fbpx
المحافظات

بالصور:انهيار محصول المشمش الشهير ونظرات الحسرة تطارد المزارعين

 

القليوبية – محمد أيوب

فى المشمش تلك الكلمة التى نرددها دون ان نعرف معناها ترتبط بقرية العمار اهم واشهر قرى القليوبية وترتبط بمشاريع الزواج والشراء التى كانت ترتبط بجنى محصول المشمش وبيعه  وصارت كلمه على مسمى بعد انهيار المحصول في القرية الشهيرة بزراعته وهى قرية العمارمنذ عهد الخديو توفيق عندما نقلها العمال السوريون اثناء قيامهم بحفر الرياح التوفيقي المار بالقرية..

ووسط المزارع كانت نظرات الحسرة وألالم  من المزارعين الى اشجار المشمش التى تضررت ولم تثمر هذا الموسم  فكل أحلام مزارعى العمار ضاعت فى المشمش بعد أن تحولت حدائق الخير فى العمار بمحافظة القليوبية إلى غابات تسكنها سيقان عفنة لأشجار عجوز لا حول لها ولا قوة سوى أنها أصبحت مأوى لذباب الفاكهة والعنكبوت أو بعد اقتلاع شجرة الخير فى العمار وتبوير أرضها لزراعة المحاصيل الموسمية،

هذا المشهد المأساوى يخيم على قرية العمار منذ عام 1992 بسبب المبيدات  وإهمال المرشدين الزراعيين فى تأدية واجبهم تجاه توعية المزارعين أولًا بأول،وغياب  والنتيجة هى تشييع جثمان المشمش العمارى إلى مثواه الأخير وظهور المشمش الجبلى وانتشار الغش التجارى فى قرية العمار وأكثر من 15 قرية.

البداية كانت من تقرير لمؤسسة أولاد الأرض لحقوق الإنسان، الذى ظهر وكشف عن تفاصيل الكارثة بكل جوانبها، حيث أكد التقرير أن تراجع إنتاجية الفدان من المشمش يسير بخطى واسعة حيث وصل إلى أقل من طن واحد، فى حين أنه كان من قبل يحقق ما يقرب من ستة أطنان وفى المقابل وصلت تكلفة الفدان إلى اربعة آلاف جنيه  ونصف بين تكاليف الحرث والمبيدات ليجد أهالى قرية العمار وكفر الفقهاء وبرشوم وأمياى والصف وطنط الجزيرة وكفر الرجالات وغيرها من القرى المجاورة والتى تزرع المشمش تنعى حظها بعد أن حصل المزارعون على قروض من بنك التنمية والائتمان الزراعى وكان أملهم أن يسددوها بعد بيع المشمش، ولأن الرياح جاءت بما لاتشتهيه السفن فقد أصبح المزارعون عاجزين عن السداد وضاعت أيضا أحلام الشباب البسيطة والتى تتلخص فى عش هادئ للزوجية، ورغم أنه حلم مشروع لكل فتاة وشاب إلا أنه أصبح صعب المنال فى العمار.

نقترب الآن من المأساة لعلنا نجد حلًا نستطيع به أن نعود للزمن الجميل زمن حدائق شجرة المشمش، الذى كان بالنسبة لأهالى العمار بمثابة المحصول الرئيسى وكانوا يعتمدون عليه فى تدبير احتياجاتها طوال العام، ومنذ سنوات بدأت الأمراض تعرف طريقها إلى شجرة المشمش، فارتفعت معدلات الإصابة بـ”الندوة الصفراء والعنكبوت والمن والبياض وذبابة الفاكهة وحفارات السيقان” التى أدت إلى تآكل الاشجار، وكان من الطبيعى أن تنخفض إنتاجية الفدان من 6 أطنان إلى أقل من طن واحد وأحيانا تصل إلى ربع طن فقط.

فمن المفترض ان يجرى المرشدون الزراعيون جولات ميدانية فى الحقول للوقوف على الآفات التى أصابت أشجار المشمش وتوجيه المزارعين، وإرشادهم عن المبيدات الفعالة لمكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها، ولكن هذا لم يحدث وكانت النتيجة أن المبيدات التى استخدمت بدلا من أن تقضى على الآفات تسببت فى إصابة الأشجار بالشلل.

