fbpx
الرياضة

عمالقة حراسة المرمى في مصر …قصص 10 أساطير صنعوا المجد بين الخشبات الثلاث

ليس مركزًا مُفضلاً لأطفال الحواري والساحات الشعبية أثناء لعبهم لرياضتهم المفضلة، فلا أحد يُريد أن يمضي المُباراة بكاملها مُتقهقرًا إلى آخر رُكن في الملعب، مُنعزلاً عن كل ما يجري من أحداث في وسطه ، بعيدًا عن كل الصراع بين رجال الفريقين على قطعة الجلد المنفوخ التي تصنع السعادة أينما حلت.

ظل مركز «حراسة المرمى» على مدار تاريخ كرة القدم، وعلاقتها بمُحبيها، الأقل شعبية بين مراكز اللعب المُختلفة، فطبيعة الرياضة الشعبية الأولى منحت المُهاجمين، ولاعبي خط الوسط، وصُناع اللعب، ميزة خاصة، فمن نسيج إبداع أقدام هؤلاء حاكت الكرة ثوب شعبيتها  الهائلة في العالم.

ولكن مع تطور وسائل الإتصال وتعدد الأحداث الرياضية والتي أعطت للحُراس فرص عديدة وهائلة لإبراز ما لديهم من إمكانيات وقُدرات صُنفت في بعض الأحيان بـ«الخارقة»، استطاع حُراس المرمى انتزاع جزءًا مما يستحقونه من شُهرة، حتى أضحت قوة حارس العرين لأي نادٍ أحد المقاييس الهامة التي يُقيم بها الفريق، وأصبح مركز الحراسة في الكرة الحديثة بمثابة نصف الفريق، فهو الذي يحفظ للفريق حظوطه في الفوز بالمُباريات حتى عندما يكون باقي زملاؤه في أسوء حالاتهم، أو حتى انتزاع الانتصار حينما يحتكم الفريقان الى ركلات الجزاء بعد أن عجزت أقدام المُهاجمين عن الإتيان بالفوز المُريح، والأمثلة هنا عديدة ويعلمها الجميع.

في تاريخ«مصر» نجد العديد من حُراس المرمى الذين صنعوا تاريخًا باهرًا في حراسة عرين المُنتخب المصري، والأندية المصرية المُختلفة، بعض من هؤلاء تركوا وراءهم قصصًا أسطورية. 

خلال هذا التقرير ترصد «الديوان» أهم 10 قصص لحُراس مرمى في تاريخ مصر:

  (10)

حسين السيد ..الزملكاوي المخلص الذي أجل اعتزاله  حبًا لناديه

الإسم الأول في قائمتنا هو حسين السيد، حارس مرمى الزمالك في أزهى فتراته، حُبه للقلعة البيضاء دفعه لتأجيل اعلان اعتزاله عام ونصف وفق ما أكد، وذلك بعد احتراف نادر السيد، وضعف مركز حراسة المرمى بعد رحيله، ليشدد في حوار تم إجراءه معه بأنه لم يعتزل إلا بعد أن اطمأن في نهاية القرن الماضي بوجود حارسين قويين للزمالك، هما عبد الواحد السيد، ومحمد عبد المنصف.

حصل «السيد» في مسيرته مع النادي الأبيض على الدوري المصري في 1991، ووصافة الكأس في نفس السنة، ومن ثم في موسم 1992 – 1993 فاز مع الزمالك بدوري أبطال إفريقياو الدور، بعدها بعامين فاز بدوري الأبطال مرة جديدة ومن ثم السوبر الإفريقي، وكأس مصر في 1999، والبطولة الأفرو أسيوية في 1998.

(9)

عُرابي..بطل الإتحاد الأسطوري

في عام انتصار المصريين الأعظم في 1973، كان بطل قصتنا يُدون بحروف من ماس قصته الأسطورية مع نادي الإتحاد السكندري، «سيد البلد» كما يُحب الإسكندرانية تلقيبه.

كان مُشجعي الإتحاد يشدون رحالهم الى ستاد المدينة التاريخي، اليوم سيشهد مُباراة هامة ضد نادي الإسماعيلي العنيد، الفائز سيتأهل لنهائي كأس مصر، أحد أقدم وأعرق و أقوى البطولات المصرية على مدار التاريخ.

