أمريكا تدفع بالشق الاقتصادي لخطة السلام وسط رفض فلسطيني

عبر الفلسطينيون عن سخطهم ورفضهم لتصور اقتصادي بقيمة 50 مليار دولار كشفت عنه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين فيما تسعى واشنطن اليوم الأربعاء لحشد الدعم للخطة بوصفها أساسا لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
وافتتح جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب وصهره اجتماعا دوليا في البحرين يوم الثلاثاء بدعوة الفلسطينيين للتفكير خارج الصندوق من أجل مسار اقتصادي قال إنه شرط مسبق لتحقيق السلام.
ولا تشارك الحكومتان الإسرائيلية والفلسطينية في الاجتماع الذي لا يرى فيه الفلسطينيون والكثير من العرب جدوى دون وجود حل سياسي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل منفتحة على الخطة.
وقالت حنان عشراوي وهي مسؤولة كبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية خلال مؤتمر صحفي بمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء ”ورشة العمل في المنامة ماكرة للغاية. إنها منفصلة تماما عن الواقع. الاحتلال (الإسرائيلي) نفسه هو الأمر الواضح وضوح الشمس“.
وتظاهر آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة وأحرقوا رسوما لترامب ونتنياهو وكتبت على إحدى اللافتات عبارة ”لا لمؤتمر الخيانة.. لا لمؤتمر العار“.
وانتقد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخطة بوصفها ”محاولات خادعة وتلاعب بالألفاظ على حساب الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني“.
وقال ”يجب ألا يكون هذا المال على حساب ثوابتنا ولا على حساب القدس ولا على حساب حق العودة ولا على حساب السيادة ولا على حساب المقاومة“.
وتدعم السعودية والإمارات الخطة بشكل متحفظ لكن دولا عربية عديدة نأت بنفسها في حين أرسلت كل من مصر والأردن، الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان أبرمتا معاهدة سلام مع إسرائيل، نائب وزير المالية.
وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن خطة كوشنر فرصة لا تعوض.
وكرر الوزير الحاجة إلى حل الدولتين الذي تقوم عليه كل خطط السلام منذ عقود في حين يرفض فريق ترامب الالتزام به.
وأضاف لمحطة كان الإسرائيلية ”أعتقد أننا إذا أخذنا هذا الموضوع بجدية فقد يكون عاملا مهما لتغيير قواعد اللعبة“.
وتأمل واشنطن في أن تمول دول خليجية عربية الخطة التي تتوقع من دول مانحة ومستثمرين المساهمة بمبلغ 50 مليار دولار للفلسطينيين واقتصادات دول عربية مجاورة.
وقال وزير الدولة السعودي محمد الشيخ أمام لجنة إن خطة كوشنر يدعمها إشراك القطاع الخاص لأن اقتراحا مشابها كان يعتمد كثيرا على تمويل الدول طُرح خلال اتفاقات السلام في أوسلو التي فشلت في نهاية المطاف في التسعينيات.
لكن نهج ”الاقتصاد أولا“ قد يكون صفقة صعبة لأن التفاصيل السياسية للخطة لا تزال طي الكتمان.
وقالت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أمام اجتماع المنامة إن تجربة الصندوق في الدول المنكوبة بالصراعات تظهر أن تحقيق نمو اقتصادي في مثل هذا المناخ ينطوي على صعاب.
ويشارك في ورشة العمل 300 مبعوث من بينهم رجال أعمال إسرائيليون. وخلال فسحة بين الجلسات، طفت على السطح خلافات بين الجانبين العربي والإسرائيلي.
وكان رجل الأعمال الإسرائيلي شلومي فوجل يتحدث مع سيدة أعمال إماراتية. وردا على سؤال على رأيهما في خطة كوشنر قال فوجل ”إذا انتظرنا السياسيين فسننتظر إلى الأبد. يمكننا تنفيذ أجزاء من هذه الخطة الاقتصادية في ظل وجود الدعم المناسب“.
لكن سيدة الأعمال التي تقيم في دبي قالت إن الخطة طموحة لدرجة تجعلها عصية على التنفيذ في أي وقت قريب.
وقالت ”كانت هناك جهود مثل أوسلو ولم تنجح وكان هذا بسبب الإسرائيليين… لا يمكنك افتراض أن ينجح الاقتصاد إذا لم تتحرك السياسة“.