«احياء علوم الاسكندرية » كتاب يوثق التراث العلمى من العصر اليونانى وحتى الفتح الاسلامى
صدر عن إدارة النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية كتابًا جديدًا يحمل اسم «إحياء علوم الإسكندرية.. من اليونانية إلى العربية»، من تأليف الكاتبة والأكاديمية دكتورة رضوى زكـي، وبتقديم الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي ورئيس تحرير سلسلة «حكاية مصر».
يأتي الإصدار الخامس والأربعون من تلك السلسلة ليلقي الضوء على موضوع حيوي يتناول التراث العلمي السكندريّ، منذنشأته بين أروقة مؤسسات الإسكندرية الثقافية في الحقبة الهلينستية، والذي دوّن باليونانية، لغة العلوم والثقافة آنذاك، حتى انتقل إلى اللسان العربي. فقد بقيت علوم مدرسة للإسكندرية نورًا أضاء لعلماء العصور الوسطى دربالمعرفة، فالعرب لم يأخذوا علومهم مباشرة عن الحضارة العراقية أو المصرية أو الفارسية القديمة؛ حيث وفدت إليهم عن طريق وسيط وهو الحضارة الهلينستية التي انصهرت في بوتقتها العلوم القديمة بالقلم اليوناني، واتخذت من الإسكندرية مستقرًا لها،وذلك خلال القرون الأولى من عمر الحضارة الإسلامية الناشئة، فأحدثت نهضة استثنائية عُرفت باسم «العصر الذهبي للترجمة»، بعدما رفد إلى العقل العربي العلوم والمعارف اليونانية. فاستحق علماء العرب المسلمون أن يكونوا ورثة التراث العلمي اليوناني، وحلقة الوصل بين علوم العصور القديمة والحديثة، فباتت الترجمة والنقل إيذانًا بإعمال العقل العربي وانطلاقه على طريق الإبداع وخدمة الإنسانية.
يتناول الكتاب عبر خمسة فصول رحلة العلم اليوناني، منذ انطلاقه في أرض الإسكندرية إبان العصر البطلمي، إلى وصوله إلى مستقره في بغداد؛ عاصمة الخلافة العباسية. يلقى الفصل الأول من الضوء منظور تاريخي على موضع الحركة العلمية في مدينة الإسكندرية؛ مدرسة الإسكندرية القديمة ومكتبتها. ويتناول الفصل الثاني مآثر مدرسة الإسكندرية العلمية في مجال العلوم الطبيعية والتطبيقية، والذي يقودنا إلى الفصل الثالث لنتابع مآثر مدرسة الإسكندرية العلمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية. ويبحث الفصل الرابع هُوّية علوم مدرسة الإسكندرية، بينما يعالج الفصل الخامس انتقال الحركة العلمية عبر الترجمة من الإسكندرية إلى بغداد،والتي أصبحت وريثة علوم الإسكندرية بلا منازع.