بدأت المُباراة، وفشل لاعبي الفريق استغلال كافة الفرص التي أُتيحت لهم، لتنتهي المُباراة في شوطيها الأصليين، والإضافيين، بالتعادل السلبي، ويحين الوقت لكي تتدخل ركلات الجزاء الترجيحية، وهنا تعملق “عُرابي” حارس الإتحاد، فمع تسديد لاعبي الفريق القادمين من المدينة الجميلة المعروفين بمهاراتهم العالية لخمسة ركلات جزاء، نجح إبن الإسكندرية في صد الركلات جميعها، ليكتب التاريخ أنه أول من حقق هذا الإنجاز، و تواصل مشوار الإتحاد في البطولة واستطاع اقتناص البطولة، وشارك ايضًا في فوز الفريق في 1976.

قفازات عُرابي دخلت التاريخ الدولي لللعبة بحصوله على مركزين في قائمة الحُراس الأكثر حفاظًا على نظافة شباكهم، فاحتل المركز 222 بـ 716 دقيقة فى الفترة من 3 سبتمبر 1976 حتى 21 ديسمبر 1976 و المركز 254 بـ 701 دقيقة فى الفترة من 23 فبراير 1973 حتى 15 ابريل 1973، ويُشار هنا الى أن القائمة ضمت 280 حارساً على مستوى العالم .

(8)

مصطفى كامل منصور..حارس مصر في الظهور المونديالي الأول

تتنوع البطولات، وتتعدد المُنافسات، وتبقى المُشاركة في كأس العالم الأكثر جاذبية لكل لاعبي الكرة حول العالم، بالعودة للمُشاركة المصرية الأولى يبرز في مركز حراسة المرمى إسم الحارس مصطفى كامل منصور، وُلد «منصور» في الثاني من أغسطس لعام 1914، وتوفى في 2002، عن عمر ناهز 87 عامًا.

قبل كأس العالم 1934 لم يكن «منصور» قد أكمل عشرين عامًا بعد، ولكن المدرب الأسكتلندي جيمس ماكراي للفريق المصري قرر ضمه لمواجة مُنتخب فلسطين في التصفيات المؤهلة حينها لمونديال إيطاليا، وحينها فازت مصر في لقاءي الذهاب والعودة.

تأهلت مصر الى المحفل الدولي للمرة الأولى، ونال «منصور» شرف حراسة عرين مصر في أولى مبارياتها المونديالية ضد المجر، والتي انتهت بهزيمة مصر برباعية مقابل هدفين، ولكنها كانت مُباراة تاريخية، فخلالها سجل العرب و الأفارقة أولى اهدافهم في كأس العالم، يُذكر أن «منصور» لعب لنادي الأهلي القاهري، وانتقل منه لتمثيل ناديي كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، وسيلتيك جلاسجو الأسكتلندي.

(7)

عادل المأمور..حارس الزمالك التاريخي

أغلب مُشجعي القلعة البيضاء يُصنفونه حارس مرمى فريقهم التاريخي، بدايته مع مركز حراسة المرمى كانت أسطورية بالفعل، فيُروى بأنه وأثناء لعبه لنادي المياة ضد نادي الزمالك، أُصيب حارس مُنافس الفريق الأبيض، فقرر «المأمور» أن يرتدي قفازاته على الرغم من انه كان مُهاجمًا في هذا التوقيت، وزاد عن مرماه، فقرر علاء الحامولي، الإداري حينها بالزمالك، شراءه للنادي، لتبدأ مسيرته الكروية الحافلة.

شارك «المأمور» مع منتخب مصر في دورة الألعاب الأولمبية 1984بلوس أنجلوس، كما شارك مع المنتخب في كأس الأمم الإفريقية 1980 بنيجيريا.

«المأمور» لعب للزمالك 15 موسم، كانت الأميز بينهم على الإطلاق مواسم 81 و 82 و 83، ففي الأول تلقت شباكه 3 أهداف، فيما كانت الحصيلة 4 في الموسم التالي، ونجح في الثالث بالخروج مع زملاؤه من الدوري دون هزيمة، ونج في تحقيق رقم قياسي في الحفاظ على نظافة شباكه لـ954 دقيقة،  في 11 مُباراة.

حصل «المأمور» مع الزمالك على بطولة الدوري الممتاز موسمي 1977 /1978 و83-84 وبطولة كأس مصر عامى 1977 و1979 وكأس الأبطال الأفريقية للأندية عام1984.

 (6)

عادل هيكل..نجمُ في الملعب ..وعلى شاشات السينما ايضًا

إذا كان أغلب من يقرأ التقرير لم يُشاهده مُرتديًا قفازاته وهو يحرس عرين النادي الأهلي ومنتخب مصر، فإن بالتأكيد لا يوجد من لم يشاهده في دور حبيب هند رستم الغيور          في فيلم إشاعة حب، الذي مثل فيه الممثل الراحل عمر الشريف، والراحلة سعاد حسني، والقدير الرائع يوسف وهبي.

