظام العالمي الجديد بكامل قواه الشريرة، وبالتالي ضد ديانته العالمية الموحدة القائمة علي أساس الباطنية العالمية.

= ما يعني إعادة النظر في الخطاب الديني المدروس في مناهج المؤسسات الدينية والثقافية، وأولها مناهج الأزهر، التي تقدس الاستعمار العثماني وتعتبره “خلافة إسلامية”، رغم أنه خالف كل شروط الفتح الإسلامي لأي بلد وأهان مقدسات الآخر، وأذل الشعوب، وذبح مئات الألوف من المصريين وفرض عليهم السخرة ونظام “الإلتزام” والجباية الإجبارية تحت رحمة الإنكشارية – (الجيش العثماني لم يكن جيشا وطنيا بل قطعان من المرتزقة وأبناء الأسري المخطوفين من المستعمرات العثمانية، هم الإنكشارية!).

– من الآخر؛

= إذا تم تحرير التاريخ الإسلامي من الاستعمار الفاطمي الفارسي [الفاطميين – الأدارسة – الصفويين – القرامطة – الحشاشين، إلخ] لن يعود للشيعة أي وجود … فهذه الدويلات الخوارج حاربت الحكم العربي حتي قضت علي الخلافة الراشدة، ثم قضت علي الدولتين الأموية العباسية العربيتين الإسلاميتين، ومن يومها سقط الحكم العربي، وسقطت الأمة ممزقة بين استعمار فارسي وتركي، كلاهما فتح أبوابنا للصليبيين القدامي والجدد!

= إذا تم تطهير التاريخ الإسلامي من مرحلة الاستعمار التركي [السلجوقي – العثماني] فلن يعود للصوفية أي وجود.

= إذا تم تحرير العقل المسلم مما يسمي “التأويل الباطني” و”العلم اللدني” الذي لم يظهر علي الساحة الإسلامية إلا في عصر الدولة العباسية نتيجة الاختراق الفارسي “البرامكة” الذين اعتمد عليهم “المأمون ابن الفارسية مراجل” في نقل فلسفات الفرس واليونان والهندوس الباطنية، فلن يكون هناك أثر لنظريات “الحقيقة المحمدية” و “الفيض الإلهي” وكلها تخاريف، أصلها فلسفات لاهوتية سيريانية، تلمودية، يونانية، زرادشتية وفيدية “هندوسية”، وليست قائمة علي نصوص لا قرآنية ولا نبوية، عدا حديث واحد فاسد من الفارسيات (ما يقابل الاسرائيليات) وهو مصنف [غير صحيح] بإجماع فقهاء الأمة وعلماء الجرح والتعديل في الحديث الشريف.

– حديث واحد مشبوه يقيمون به عقيدة كاملة ضالة، يسير وراءها القطعان كمدمني الأفيون!

= التأويل الباطني والعلم اللدني أخطر أسس الباطنية المنقولة عن التلمود الصهيوني والفلسفة اليونانية والزرادشتية، وهما يمثلان “الوحي الموازي” المنسوب زورا لله ورسوله، والمزعوم تلقيه قلبا عن ربا عبر أقطاب الأفيون الشيعي والصوفي، وغرضه نسف إيمان المسلم بالنص القرآني والنبوي، وتصديق تأويلات لا علاقة لها إطلاقا بالنص الإلهي، ومخالفة لمعناه، وإذا ناقشت أحدهم سخر منك قائلا: “تلقيتم علمكم ميتا عن ميت وتلقينا علمنا عن الحي الذي لا يموت!” … معني هذا أنهم يتوهمون أنهم أفضل من الصحابة رواة الحديث ومن النبي نفسه لأنه تلقي علمه عبر رسول آخر هو سيدنا جبريل، أما هم فيتلقون علمهم من “إلههم” مباشرة ولا يموتون بل فقط “ينتقلون”!

– التأويل الباطني يغير معني الآية بالكامل بزعم أنه جاء بالوحي لغير النبي!

– رغم أن الوحي الخاص بالرسائل الإلهية حق حصري للأنبياء المكلفين بنقل تعليمات الخالق للخلق لتنفيذها حرفيا، من نفذها دخل الجنة ومن عصاها دخل جهنم.

– نموذج للتأويل الباطني المفسد لمعني النص القرآني: [وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [189: البقرة]، وهي آية واضحة تفسيرها أنها تعلمنا آداب الزيارة ودخول البيوت، تسبقها وتتلوها آيات كلها أوامر وآداب وأخلاق خاصة بعبادات الصوم والحج والجهاد.

