الذكري الثانيه والسبعين لثوره يوليو.. مسيره للأمام وتطلع نحو المستقبل..
بقلم دعاء طنطاوي
نتحدث اليوم عن مناسبه مهمه ومحوريه في تاريخ مصر الحديث وهي ثوره 23 يوليو تلك الثوره التي استيقظ فيها المصريون على الضباط الأحرار وهم يحررون مصر من الظلم والاستعباد والتي مثلما غيرت تاريخ مصر الحديث غيرت أيضا وجه المنطقه بالكامل بعدما قدمت نموذجا ناجحا لدوله مستقله طهرت نفسها من الظلم والاستعمار.. ودعمت حركات التحرر في العالم كله ليس فقط في المنطقه العربيه وحدها فضلا عن الرؤيه القوميه التي حققها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عربيا والتوجه للعمق الافريقي وغيرها من الثمار الوطنيه التي نتجت عن هذه الثوره والتي تؤكد عليها الجمهوريه الجديده اليوم من خلال استخدام التنميه الشامله كسلاح يواجه كل التحديات التي حدثت قبل وبعد 30 من يونيو وهي نفس التحديات التي واجهتها 23 يوليو باختلاف الحقبه الزمنيه والظروف ولا شك أننا جميعا نعتز بتلك الثوره بالاضافه الى اعتزازنا بالمشاركه السياسيه للقياده السياسيه الراحله ابن بني سويف يوسف صديق ضمن مجموعه الضباط الأحرار
قامت الثوره على مجموعه من المبادئ اهمها القضاء على الاقطاع والقضاء على الاستعمار والقضاء على سيطره راس المال علي الحكم بالاضافه الي اقامه جيش وطني قوي واقامه عداله اجتماعيه
كانت ثوره 23 يوليو ثوره بيضاء لم ترق فيها اي دماء ولا تسعى لأي مصالح شخصيه فهي ثوره لصالح الشعب المصري فقط تحالف فيها الشعب مع الجيش للحصول على حريته والمحافظه على هويته الوطنيه فكانت مصر يحكمها الاتراك بالوكاله في الداخل والانجليز من الخارج والمصريين على الهامش
فعانت من الظلم والاستعمار والاستبداد وكذلك سوء الحاله الاقتصاديه وارتفاع معدلات الفقر بين المصريين وتقليص حجم وحدات الجيش الوطني بعد فرض الحمايه البريطانيه عليه وارسال معظم قوات الجيش الى السودان بحجه المساهمه في اخماد ثوره المهدي.. فكانت الثوره هي الحركه المباركه التي حولت مصر في وقت قياسي من الظلم والاستعمار والجهل الى التحرر والعداله الاجتماعيه والمساواه
كما انها حققت العديد من الانجازات وقفزات التنميه في فتره قياسيه فخلال سنه من الثوره ارتفعت معدلات المعيشه والتنميه والتعليم وذلك من خلال مجانيه التعليم التي اطلقها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكذا مشاريع الاكتفاء الذاتي وتحرير الفلاحين فقد أسفرت الثوره عن توجهها الاجتماعي وحسها الشعبي عندما أطلقت قانون الاصلاح الزراعي يوم التاسع من سبتمبر عام 1952 والذي نص على تحديد الملكيه ملكيه الفرد بنسبه لا تتعدى ال 200 فدان ثم تبعه قانون أخر بتحديد ملكيه الفرد من الاراضي الزراعيه الى 50 فدانا مما ساهم في القضاء على الاقطاع وانزال الملكيات الزراعيه من عرشها كما كانت تسمى بالعصر الذهبي للعمال حيث حيث ساند العمال الذين كانوا يعانون من الظلم وفقدان العداله الاجتماعيه
كذلك شهدت تلك الفتره الحدث الأعظم في تاريخ مصر وهو انشاء السد العالي والذي حمى مصر من خطر الفيضان وموجات الجفاف المتتاليه والذي دعا جمال عبد الناصر الى تأميم قناه السويس مما كان سببا في تحالف اسرائيل مع فرنسا وبريطانيا في العدواني الثلاثي على مصر وكذا تم تاميم التجاره والصناعه في مصر.. فشهدت الصناعه طفره عظيمه من خلال المشاريع الصناعيه الضخمه والمصانع فبعد العدوان الثلاثي شقت الثوره طريقها الى التنميه الاقتصاديه المستقره ببناء اقتصاديا وطني حديث يقوم على الصناعه وتم وضع اول برنامج قوي للتصنيع يختم سياسه الاكتفاء الذاتي وتامين الشركات الكبرى وقامت بانشاء وزاره الصناعه عام 57 وانشائي مجموعه من المصانع بلغ عددها 1200 مصنع كما تم انشاء المجلس القومي للانتاج عام 1955 بالاضافه الى اقامه عدد من القلاع الصناعيه الكبرى بالمحله الكبرى وكذا كفر الدوار وشبرا الخيمه بالاضافه الى مجمع الالومنيوم بنجع حمادي والمصانع
ولم تقتصر انجازات 23 من يوليو على الداخل بل كانت ايضا في الخارج فقد ساهمت في حركات التحرر في المنطقه العربيه والمد القومي للسعي نحو الوحده العربيه فدخل جمال عبد الناصر في وحده مع سوريا عام 58 وسند جبهه التحرير في الجزائر وساند ثوره اليمن ضد الحكم الملكي بقوات عسكريه وصلت الى حد ان الجيش المصري كان مشاركا فعليا في حرب اليمن
ولا زال يحترم الشعب المصري الجيش منذ تلك الثوره بعد أن اثبت ان الدور الَأساسي للمؤسسات العسكريه هو مساند في المجتمع وداعم للحركه الوطنيه والحفاظ علي مقدرات الشعب علي مدار العقود المتواليه وقيام ثورات عديده رد فيها الجيش للشعب وقفته فيها خاصه ٣٠ يونيو..