«عادل هيكل» من مواليد الثالث والعشرين من مارس 1934، بدأت مسيرته مع النادي الأهلي في 1949، خاض معهم 22 عام كامل، بدايات «هيكل» كانت صعبة مع الفريق، فشارك في مباراة الترسانة الصعبة، ولسوء حظه فكان استهلاله للمُشاركات بقميص الفريق الأحمر كارثية، وخسر الأهلي بستة أهداف لهدفين، كان الحارس الأهلاوي قاب قوسين أو أدنى من خلع قفازاته للأبد، مُعتبرًا ما حدث إشارة بأن لا خير ينتظره في ملاعب الكرة، فبعث القدر إليه مختار التتش، ليربت على كتفه هامسًا في أذنه :«ستصبح أفضل حارس في مصر».

في مسيرة «هيكل» الطويلة مع الأهلي، حصل على عشر بطولات للدوري الممتاز، وستة بطولات لكأس مصر، ولكن فترة تألقه القصوى كانت في مباراة بنفيكا الشيهرة في 1963، حينما كان الفريق البرتغالي بطلاً لأوروبا، وفاز الأهلي بثلاثة أهداف لهدفين، ويروى أن نجم الفريق حينها البرتغالي من أصل إفريقي «إيزيبيو» أشاد بـ «هيكل» وقدراته، تألق عادل هيكل دفع مسئولي بنفيكا لعرض الحصول على خدماته، ولكنه تمسك بالبقاء في مصر.

فيولا البرازيلي قال أن «هيكل» من أفضل الحراس الذين شاهدهم في حياته، مشيرًا لصده كرات من الصعب صدها من أي حارس مرمى، عارضًا ضمه لفريق عالمي إذا ما أراد، وذلك وفق تصريحات صحفية في تلك الفترة، إمكانيات «هيكل» دفعت مسئولو جالطة سراي التركي لعرض 4 الاف جنيه لضمه.

«هيكل» كان من أفضل 10 حراس أفارقة اختاراتهم مجلة الألعاب الإفريقية التي تصدر في باريس، بين عامي 1958 و 1983، وكان أفضل حارس في بطولة الأمم الإفريقية التي استضافتها وفازت بها مصر في 1959،كما برز بين حراس مرمى المشاركين في بطولة البحر المتوسط سنة 1963.

(5)

«ثابت» ..«بطل» الأهلي الدائم

«برافو يا ثابت..برافو يا ثابت»..صيحة أطلقها بعفوية و تلقائية المعلق الشهير الراحل حسين مدكور بصوته الشجي المميز تفاعلاً مع تصدي ثابت البطل لركلة الجزاء التي كان من المُمكن أن تُحول وجهة لقب كأس الأمم الإفريقية من مصر الى مُنافستها الإفريقية القوية حينها و دائمًا الكاميرون.

كان يومًا مهيبًا..احتشد 100 الف متفرج بستاد القاهرة على أمل أن يروا مُنتخب بلادهم يرفع كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى من 1959، واجه المُنتخب حينها سوء حظ غريب، حتى أن محمود الخطيب لم يكن في مستواه المعهود، وأضاع بغرابة كُرة على بُعد مترات من المرمى.

لجأ الفريقان الى ركلات الترجيح، بدأ الفريقين في التسديد ونجح كل لاعب في لتسجيل، فشل «المجري» مصطفى عبده في تسجيل ركلته، حينها وضع المصريون أيادهم على قلوبهم، فالبطولة تتجه الى ياوندي بهذه الطريقة، وقبل أن يتسرب اليأس للجميع، وقف «ثابت» بين الخشبات الثلاث للمرمى، واستطاع ببراعة التصدي للكرة، وتواصل تسديد الكرات من بعده، لتأتي الركلة الأخيرة للكاميرونيين، والتي فشل لاعبهم من تسجيلها، فأعلنت صافرة الحكم انتهاء المُباراة بتتويج الفراعنة بلقبهم الثالث في بطولتهم المفضلة.

وُلد ثابت البطل في العام 1963، وشارك مع الأهلي في 17 موسم، مُحققًا العديد من البطولات المحلية و القارية، واتجه للعمل الإداري بعد الإغتزال، وصنع لنفسه إسمًا قي هذا المجال أيضًا، وتوفى في 14 فبراير 2005، بعد معاناة مع المرض.

