ألفاريس يمنح ميسى «إكسير الحياة» لمناطحة بيليه ومارادونا

كتبت -اية اشرف
فى سعيه للظفر باللقب الأسمى، وجد ليونيل ميسى لنفسه معاونا تحصل على ركلة جزاء ثم سجل ثنائية فى الفوز بثلاثية نظيفة على كرواتيا فى نصف النهائي. هو المهاجم الأرجنتينى خوليان ألفاريس الذى كان عاملاً حاسماً بوصول فريقه إلى نهائى مونديال قطر 2022، ففى البداية، كان مقرراً أن يلعب أنخل دى ماريا دور المساعد المتميز لـ«البرغوث» على غرار مونديال روسيا 2018، أو مهاجم إنتر الإيطالى لاوتارو مارتينيس الذى كان دوره محورياً فى الفوز بلقب كوبا أمريكا العام 2021، لكن الأول عاد من إصابة ولم يكن فى أفضل حالاته البدنية، فيما يعيش الثانى أزمة ثقة بعدما فشل فى التسجيل بكأس العالم هذه إلا تلك الركلة الترجيحية، الحاسمة للتأهل، أمام هولندا فى ربع النهائى.
استخدمه المدرب ليونيل سكالونى فى البداية كبديل أمام السعودية وقت خسارة الأرجنتين (2-1)، ثم أمام المكسيك عندما منح دخوله فى الشوط الثانى دينامية ورونقا للأداء الأرجنتينى الذى أنهى المباراة بالفوز بثنائية نظيفة، وفى المباراة التالية أمام بولندا، كان أساسياً فى تشكيلة سكالوني. سيشكره المهاجم الشاب لاحقاً على تلك الثقة، ذلك أنه حول تمريرة فى منطقة الجزاء من زميله السابق فى ريفر بلايت إنسو فرنانديس فى الشباك (2-0)، ثم فعلها مرة أخرى فى دور الـ16 أمام أستراليا، وكان الهدف الثانى أيضاً وقلصت أستراليا النتيجة لاحقاً، عندما اعترض كرة عشوائية وأسكنها بين الخشبات الثلاث، وفى استاد لوسيل، كان هو الذى حل اللغز الكرواتى الفعال حتى ما قبل نصف النهائى.
أولاً: استغل ألفاريس خطأ دفاعياً بالتغطية من المخضرم ديان لوفرين، بعد تمريرة جميلة من فرنانديس، فانفرد بالحارس دومينيك ليفاكوفيتش الذى أسقطه أرضاً: احتسب الحكم الإيطالى دانييلى أورساتو ركلة جزاء بعد نحو نصف ساعة على البداية فترجمها ميسى هدفاً، لم يتأخر ألفاريس فى إحراز الثانى، عندما استغل كرة أهدرها الكروات أمام منطقتهم، فانطلق بسرعة صاروخية وتخلّص من دفاع كرواتيا على طريقة متزلجى مسابقة التعرج وسجل منفرداً فى مرمى ليفاكوفيتش، وأخيراً، وقبل أن يحل باولو ديبالا بدلاً منه، أنهى ألفاريس استعراض ميسى الذى تبختر فى منطقة جزاء كرواتيا متلاعباً بالشاب يوشكو جفارديول أحد أفضل مدافعى النهائيات، ليستلم تمريرته على طبق من فضة ويسجّل الهدف الثالث.
يلعب ألفاريس أيضاً أدواراً بديلة فى مانشستر سيتى فمع وجود النرويجى إرلينج هالاند يدخل بديلاً فقط فى الدقائق الأخيرة، ولكن ذلك لم يمنعه من تسجيل ثلاثة أهداف هذا الموسم فى الدورى الإنجليزى الممتاز، ومن لفت أنظار مدربه الإسبانى بيب جوارديولا الذى قال «أعرف مدى صعوبة عدم اللعب بانتظام، لكن منذ اليوم الأول، أشياء كثيرة أثارت إعجابنا به، إنه لاعب رائع»، كما يقول شريكه فى سيتى المدافع الهولندى نايثن أكيه. ويضيف «إنه تقنى للغاية، ويسجل أهدافاً صعبة ولديه لمسة أخيرة جميلة. رجل رائع، وخجول بعض الشىء».
ويخوض ليونيل ميسى منافسات المونديال مدعوماً من 47 مليون أرجنتينى ومئات الملايين حول العالم من عشاق موهبته الصارخة بحثاً عن لقب وحيد ينقص خزانته المترفة، ليحظى «البرغوث» بدعم غير منقطع لأفضل لاعب فى العالم سبع مرات، وأحرز ابن الخامسة والثلاثين كل الألقاب الممكنة، خصوصاً مع ناديه السابق برشلونة الإسباني، واتبعها بتتويج قارى مع منتخب بلاده فى كوبا أميركا فى عقر دار البرازيل العام 2021، لكن اللقب العالمى الأهم لا يزال يهرب من لاعب سجل 791 هدفاً، بعد أربع إخفاقات أقربها للتويج العام 2014 عندما خسر فى الرمق الأخير أمام ألمانيا.
تتويجه الأحد، سيضعه دون أى شك بمصاف البرازيلى بيليه، المتوج ثلاث مرات فى 1958 و1962 و1970