الرأي
هارى يحطم الموروثات العقيمة !!!!
بقلم /سماح سعيد
كان حفل الزفاف الاسطورى للامير هارى حفيد الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا ، والبالغ من العمر ٣٢ عاماً أشبه بقصة خيالية نقرأها دوما دون ان نتوقع مشاهدتها على أرض الواقع ، فقد تزوج الامير من ميغان هارى الممثلة الامريكية والذى اختارها قلبه دون التفكير فى أدنى شروط او عوائق .
انصاع الشاب لنداء قلبه دون ان يفكر فى حسب او نسب ، لبى دعوات قلبه لان يكون سعيدا دون التقيد بشروط عائلته الملكية فى الزواج ، والتى كانت من المستحيل قبول زوجته لانها مطلقة واكبر منه سنا وتنتمى لاصول افريقية ، حطم اسوار قلعته الملكية من اجل الوصول الى ما تمناها قلبه .
كنا نشاهد احداث الزفاف بأعييننا متسائلين جميعا ، ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى بأكمله ، أحقا ما نراه على شاشة التلفاز ؟ ، هل ارتبط ابن العائلة المالكة بإمرأة مطلقة تصغره بثلاث سنوات ؟ ، ونوجه السؤال لأنفسنا لماذا لم نصبح مثلهم ؟ ، وكيف نعيش بنفس التقاليد العقيمة سواء فى عملية الزواج او فى اختيار شريك او شريكة الحياة ؟ .
اننا لا نزال فى عالمنا العربى ننظر للمرأة المطلقة نظرة دونية ، وانها امرأة ليس من حقها الارتباط برجل مرة اخرى ، اما لو كان رجلا لم يتزوج قبلها يصبح الامر وكأنه نهاية العالم بالنسبة لعائلته حيث يظل منبوذاً طيلة حياته ، اما اذا كانت العروس تكبره سننا ففى تلك الحالة ينظر اليه المجتمع بأثره على انه رجل فقد عقله ، فى حين يتقبل المجتمع زواج الرجل المطلق مرة واتنتين لمجرد انه رجل .
وحتى لو فكر الشاب فى شابة اقل منه تعليميا ، تسارع العائلة فى الرفض ،
وكذلك الحال بالنسبة للفتاة المقبلة على الزواج تصبح من وجهة نظر عائلتها وكأنها قطعة اثرية فى مزاد علنى تباع وتُشترى لمجرد انطباق المواصفات على المشترى ، منها وظيفة العريس والمنزل والشكليات التى مللنا من ذكرها ، بنود وشروط متحجرة تحاصرنا وان اختلفت فى مظاهرها الا اننا فى حقيقة الامر ما زالنا امامها محللك سر ، العالم يفاجئنا كل يوم بتقدمه وتطوره ، ونحن هنا نتناقش فى ما هى شبكة العروس ، وكيف نبتز العريس حتى نؤمن مستقبل العروس ، وكأننا فى حرب وصراع وليست بداية لحياة جديدة يرتضيها الطرفان .
لنقدم فى النهاية نموذج مكرر من الزواج لنتحول من خلاله الى المسخ ، مظهر دون جوهر للسعادة ، لمجرد إلتزامنا بالشروط والقواعد الاجتماعية ، ان كنا قد تقبلنا فكرة العولمة فى معظم مظاهر حياتنا من حيث الملبس والمأكل والتعليم وحتى الثقافة وغيرها ، فما المانع ان نتعولم فى بعض الافكار البناءة مثل الجدية والالتزام فى العمل ، و التركيز فى حياتنا دون التدخل والتطفل فى حياة الاخرين ، وكذلك حرية الاختيار فى الزواج دون الخوف من نظرة المجتمع واسترضاء عائلتنا .
فلنطلق العنان لارهصات قلوبنا فى اختيار شريك او شريكة حياتنا ، وليكن دور الاسرة هو مجرد النصح وترك الابن او الابنة تخوض التجربة حتى وان باءت بالفشل يكفيهم شرف خوض المغامرة امام اعينكم ، بدلا من ان يسترضوكم ليبدأوا بعد ذلك رحلة البحث عن السعادة فى غياهب حياة رسمها وخططها آخرون حولهم ، عزيزى الشاب والفتاة المقبلين على الزواج حارب من اجل سعادتك ، لا تستسلم لقيود هرمنا منها عقودا مضت طالما انك لن تفعل شيئا يغضب الله ،فحياتنا غير قابلة للاعادة .