(4)

إكرامي..وحش أفريقيا

كان قويًا طويلاً..ممشوق القوام..ذا قبضتين قويتين..وروح قوية لا تهاب خطورة المُهاجمين..ما سبق جزء من كيل المديح الذي قد تسمعه حينما تسأل من عاصر فترة حراسة إكرامي لعرين النادي الأهلي، والتي نال خلالها اللقب المشهور به «وحش إفريقيا».

وُلد إكرامي أحمد الشحات في السويس، يوم 26 أكتوبر عام 1955، انضم لناشئ الأهلي في 1969، وتم تصعيده بعد عامين للفريق الأول، خاض مع الفريق الأول للنادي القاهري أكثر من 300 مباراة، ساهم مع الفريق الأحمر في تحقيق 10 بطولات للدوري، و5 بطولات للكأس وبطولة أفريقيا للأندية أبطال الكأس 3 مرات وأبطال الدورى مرة واحدة، وهي المرة الشهيرة عام 1982، والتي استطاع الأهلي اقتناص اللقب فيها من مُنافسه القوي حينها أشانتي كوتوكو من قلب كوماسي.

«وحش إفريقيا» سُمي بها «إكرامي» لدوره مع الأهلي والمُنتخب، والذي مثله في 50 مباراة، كان أبرز ما تحقق فيهم الفوز بكأس فلسطين المقامة بتونس عام 1975، و التأهل لدورتي ألعاب موسكو 1980، ولوس أنجلوس 1984.

 (3)

نادر السيد ..الهادئ الرزين صاحب التصديات الحاسمة

في دور ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية 1998 ببوركينا فاسو، والتي يعتز بها المصريون كثيرًا، ففريقهم نجح في الفوز بالبطولة وتصدر المشهد الختامي للكأس، بعد أن بدء البطولة من آخر صفوف المشاركين، حفر «نادر السيد» إسمه في قائمة شرف حراس المرمى في مصر.

مُباراة الفراعنة ضد كوت دي فوار كانت صعبة، ولم ينجح الفريقين في هز الشباك، ليحتكم الفريقين لركلات الجزاء، والتي سارت على ذات الوتير متعادلة، حتى جاءت ركلة الإيفواري إبراهيما ديوماندي، تعملق «السيد» وزاد عن مرماه، لتُطيح يداه بالإيفواريين خارج البطولة، وتتأهل مصر الى نصف النهائي فتهزم أصحاب الأرض، ولتصل للنهائي لمواجهة حامل اللقب جنوب إفريقيا، لتصنع قدما أحمد حسن، وطارق مصطفى، نهاية القصة المعروفة لنا جميعًا.

«السيد» تُوج بجائزة أفضل حارس بالبطولة، وذلك تتويجًا على حفاظه على شباكه نظيفة إلا من ذلك الهدف المقصي الرائع من الأسطورة المغربية مصطفى حجي، في الدور الأول من البطولة، مستوى الحارس الرائع مكنه من الإحتراف في نادي كلوب بروج البلجيكي، وأكراتيتوس اليوناني.

مسيرة «السيد»  مع المنتخب توجها بكأس الأمم الإفريقية للشباب سنة 1991، والكبار 1998، والبطولة العربية 1992 بعد الفوز على السعودية، لعب «السيد» لناديي الأهلي و الزمالك، نجح مع القلعة البيضاء الحصول على كاس أفريقيا لل

أندية البطلة عامي 1993 و 1996، وكأس السوبر الإفريقي 1994 و 1997، والدوري موسمي 91- 92، و92- 93،

وكاس الأفرواسيوية 1996 و 1997، فيما حصل مع الأهلي على دوري أبطال إفريقيا عامي 2005 و 2006، والدوري المصري وكأس مصر وكاس السوبر المصري والإفريقي، وحصل «السيد»  على لقب أفضل حارس مرمى عربي 1992، وأفضل حارس مرمى مصري موسمي 1992 و 1998.

(2)

شوبير ..«يونس» حراسة المرمى في مصر

أن تجد نقسك مُجبرًا لمُنافسة ثابت البطل، وإكرامي، في أوج فترات توهجهم، لاشك أنه أمر شديد الصعوبة، وهو ما يجعل من أحمد شوبير إسمًا إستثنائيًا في تاريخ حراسة المرمى في مصر.

صبره وعدم فتور همته جعلته يُنادى بإسم «يونس حراسة المرمى»، وذلك كناية عن طول فترة صبره، بعد اعتزال إكرامي وتقدم سن ثابت، بدأ شوبير في إثبات قدراته في حراسة عرين النادي الأهلي، ومنتخب مصر، والذي نال شرف حراسة عرينه في كأس العالم بإيطاليا 1990، وذلك في أبهى تتويج لمسيرته.

