أحكي عنك «رجل الظل»
بقلم الإعلامية_نشوى الشريف
في هذه السطور سنحكي عن رجل، أود أن أحكي عنه، خطفه الزمن مع أنني أعرفه منذ زمن طويل، حكاية رجل كبر وترعرع وسط مئات المحاولات كي يحافظ على مثاليته وتفوقه الدراسي والفكري، رجل مات مئات المرات في كل مدن الدنيا، فداء فقط لحماية حلمه الذي أصبح حقيقة لا ينكرها سوي حاقد أو حاسد أو شخص متمنياً بناء واحد علي عشر مما شيد، رجل ترجلت أحلامه علي أرضنا وأرض بلادنا، رجل يدخل بيوتكم جميعاً بهدوء وأمان وسلام، جندي يعشق تراب هذا الوطن، قد لا تعرفون رجل الظل ولكنه هو، هو من؟
لن يسمح ولن نسمح معه أن يصبح الرجل الذي كلما حلم بمدينة أن يدفن فيها ويدفن حلمه، فحلمه كبير وأنفاسه طويلة، وله ظهير لو تعلمون عظيم وحصين ومصدق له ومؤمن برؤياه.
هو القائد وقد تكون هي المرة الأولى التي أهاتفه بهذه الكلمة الرنانة، التي يتمني الجميع وأتمني معهم أن نصبح جميعًا قادة، ولكن القيادة يا عزيزي هي هبة من رب لا يوزع عطاءاته إلا عدلًا وفضلًا وكرمَا منه جل جلاله.
ولكن الحقيقه أنه بالفعل قائد، ولقد خانكم التعبير حينما خصصتم محبة هذا الرجل وتقديره ومكانته لتصبح فقط في قلوب الشباب، فلهذا الدرويش «دراويش» أعمارهم متفاوتة ولكن يجتمعون علي حب هذا الرجل، الذي أصبح قائدًا أيضاً لأناس لا تعرفونهم ولا نقدر على تحديدهم، فلهذا الرجل صولات وجولات بين نفوس كثر، لأناس ربما لم تعرفوهم بعد.
– فدائمًا كنت أري في أفعال هذا الجندي تطبيقًا لقوله جل وعلا (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج : من الآية5)
فكان رجل الظل دائماً محبًا للخضرة والجمال وللمباهج، وتعلمون أن جبر الخواطر من المباهج، فوالله ما رأيته إلا جابرًا وسندًا لمن حوله، فإذا صادفت رجل الظل وتعاملت معه لن تجده إلا مصدقًا لدستوره، فدائمًا يردد الرجال مواقفها أسماءها.
تري فيه، الضابط المميز، والشاب الطموح، والرجل المتزن، والأديب المغوار، والشاعر الهادئ، والرسام المتعدد، المحاولات والدرويش المخبأ في بواطنه ويتلصص بين الحين والآخر علينا من بعيد، وصاحب الأنياب إن لزم الأمر، ولما لا، فالمؤمن أبداً لن تجده ضعيفًا، ورجل الظل قوي بمن حوله الذين يتمتعون في أذنه بأن لا تصدق بأن الصباح لعنة من يستيقظون مبكراً.
لن أعتذر عن الإطالة تلك المرة فنحن في حضرة رجل أصر دائمًا أن يكون في الظل ولكن اليوم تتباشر شمسنا عليه رغماً عنه فهو يستحق أن يعرف قيمته ومقداره ويذكره بها البعض بين الحين والآخر.
فأنا مؤمنة أن بسقاية الورود ستظل تفوح عبيرًا فسلاماً على من قرر أن يكون احترام العالم بغير العطف مقدماً على عطف العالم إن كان بغير احترام.. الرجل المُلهم الذى خاض المعارك معركة تلو الأخرى ولم يجزع أو ييأس فاستحق الخلود فى قلوب محبيه بالتأكيد تتساءل عزيزي القارئ من هو هذا الطيف الطيب. ابحث ستجده حتمًا متواجدًا حولك، فلا تخلو دنيانا من الأنقياء الطيبين.