نجل عماد حمدى يحكى عن مواقف شاديه فى حياته ومع والدته فتحيه شريف . .

كتب…. نورهان خالد

لم تر شادية نادر عماد حمدى منذ سنوات طويلة وبالتحديد منذ طلاقها من عماد حمدي ، لكن أمومتها كانت فوق قدرها، وربما فى أحد تلك الأيام شعرت شادية وهى تضم طفل عماد حمدى من زوجة أخرى إلى صدرها أنه ابنها الحقيقى.

ولم يستمر زواج شادية وعماد حمدى طويلا، فبعد 3 سنوات تقريبا انتهى زواج شادية التى كانت وقتها من جميلات السينما المصرية، وكانت شابة لم تبلغ بعد الثالثة والعشرين من عمرها، حين انفصلت عن فتى الشاشة الأول عماد حمدى، والذى كان حينها تعدى الأربعين من عمره.

ومرت السنوات.. وكبر الصغير نادر عماد حمدى والتحق بمعهد السينما وذات يوم أخبره والده عماد حمدى أنه يشارك فى بطولة فيلم “الناس والنيل” مع شادية وصلاح ذو الفقار وكان يوسف شاهين هو مخرج الفيلم الذى يجرى تصوير معظم أحداثه فى أسوان.

واقترح عماد حمدى على ابنه نادر الطالب فى “معهد السينما” أن يذهب معه إلى أسوان ليشاهد المخرج الكبير يوسف شاهين وهو يقوم بإخراج الفيلم، وفى أسوان وداخل موقع التصوير يحكى نادر عماد حمدى انه وجد نفسه فجأة أمام شادية التى لم تتعرف عليه بسهولة.

وقال لها والدى …: تعرفى مين ده يا شادية؟
سألته شادية: مين؟
قال لها والدى : ده نادر ابنى.

فاندفعت شادية وسط دهشة الممثلين والعاملين فى الفيلم تحتضنى، وأخذتنى إلى حجرتها فى الفندق الذى كانت تقيم به فى أسوان، وهناك فوجئت بأن شادية تطلب منى رقم تليفون والدتى فتحية شريف.

وكانت قصة شادية مع والدتى زوجة عماد حمدى الأولى
طلبت شادية عبر التليفون والدتى وقالت لها: فتحية.. يا ريت تسامحينى على حكاية جوازى من عماد ..
قالت لها والدتى: ياه يا شادية.. انت لسه فاكرة؟ ده كلام بقاله سنين وانتى وقتها كنت صغيرة خالص! سألتها شادية: يعنى سماح؟
فقالت والدتى: من كل قلبي! ردت شادية: يبقى لازم نكون أصحاب.
وردت والدتى : واخوات كمان.
وهذا ما حدث بالفعل وتوطدت أواصر الصداقة بين شادية وزوجة عماد حمدى الأولى وكان عماد حمدى فى ذلك الوقت قد ترك بيته وتزوج من نادية الجندى.

وكانت شادية تحاول أن تخفف من صدمة والدتى، وكانت تتصل بها وتزورها باستمرار وأحيانا كان جرس تليفون والدتى فى الصباح وتفاجأ بشادية تقول لها: صباح الخير يا فتحية انا نفسى فى الطعمية وجاية أفطر معاكي! وتسرع فتحية إلى المطبخ لعمل الطعمية وتحضر شادية وتجلس الاثنتان لتناول الطعمية والمخلل وهما يتحدثان فى سعادة.

وكانت والدتى ” تقول لى “: شادية دى يا ابنى زى أمك، دى إنسانة بنت ناس وقلبها أبيض زى الحليب وهى اللى حاتفضل لك بعد أنا وأبوك ما نموت! وصدق إحساس والدتى.

ماتت فتحية شريف زوجة عماد حمدى الأولى، وانتقل نادر وزوجته ليعيشان مع والده عماد حمدى والذى كان قد انفصل عن نادية الجندى.

ويكمل نادر عماد حمدى …وكانت صحة والدى قد ساءت كثيرا وخاصة بعد وفاة توأمه الوزير المفوض السابق عبد الرحمن حمدى.. وأصيب والدى بحالة اكتئاب شديد واعتزل فى البيت ورفض مقابلة الناس، وطال شعره وانسدل على كتفيه.

وكانت شادية كل فترة تتصل بنادر وتقول له: خلى بالك يا حبيبى من بابا.

وعاش عماد حمدى آخر أيام الندم والمرض، ثم رحل عن الحياة فى هدوء، لكن الابن نادر لم تعرف حياته الهدوء من بعدها، وقد تخرج فى معهد السينما وعمل مصورا صحافيا فى وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وطوال هذه السنوات لم تتخلى عنى شادية كانت باستمرار تتصل بى وتسأل عنى وعن أولادى الصغار وأكبرهم اسمه عماد.

وفجأة توفيت زوجتى ، وفى نفس اليوم أسرعت إليا شادية واحتضنت أطفالى الثلاثة الصغار وأخذتهم معها فى سيارتها واشترت لهم ملابس ولعبا كثيرة حتى تهون عليهم.

وقبل أن يحين موعد الدراسة كل سنة كانت شادية تشترى لأولادى ملابس المدرسة وتسدد المصروفات الدراسية، وفى كل شهر ترسل لى مع سائقها مظروفا إلى ما أن افتحه حتى أجد فيه أوراقا مالية أقربهامن أنفى فأشم فيها بوضوح “المسك” عطر شادية.

وأصبحت أشعر بأن شادية بالفعل هى أمى، وفى بعض اللحظات كنت أتذكر فيلمها الشهير الذى تغنى فيه لطفلها أغنيتها الجميلة الرائعة “يا ضنايا انت”.

ولم يرث نادر عن والده عماد حمدى شيئا لا أموال ولا عقارات ولا حتى الشبه فى الملامح، شىء وحيد ورثه عن عماد حمدى القلب الضعيف.. فقد مات عماد حمدى بأزمة قلبية.

وذات يوم شعر نادر بآلام شديدة فى صدره وعندما فحصه الأطباء قرروا أنه لا بد له من إجراء عملية القلب المفتوح وتغيير أربعة شرايين فى قلبه! ولم يعرف نادر ماذا يفعل؟ لم يكن يملك غير راتبه من وظيفته، وهو بالكاد يكفى تكاليف حياة أسرته.

ويكمل حديثه “نادر” ان أرسلت لى شادية مبلغ 10 آلاف جنيه لشراء الأدوية المطلوبة فى الحال والاستعداد للسفر.. وبينما هى تجرى الاتصالات لإنهاء سفره صدر فجأة قرار من الدولة بسفر ى لإجراء الجراحة فى الخارج على نفقة الدولة.

ويقول نادر عماد حمدي: كلما ضاقت الدنيا فى عينى وكلما شعرت بأننى مخنوق تكون هناك دائما “ماما شادية” وكلما تولانى اليأس وشعرت بأننى وحيد فى هذه الدنيا أمد يدى إلى سماعة التليفون وأطلبها.