الإعلام المصري ..”الكابوس المزعج” الذي يفر منه كبار رجال الأعمال
“صداعا سياسيا” و”أزمات مالية” وأسباب أخرى كانت وراء هروب كبار رجال الأعمال، من المشهد الإعلامي، فهل أصبح سوق الإعلام المصري، كابوسًا مرعبًا لرجال الأعمال المصريين، بعد أن كان حلما ومجالا لتحقيق أرباح طائلة، فصار الانسحاب منه هو القرار الصحيح ، بداية من نجيب ساويرس مرورا بالسيد البدوي وانتهاء بأبو هشيمة.
جاء انسحاب رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة من المشهد الإعلامي، بعد مرور أقل من عامين من دخوله هذا المشهد خلفًا لنجيب ساويرس الذي انسحب أيضًا بصفقة بيع لأبو هشيمة، وقال حينها “أنا بصراحة بشفق على أبو هشيمة”، ولم يكن أبو هشيمة وساويرس وحدهم من اتخذوا مثل هذا القرار، فكان رجل الأعمال المصري والسياسي البارز السيد البدوي وقع صفقة بيع “غير مسبوقة” لقنوات “الحياة” كانت لأسباب مالية.
بينما صفقة اليوم أثارت العديد من التساؤلات، حيث تمت ببيع حصة “أبو هشيمة” كاملة وبنسبة (100 بالمائة) من شركة إعلام المصريين، إلى وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد، مالكة شركة «إيجل كابيتال»، وبهذه الصفقة يكون أبو هشيمة كشف عن “كابوس” الإعلام الذي يؤرق رجال الأعمال، خاصة وأن أرباح الشركات كانت في أعلى مستوياتها، وبهذا تكون أسباب أبو هشيمة بعيدة كل البعد عن أي أزمات مالية.
انسحاب أبو هشيمة يعمه الضباب
ووسط الصورة الضبابية التي تحيط بأسباب وكواليس إتمام هذه الصفقة، إلا أن الأوضاع الحالية تؤكد أن أبو هشيمة حقق مكاسب مالية ضخمة ولا علاقة بهذه الصفقة بوجود أي خسائر مالية، مما يطرح سببين آخران لإتمام هذه الصفقة، الأول وجود أبعاد سياسية وهو ما نفته مصادر مقربة من أبو هشيمة، والثاني أن تكون مجرد عملية بيع تجارية بحته، وهو ما تؤكده المصادر، ولكن هذا السبب غير مقنع خاصة وأنه لم تتعدى صفقته مع ساويرس عامين، حقق خلالهما مكاسب تجارية كبيرة.
وتملك “شركة إعلام المصريين” الطرف الأول من الصفقة، شبكة قنوات أون تي في وتدير محطات راديو وتمتلك حصصاً كبيرة في شركات كثيرة، منها بريزينتيشن سبورت وسينرجي ومواقع اليوم السابع ودوت مصر وشركات أخرى محترفة في مجال الإعلام وخدماته.
أما شركة “ايجل كابيتال” الطرف الثاني في صفقة اليوم، ترأس مجلس إدارتها داليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة، وهي زوجة طارق عامر محافظ البنك المركزي، وتم اختيار المهندس أسامة الشيخ رئيساً لمجلس إدارة إعلام المصريين، وعضوا منتدبا بدلا من أبوهشيمة، وأعلنت الشركة أنها قررت أن تعمل في مجال الإعلام الذي يمس حياة المواطنين بشكل يومي ومباشر.
أبوهشيمة: أسعى لتحقيق الريادة
وبالعودة إلى طموحات أبو هشيمة منذ بداية دخوله السوق الإعلامي، نجد أن ما نحن عليه الآن لم تكن مجرد صفة تجارية، حيث وقع أبو هشيمة في مايو 2016، عقد استحواذ شركة إعلام المصريين على كامل أسهم قناة ” أون تى فى” التي كان يملكه حينذاك رجل الأعمال نجيب ساويرس، بهدف استعادة الريادة المصرية في الإعلام .
وكان أول بيان لشركة إعلام المصريين بعد التوقيع، أكد فيه سعى الشركة لاستعادة الريادة المصرية فى الإعلام وصناعة التلفزيون والدراما من جديد وفق قواعد تنافسية طموحة.
كما أشارت الشركة فى بيانها إلى أن خطوة الاستحواذ على قناة ON TV ، ستتبعها خطوات أخرى تدعم الهدف الأساسى للشركة وهو استعادة الريادة المصرية وتقديم إعلام تنموى شامل.
ساويرس: أشفق على أبو هشيمة
أما عن الصداع السياسي وجرأة نجيب ساويرس في كشف أسباب صفقته مع أبو هشيمة في 2016، أوضح رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس الأب الروحي والمؤسس لقنوات “أون” أنه اتخذ تلك الخطوة لسببين رئيسيين أولهما أن القناة سببت له صداعًا سياسيًا وأغضبت منه الحكومة والقوى السياسية، وأن السبب الثاني الذي دفعه لبيع القناة هو صعوبة استمرار القناة دون مسلسلات وبرامج اجتماعية.
وقال ساويرس حينها: “أنا بصراحة بشفق على أبو هشيمة وأعطيته مهلة لمراجعة نفسه”.
السيد البدوي وقصة “الحياة”
وفي سبتمبر الماضي كانت لقنوات “الحياة” الفضائية محطتها مع انسحاب رجل الأعمال المصري والسياسي البارز السيد البدوي من الشهد، عندما استحوذت شركة “فالكون” عليها، في صفقة تعد الأضخم في قطاع الإعلام المصري.
ولكن هذه الصفقة كان سببها الرئيسي التعثر المالي، حيث فشل “البدوي” في تسوية الأوضاع المالية للعاملين الذين دخلوا في اعتصام مفتوح بعد تأخر مستحقاتهم المالية لأكثر من ثمانية أشهر وتعرضت مجموعة “الحياة” لقطع البث عنها من قبل مدينة الإنتاج الإعلامي بسبب المديونيات المستحقة عليها، لكنها عاودت البث مجددًا بعد تسوية وجدولة هذه المديونيات.
وبلغت قيمة الصفقة 1.4 مليار جنيه، نحو 80 مليون دولار، فيما تخطت ديون المجموعة حاجز المليار جنيه، وجرى توجيه معظم إيرادات القناة لسداد المديونيات المستحقة.
“العاصمة” وشريف خالد
وفي الشهر ذاته، أعلن شريف خالد مالك قنوات “الحياة” الجديد أن شركته استحوذت على قناة “العاصمة” لتبدأ بها كنشاط رياضى، وقال: “عندما سمعنا عن أزمات قنوات “الحياة” طرحنا الإشراف عليها حتى يكون لدينا كيان كبير نشارك من خلاله ضمن الكيانات الموجودة، وهدفنا مشاركة هذه الكيانات ومستعدون للتعاون مع كل القنوات حتى نعلو بشأن بلدنا”.