fbpx
الحدثتقارير وملفات

من «نصابين الصعيد» إلى «مستريح المرج» ..خبير اقتصادي: الجهل والطمع وراء انتشار الظاهرة

رغم انتشار تلك الظاهرة منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أن المصريين لم يتعلموا الدرس بعد، وما زال مئات “المستريحين” يجمعون ملايين الجنيهات من المواطنين بعد إيهامهم بتوظيفها، لرغبتهم في تحقيق حلم الثراء السريع.

ظهر مصطلح “مستريح” بواقعة نصب شهيرة وقعت خلال عام 2015، عقب قنبلة الصعيد أحمد المستريح الذي لقب بـ “ريان الصعيد” على خلفيه استيلائه على ملياري جنيه بعد أن أوهم نحو 200 مواطن هناك بالدخول في مشروعات وهمية بمقابل مادي تحت حجة الحصول على أرباح ثابتة خرافية وهو ما جعل المودعين يتجهون للتعامل معه ولكن تحولت الإيداعات إلى شبح واختفت الأموال.

وتوالت الوقائع عقب مستريح الصعيد مستريح الدقهلية الذي نصب على أهالي قرية بطره التابعة لقرية طلخا بمحافظة الدقهلية في 40 مليون جنيه فثاروا على ما حدث وسادت حالة من الغضب داخل أرجاء القرية محاولين إيصال القضية للرأي العام كما حدث مع قضية ريان الصعيد.

الأجهزة الأمنية بالقاهرة تمكنت من القبض على مستريح جديد استولى على 11 مليون جنيه من 35 مواطنًا، بمنطقة السلام والمرج، بحجة تشغيلها في المشغولات الذهبية وإعطائهم أرباحا من عائدها بعد أن أوهمهم بإعطائهم عائدًا شهريًا من تلك الأموال لكنه هرب قبل سداد القسط الأخير، برفقة والده وشقيقه.

وزاد الأمر عقب هذا ليتوالى ظهور عشرات المستريحين في مختلف المحافظات والتي استولى خلالها “المستريحين” على ملايين الجنيهات فنجد الغردقة ينصب على المواطنين في 18 مليون جنيه بعدما نصب على المواطنين في شركة توظيف أموال لتصدير الرمان للخارج وتأجير السيارات والدراجات للسائحين ليكتشف المواطنون المتضروين أنهم وقعوا في فخ المستريح.

ونجد مستريح بورسعيد صاحب عبارة “ملكوش حاجة عندي” والذي نصب على 235 مواطنًا بمبلغ وصل إلى 85 مليون جنيه بعدما قام بعمل عقود تفيد بتملك المنتفعين لوحدات سكنية وهو ما أخل به ولم يقم بالوفاء بما جاء في العقود بعد أن تحصل على هذا المبلغ الضخم.

ويقول الدكتور رشاد عبده، خبير الاقتصاد الدولي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن الجهل والثقة الزائدة وراء ما يقع للمواطنين من نصب حيث إن المستريح عبارة عن شخص يستغل الجهل الخاص بالشخص ويوهمه بتحقيق الكثير من الأموال مقابل إيداع مبلغ مادي لديه، وهو ما يجعل المواطن “يجري” وراء العائد المادي الوهمي الذي يحدده له المستريح.

وأضاف عبده أن الجشع والرغبة في ربح أموال بسرعة هو سبب ابتعاد المواطنين الضحايا عن البنوك والاتجاه للحصول على لدافع الذي يجعل الضحايا يبتعدون عن البنوك “الأكثر أمانًا ويتجهون إلى تلك الشركات النصابة، التي أصبحت منتشرة بصورة كبيرة وهو الأمر الذي يحتاج إلى وجود رقابة ووعي مجتمعي.

زر الذهاب إلى الأعلى