اعاده العلاقات المصريه الايرانيه
بقلم يسري السيد
العلاقات المصريه الايرانيه ذات مرتكزات حضاريه تاريخيه وثقافيه وشعبيه ودينيه ومهما فرقت بينها السياسه ، فالكل فى ” الشواشى ” كما نقول فى مصر اى على السطح وبعيدا عن الاعماق
وبعيدا عن المرتكزات الفكريه والسياسيه والتنظريه فى مجال العلاقات الدوليه والتى تتصدرها انه لا عداء دائم ولغه المصالح هى الحاكمه والمسيطره فى العلاقات الدوليه .. الخ ،
اقول بلا مواربه ، بل أطرح السؤال مباشره : لماذا لاتتحرك القاهره وطهران فى وقت واحد لاعادة العلاقات الدبلوماسيه بعد ان بذلت ايران من قبل الكثير من المبادرات والاشارت
ولتبرير هذا التوجه الآن والذى لا يحتاج اصلا الى تبرير علينا ان نتوقف عند المحاور التاليه :
فى البدايه أنكشفت للعيان المحاولات الغربيه المستمره منذ زمن فى بث بذور الفرقه بين دول المنطقه بل وبين فئات كل شعب نفسه حتى يسهل القضاء على الاوطان فى النهايه ومنها طبعا المخططات الخبيثه للترويج لصراعات وهميه بين السنه والشيعه ونشر الاكاذيب وتجنيد ائمة الفتنه هنا وهناك مثلما فعلوا ومازالون بين المسلمين والمسيحيين والبيض والسود .. الخ من مخططات خبيثه
المهم فى هذه النقطه يدرك الكل سماحة وفطره المصريين مع الاسلام وصهره فى بوتقتنا الحضاريه وبشكل تاريخى الكل يتناسى عن قصد ان مصر بدأت شيعيه وانتهت سنيه ومع ذلك لمن يتربص بنا يتناسى ان :
أولا : الاختلافات بين الائمه الاربعه عند السنه كثيره ومع ذلك نقول اختلافهم رحمه والكل يذوب فى بوتقه الحضارة والفكر المصرى الذى لا يعرف التشدد الوافد عليه منذ فتره
ثانيا: اذا كانت سماحه المصريين المسلمين تجعلهم يتعاملون مع جميع الديانات ، سماويه كانت أو أرضيه انطلاقا من الايات الكريمه “لست عليهم بمسيطر ” و” لكم دينكم ولي دين” .. الخ من آيات كريمه .. فاذا كنا نتعامل مع غير المسلمين بهذه السعه فهل تضيق الافاق امام التعامل مع ابناء الدين الواحد
ثالثا : لو عادت العلاقات السياسيه بين القاهره وطهران فسوف تكون مصر هى القبلة الثانيه بعد الكعبه للشعب الايرانى لزياره ال البيت الذى لايحبهم شعب مثل المصريين الا اهل ايران من الشيعه والسنه فى نفس الوقت ، وبعيدا عن الأثر الاقتصادى والسياحى لذلك والذى يقدر بعشرات المليارات من الدولارات او بتبادل العملة بين البلدين والذى يساهم فى دعم التعاون والتبادل التجارى والاقتصادى الى اقصى مدى
رابعا : اعتقد ان أسباب الخلافات بعد اندلاع الثورة الاسلاميه وايواء مصر لشاه ايران واحتفاء ايران بقاتل الزعيم انور السادت واطلاق اسمه على احد شوارعها وتشجيع الجماعات الارهابيه كما يقول البعض ورفع شعارات تصدير الثوره الاسلاميه خارج ايران .. من باب المكايدات السياسيه يمكن حلها فى كلمتين ، لكن المهم ان نقاط الاعاقه التى كانت تمنع اعاده العلاقات تتلاشى بين لحظه واخرى ، فقد انحصر الارهاب ولم تنجح دعوات نشر دعايات تصدير الثوره الايرانيه الى المنطقه بالاصافه الى المرار الذى تذوقه البعض من سيطره التيارات الدينيه ..
