العرب يُنددون ..والفلسطينيون يُقصفون .. الواقع الأليم بعد اعتراف ترامب
فكما تعودنا منذ زمن بعيد، مازال العرب والعالم يندد ويشجب منذ عام 1948م، فيما تواصل قوات الاحتلال في انتهاكاتها، والضحية نفسها “الشعب الفلسطيني، وهو الواقع الذي تعيشه فلسطين الآن، حيث يشهد قطاع غزة سلسلة من الغارات الإسرائيلية تعد الأقوى منذ عدوان 2014 على غزة، بينما يعقد العالم القمم والجلسات الطارئة لبحث القرار الأمريكي الأخرق بشأن القدس..ولكن لم يتم حتى الآن اتخاذ موقف وقرار مؤثر في هذه القرار، وبطلا المشهد الآن هما “التنديد والرفض..وانتهاكات الاحتلال”.
غارات وقتلى
وهنا نسلط الضوع على الأوضاع في الداخل الفلسطيني والانتهاكات السافرة بحق الفلسطينيين، وبدأت سلسلة الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، حيث شهدت الحدود في قطاع غزة مواجهات بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، اختتمها الاحتلال بإغلاق معبري بيت حانون وكرم أبو سالم اللذين يفصلان قطاع غزة عن الأراضي المحتلة، أعقبها بسلسة من الغارات على القطاع.
وشن طيران الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم الخميس، غارات عدة استهدفت مواقع تابعة لحركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” في قطاع غزة رداً على إطلاق صواريخ من غزة على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، أسفرت عن وقوع أضرار مادية كبيرة فيها وأضرار في عدد من منازل المواطنين المدنيين القريبة وإصابات بسيطة.
وعلق الإعلام الإسرائيلي على تلك الغارات قائلا: “إن الغارات تعدّ الأقوى منذ العدوان على القطاع عام 2014، كما يفيد بإطلاق ثلاثة صواريخ من القطاع سقط أحدها في منطقة مفتوحة في أشكول وجرى اعتراض الصاروخين الآخرين بواسطة القبة الحديدية”.
اشتباكات وانتهاكات
وفي خارج القطاع، تظاهرات الغضب الفلسطينية من أجل القدس تعم الميادين بينما تتفاقم اعتداءات الاحتلال ضدهم، مما أسفر أسفرت عن سقوط قتلى ومئات الجرحى الفلسطينيين، خلال تصديهم لاعتداءات قوات الاحتلال.
القدس، وشهدت القدس إصابة عدد من الفلسطينيين خلال قمع قوات الاحتلال المحتجين في باب العمود، حيث حولها الاحتلال إلى منطقة عسكرية مغلقة، فيما قامت قوات الاحتلال بحملة اعتقالات طالت 367 عاملاً فلسطينياً في الداخل الفلسطيني في بيت لحم والبيرة في الضفة الغربية والشجاعية في غزة.
واستمراراً للاعتداءات تمكنت قوات الاحتلال من فض تظاهرة سلمية نظمتها الفصائل الفلسطينية بالقوة، بعد أن اعتدت بالضرب المبرح على المشاركين وبينهم نساء وأطفال، وحولت قوات الاحتلال منطقة باب العامود إلى منطقة عسكرية مغلقة.
الضفة الغربية، وهناك أصيب عشرات الفلسطينيين بعدما اعتدت قوات الاحتلال على تظاهرات غاضبة من أجل القدس بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز.
القمم العربية والدولية والاسلامية..القدس فلسطينية
وتزامنا مع هذا الانتهاك في الداخل الفلسطيني ، تسعى الساحة العربية والدولية والسلامية من خلال انعقاد القمم الطارئة إلى الوصول إلى رد وحل على قرار ترامب المنعدم القانونية، إلا أن القمم وحتى الآن لم تخرج بحل قاطع ورد عملي على ترامب واسرائيل، وكان بطل هذه القمم هو إعلان الرفض والتنديد والحديث عن تاريخ القدس والكلام المعسول، ولكن دون تنفيذ أي خطوة على أرض الواقع.. فالقرار أعلنه ترامب .. ويجري على تنفيذه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال والفلسطينيين يقذفون بالغارات ويقتلوا في الاشتباكات.. والعرب والعالم مازالوا ينددون.
ففي تركيا، اختتمت امس، القمة الإسلامية الطارئة التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، واشترك فيها 16 زعيما من أصل 57، التي عقدت لبحث ردود الأفعال على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت الدول الإسلامية في ختام مؤتمرها الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها “القدس الشرقية”، داعية جميع دول العالم إلى الاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة، عاصمة لدولة فلسطين، معتبرة قرار ترامب “باطلاً”، وأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بمثابة انسحاب واشنطن من دورها كوسيط في عملية السلام، مبدية استعدادها لمواجهة أي خطوات من شأنها المساس بالوضع القائم التاريخي أو القانوني أو الديني أو السياسي لمدينة القدس.
وشدد القادة على أن الدفاع عن القضية الفلسطينية يستوجب تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية دون مزيد من الإبطاء.
وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي وبمشاركة ثماني دول غربية، كان التنديد والشجب ورفض هذا القرار الأمريكي الأخرق هو حصيلة هذه الجلسة، مما يؤكد تضامن الغرب مع فلسطيني وكان بين هذه الدول دولة بريطانيا حليفة أمريكا مما ينذر بخطر قادم على العلاقات الأمريكية مع حلفائها.
وكان وزراء الخارجية العرب وفي اجتماع استثنائي على خلفية هذا القرار، كانت هناك سلسلة من الاقتراحات، أبرزها اتخاذ موقف عملي للرد على قرار ترامب ، وتنفيذ عقوبات اقتصادية مؤثرة على أمريكا.