بدايات «شوبير» مع الكرة كانت في نادي مسقط رأسه «طنطا»، لينتقل في سن 24 سنة الى القلعة الحمراء، في أهم خطوات مشواره الكروي، لقطته المضيئة الأولى كانت في العام التالي وذلك في مباراة الكأس الشهيرة التي خاضها الفريق بفريق الشباب بناءً على قرار رئيس النادي حينها صالح سليم، وفاز بها الفريق الأحمر بثلاثة أهداف لهدفين.

ساهم «شوبير» في 17 بطولة محلية و أفريقية وعربية مع الأهلي، وكان موسمه الأبرز مع الفريق هو الموسم الأخير في مسيرته الكروية موسم 96، حيتها فازت القلعة الحمراء بثنائية الدوري والكأس و البطولة العربية.

بعد إعتزال الكرة، لم يتوجه «شوبير» مثل أقرانه الى مجال التدريب، أو العمل الإداري، وقرر صنع مجال آخر لنفسه في عالم الإعلام الرياضي، وأسس لنفسه مكانة لمتابعي البرامج الكروية، ويعزي إليه البعض الفضل فيما وصلت إليه البرامج الرياضية من تطور وتنوع، نجاح «شوبير» الإعلامي دفعه للتفكير في استغلال ذلك سياسيًا وإداريًا، فقرر ترشيح نفسه لعضوية مجلس الشعب، في انتخابات 2010 التاريخية، ونجح بالفعل في الفوز بمقعد طنطا بالمجلس، كما تم انتخابه في مجلس إدارة إتحاد الكرة، ووصل لمنصب نائب الرئيس.

(1)

عصام الحضري ..الأسطورة الخالدة

إذا كان البعض لا يُحب عصام الحضري، فإن بالتأكيد لن يُنكر أحد أنه أسطورة حراسة المرمى في تاريخ مصر، فإبن الخمسة وأربعين سنة لازال حتى الآن حارس مصر الأول، والأوفر حظًا لتمثيل مصر في مونديال 2018.

وُلد «الحضري» بدمياط سنة 1973، ولعب لناديها، قبل أن ينتقل للنادي الأهلي في 1993، لتبدأ رحلة صنعه للمجد مع الفريق الأحمر، انتقل في 2008 لنادي سيون، في خطوة صدمت محبيه بالقلعة الحمراء، حيث كان رحيلاً مفاجئًا.

حصل مع المنتخب المصري على أربعة بطولات للأمم الإفريقية، في رقم قياسي صعب أن يُكسر، حيث شارك احتياطيًا في الفوز بالبطولة 1998، وكان لاعبًا أساسيًا ومحوريًا في فوز الفراعنة بثلاثة بطولات متتالية في 2006 و 2008 و2010، ونال لقب أفضل حارس في البطولة بالدورات الثلاث، والجميع يتذكر تصديه لركلتي دروجبا و باكاري في مباراة ساجل العاج، بنهائي 2006.

قاد جيل من الشباب للوصول لنهائي 2017، ولكن سوء الحظ رافق الفراعنة في مباراة النهائي ضد الكاميرون، ليخسر فرصة الفوز باللقب الخامس في مسيرته، وكان دوره حاسم في الوصول للنهائي، بعد تصديه لركلتين في مباراة بوركينا فاسو، والتي كان فيها المصريون بعيدون كل البعد عن مستواهم.

من البطولات الدولية التي فاز بها «الحضري» مع المنتخب، تأتي بطولة العالم العسكرية 2001، وذهبية دورة الألعاب العربية 2007.

حصل «الحضري» مع الأهلي على 8 بطولات للدوري، 4 بطولات للكأس، 4 سوبر، 3 دوري أبطال إفريقيا، 3 كأس سوبر إفريقي، كما كان من الكتيبة التي انجزت المركز الثالث في كأس العالم للأندية باليابان 2006، في رحلة احترافه فاز بالدوري والكأس مع فريقه المريخ السوداني، وكأس سويسرا مع سيون السويسري.
لا ينقص مسيرة «الحضري» التاريخية سوى المشاركة في كأس العالم، والذي تأهل له هو ورفاقه بعد طول انتظار العام الماضي، بعد أداء رائع منه في المباريات الصعبة التي مرت بها مصر، وإذا ما قدر الله له المشاركة فإنه سيكون الحارس الأكبر في تاريخ المسابقة الدولية، كما كان إسمه مسجلاً في الخانة نفسها ببطولة كأس الأمم الإفريقية.

زر الذهاب إلى الأعلى