وأرجع الدكتور عادل العطار الاستاذ بكلية الزراعة بمشتهر جامعة بنها أسباب انقراض أشجار المشمش وتخلص المزارعين منه بنسبة 80% بعد أن قل متوسط إنتاج الفدان، إلى عدم اهتمام المسئولين بوزارة الزراعة بهذا المحصول القومى، والسبب الآخر إلى المزارع التى لم تقم بإحلال وتجديد الأشجار التى تعدت عمرها الافتراضى والتى أصيبت بآفات السيقان (وهى عبارة عن حفر عملاقة فى الأشجار) علاوة على ذبابة الفاكهة وما تحمله من مشاكل للثمرة تجعلها فى تساقط مستمر قبل النضوج، وكذلك انهيار شبكة الصرف المغطى فى الأراضى الزراعية وعدم قيام المسئولين بتجديدها مما أدى إلى ارتفاع مستوى الماء الأرضى وملوحة التربة التى أدت إلى تعفن الجذور، الإضافة إلى انتشار عدد كبير من الآفات الأرضية و”الثيماتودا” والتى كانت سببًا رئيسيًا فى ذبول الأشجار.

وأعطى العطارعددًا من التوصيات التى يجب أن تتبعها وزارة الزراعة والمزارعون للحفاظ على هذا المحصول القومى والتى من بينها الإحلال والتجديد الدائم للأشجار التى فقدت شبابها، وإحلال وتجديد شبكات الصرف المغطى والتى تم إنشاؤها منذ الستينات فى الأراضى الزراعية، ولم تسع الحكومة لإصلاحها ليتم التخلص من الماء الزائد فى التربة وتقليل ملوحتها لتعود التربة إلى سابق عهدها، وجمع الثمار المتساقطة ووضعها فى أجولة بلاستيكية والتخلص منها كيميائيًا بوضع بعض النترات أو اليوريا عليها وربط الأجولة لمدة حتى تموت اليرقات والحشرات والتى تعتبر مصدرا أساسيا للإصابة، علاوة على استخدام طريقة الحزم القاتلة وهى عبارة عن كيس من الخيش المشبع بالرش بطول 20سم يتم تعليقه على أشجار المشمش للتخلص من الآفات.

ويقول احمد حسين مزارع مشمش يعتبر المشمش من الفواكه الصيفية ذات القيمة الغذائية العالية المفضلة للمواطن المصري.. ويدخل بجانب الاستهلاك الطازج في كثير من الصناعات الغذائية واهمها العصائر والمربات ورقائق المشمس التي تزيد من قيمته الاقتصادية.

وتتركز زراعة المشمش في محافظتي القليوبية والفيوم والتي تصل مساحتها الي حوالي 5 آلاف فدان معظمها من الأشجار البذرية التي تختلف فيما بينها في طبيعة النمو ومواعيد التزهير والنضج وقيمة المحصول وجودة الثمار.. كما تبلغ المساحة المزروعة من صنف المشمس »الكانينو« حوالي 30 الف فدان وتزداد المساحة المزروعة منه سنويا نظر للاقبال عليه ودخوله في الاثمار مبكرا عن السلالات المحلية ومناسبة الظروف المناخية له في مناطق زراعته بالاراضي الصحراوية..

وتعد قرية العمار الكبري مركز طوخ بالقليوبية من اكثر القري زراعة للمشمش ويعتبر مشمش العمار من اجود الانواع وذاع صيته محليا وعالميا حيث يتم التصدير منه بكميات كبيرة.. الا ان مشمش العمار تعرض في السنوات الاخيرة خاصة هذا العام لانهيار كبير واصبح الخراب في العمار مخيفا وتراكمت الديون علي المزارعين.. وهناك اسباب عديدة ادت الي انهيار محصول المشمش الذي يري ان اهم الاسباب ترجع الي اختلاف العوامل المناخية اثناء فترة التزهير كما ان ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الاراضي الزراعية يعد سببا رئيسيا لانهيار المحصول بسبب سوء حالة مصرف طحلة المار بالعمار الكبري الذي ارتفعت به المياه الجوفية واضرت بشجرة المشمش التي تحتاج الي فترة »فطام« حوالي 4 شهور.. اي من شهر اكتوبر الي اول فبراير ولايروي بقطرة مياه واحدة »فترة صيام«.. ويحدث ارتفاع منسوب المياه الجوفية تعفنا في جذور الشجرة ولذلك لم تثمر الشجرة.

زر الذهاب إلى الأعلى