fbpx
الرأي

العالم يدار عبر تويتر‎

             بقلم

الإعلامية_كريمة حلفاوي

وكأن تويتر أصبح النافذة الإعلامية التى نطل منها على مستجدات الأحداث حولنا؛بل أصبح منبراً لخطب الساسة والقادة حول العالم.
فالعدوان الذي إستهدف سوريا تم الإعلان عنه عبر تويتر ؛وردود فعل القادة على تلك الضربه تمت عبر تويتر؛ والغريب أن أغلب النشطاء ومن يسمون أنفسهم بالمعارضه في سوريا كانوا يتواصلون عبر تويتر رغم صعوبة الإتصالات!!!..حتى أصبح التويتر سيء السمعه.

ناهيكم عن التراشق والتلاسن والحوارات متدنية المستوى والتى وجدت ضالتها عبر تويتر.
تدوينات ترامب ومسئولي الكونجرس والبيت الأبيض ..وحتى رجل الإف بي أي السابق الذي أقاله ترامب عبر تويتر !! فضلاً عن ردود فعل المتحدثين لدي الأمم المتحده ومبعوثيها؛بل أن نعي مشاهير العالم أصبح يتم عبر تويتر!!!.
لكن دعونى أعقد لكم مقارنه سريعة بين تصريحات اليوم وتصريحات أمس؛ففي زمن ليس ببعيد ؛يُحكى أن أنظار العالم إلتفت حول شاشات التلفزيون؛للإستماع إلى خطبة الرئيس المصري أنور السدات في قلب الكنيست الإسرائيلي… وقبلها بزمنٍ قليل؛كان العالم يلتف حول أثير الإذاعه للإستماع إلى أيزنهاور وتشرشل … وغيرهم من قادة العالم .. قلما كان يتحدث قادة العالم قديماً… عكس قادة اليوم ممن يتحدثون أكثر مما ينجزون … قادةٌ كانوا يفكرون قبل أن يتكلموا … ويعُدوا العُدة قبل إصدار أي قرار.
فكانت الخطبُ .. خطباً.. بليغةً؛حتى وإن حملت إهانة في بعض مفرداتها لكنها لم تصل إلى مستوى الفجاجة والهذيان الذي طال تدوينات بعض قادة العالم الآن؛فالذي يتابع تدوينات ترامب وكيم أونج زعيم كوريا الشمالية على سبيل المثال لن يجد سوى حالة من تبادل الشتائم والإهانات؛فهذا ينعت الآخر بالمتهور غريب الأطوار والثاني يقول عن الآخر إنه قصير !!!.

وبات تويتر مصدر رخيص للأخبار ؛ومدعاةً للإستفزاز وسبباً في قيام لأن تكره الشعوب بعضها البعض ؛ من الاحتقان والكره المتبادل.

لذا فإن كان التأني والدقة في التفكير ووسيلة التعبير واختيار المفردات واتخاذ القرارات؛كل ذلك من عوامل نجاح الخطب العصماء لقيادات الزمن السابق؛ إلا أن العشوايية والإندفاع والكراهية والعنجهية؛خلفت لنا تصريحات مندفعة لقادةٍ عنصريين غير مسؤلين .

زر الذهاب إلى الأعلى