– أما تأويلها الباطني حسب أحد مشايخ الباطني “المؤيد الشيرازي” أن المقصود بالبيوت هو بيت الله الحي الناطق الذي أغاث به الخلائق وهو النبي، وكل إمام في زمانه (يعني باب الشيخ أو القطب) والأولي أن يكون “علي ابن أبي طالب” بزعم حديث نبوي [غير صحيح] وهو: (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب)!

– من أين جاء بهذا الاختراع؟ يقول لك علم لدني وتأويل باطني ووحي إلهي مباشر!

– طيب ماذا لو طبقنا قاعدة “التأويل الباطني” الذي يغير المعني تماما علي آيات الزواج والطلاق والمعاملات التجارية والجهاد والحكم والميراث؟ سيتحول الدين إلي “دين موازي” مصدره “وحي موازي” لا علاقة له بالدين الأصل… يعني [بزرميط!]

– ومن هنا نفهم لماذا سمعنا عن زواج المتعة الشيعي ونكاح الجهاد الوهابي ونور النبي الصوفي!

= إذا تم قطع شجرة نسب الشيعة الإثني عشرية، لن تكون هناك قداسة لأي إمام شيعي أو قطب صوفي، لأن هذه الشجرة الخبيثة هي خيط العنكبوت الذي يربط الشيعة بالصوفية – رغم أنف الرافضة من الطرفين!

= إذا كفر مسلم بآية قرآنية أو حديث نبوي [صحيح] خرج من الملة نهائيا ولا يعود إلا بتوبة وإسلام جديد.

= أما إذا كفر مسلم بنص واحد باطني [صوفي – شيعي] مصدره “علم لدني” أو “تأويل باطني” فلا ذنب عليه، يوم القيامة بنص القرآن والسنة، لأن الله لن يحاسب عباده إلا علي:- الإيمان بقرآنه ورسله ورسالاته التي انقطعت بموت رسول الله صلي الله عليه وسلم… #انتهي.

= لا صحة لمن يزعم أنك حر في الإيمان بنصوص الباطنية أو التكذيب بها؛ أولا: لأنك لست حرا مع الله بل أنت عبد لله، والحرية في الإسلام لمن لم يدخل الإسلام؛ فلا إكراه في الدين … لكنك إذا دخلت في الإسلام فأنت مقيد بأوامره ونواهيه المنصوص عليها – فقط – في القرآن الكريم والسنة النبوية [المتفق علي صحتها] بين الفقهاء الأربعة علي الأقل.

– وليس بعد ذلك في الإسلام حبة خردل.

= #النصر_علامة_الحق ؛

فإذا وجدت الفئة التي تنتمي لها منصورة من الله علي أعداء الله فاعلم يقينا أنك علي الحق …

وإذا رأيتك في فئة مغلوبة مهزومة مهانة مشتتة مستباحة الشرف والأرض والمقدسات – حتي لو كانت تملأ أرجاء الأرض، فاعلم أنك تنتمي لفئة علي الباطل، والله لا ينصر الباطل علي الحق أبدا.

– نتذكر هنا دليلين؛

= الأول: أن الأمة الإسلامية انتصرت في كل معاركها في العهد النبوي وعهد الخلافة الراشدة حتي امتدت من مشارق الأرض حتي مغاربها، لماذا؟ لأنها كانت علي الحق … وعندما كانت فقط تحيد عن الحق ولو بمعصية عابرة مثل مخالفة الرماة علي الجبل يوم غزو “أحد” انهزم المسلمون! رغم أن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار صحابته رضي الله عنهم…

= الثاني: أن الأمة لم تحقق نصرا عسكريا واحدا منذ سقوطها في أوحال الباطنية منذ ألف سنة بل انهزمت في كل المعارك وضاعت منها كل المقدسات وتم هدم الكعبة وتحطيم الحجر الاسود واحتلال بيت المقدس والاندلس وضاعت كل الأراضي التي فتحها النبي وخلفاؤه الراشدون … وهذا دليل قاطع أن دول الباطنية كلها علي الباطل … وهو أيضا السبب الخفي الذي من أجله غسل الاستعمار الفاطمي “الفارسي” والعثماني “التركي” عقول أتباعه ليوهموا الشعوب العربية والمسلمة أنها كانت “خلافة فاطمية وعثمانية”، رغم جرائمهم الفاضحة ضد المسلمين والمسيحيين والشرق والغرب والإنسانية عامة والدين … كل الدين.

· وهو ما يعيدنا لنقطة البدء في هذا المقال … ليبقي السؤال:

· متي يتحرر العقل العربي من الاستعمار الباطني؟

حفظ الله مصر والعرب

زر الذهاب إلى الأعلى