بالاضافة الى ذلك وعلى سبيل المثال ايضا : لابد من التأكيد ان مصلحه مصر هى الأعلى وتنويع علاقتنا مع الجميع وحصر أى خلافات أو عداءات ليست لها علاقه بالامن القومى المصرى هى هدفنا جميعا …
نعم امننا القومى المصرى يمتد من الخليج العربى الى المحيط الاطلنطى ومع ذلك علينا ان نناقش ما الت اليه الاوضاع فى الخليج العربى والمنطقه مثلا :
الامارات العربيه والتى أحتلت ايران منها ثلاث جزر ، يعنى المتضرر الأكبر من ايران هى أكبر بلد عربى يقيم علاقات اقتصاديه وسياسيه مع ايران ، بل لا تستطيع السفر الى ايران الا من خلال مطار أبو ظبى ، وحجم التبادل التجارى بين البلدين يفوق حجم التبادل التجارى بين الكثير من الدول العربيه ولا أعتقد ان الامارات الشقيقه تمانع فى اعادة العلاقات المصريه الايرانيه
العراق التى ساندته مصر فى حربه مع ايران لسنوات وكانت احدى أسباب التوتر الأخرى ، اعادت علاقاتها مع ايران وفى نفس الوقت يرتبط مع مصر بعلاقات جيده
السعوديه وهى البلد الشقيق بدأت خطوات اعاده العلاقات مع ايران بمبادرة صينيه ، وخلال شهور قليله ستعود العلاقات الى طبيعتها
اسرائيل العدو الاستراتيجى لايران وتربطه بنا اتفاقيه سلام تقيم علاقات مع دول كثيره تربطها علاقات مع ايران مثل تركيا وروسيا والامارات ، وفى نفس الوقت تسعى تل ابيب لاقامه علاقات مع دول دون استشاره احد ، ومع ايمانى الثابت بحريه القرار المصرى ورفضه لاى املاءات خارجيه ، اعتقد ان الامر مناسب الان بعيدا عن اى صدامات مع احد
ولا اعتقد ان الولايات المتحده يمكن ان تكون حجر عثره فى هذا الاتجاه لانها تقيم علاقات مع حلفاء استراتيجيين لها يقيمون علاقات مع ايران مثل تركيا والامارات والسعوديه، ولم يستشرها احد فى اقامه او قطع علاقات مع ايران
وعلى صعيد السياسه المصريه هذا يتفق مع النهج الذى انتهجه الرئيس السيسى منذ اول لحظه هو اقامه الجسور مع جميع دول العالم للدرجه التى زار فيها بلاد لم تكن على خارطة رؤساء سابقين له مثل فيتنام
وفى هذا الاطار أعاد العلاقات المصريه مع العديد من الدول الى تقطعت بسبب مؤمرات الاخوان وغيرها بعد ان ادركوا ان الشعب المصرى ودولته لاينهزمون أبدا
واخيرا وليس أخر تم اعادة العلاقات مع قطر ، وتركيا وسوريا فى الطريق .. يعنى لم تبق الا ايران فهل هى الشيطان الرجيم والعياذ بالله الذى لانتصالح معه فى الوقت الذى يتصالح فيه بل يسعى الكثيرةن الى اسرئيل
أعرف ان العلاقات غير الرسميه لم تنقطع والكثير من الوفود الشعبيه او الصحفيه من البلدين يتبادلان الزيارات، وهناك تطابق فى وجهات النظر فى العديد من القضايا الدوليه والاقليميه ..الا يدعو كل ذلك مع التحديات الوجوديه التى تمر بها المنطقه والعالم الأن أن يمد السياسيون فى البلدين أيديهم حتى يعبروا عن ارادة الشعوب التى لاتعرف الفرقه ابدا
ويبقى السؤال الى باقى الدول العربيه التى لا تقيم علاقات مع ايران وفى نفس الوقت يكون الاتجاه الى اسرائيل به اشاره العبور مفتوحه.. الم يحن الوقت لاعاده العلاقات مع ايران
وعلى الجانب الايرانى الا تستحق الاسباب السابقه ان تتخلى ايران او بعض متطرفيها عن بعض