العلاقات المصرية السعودية.. تاريخ متين تشهد عليه صفحات التاريخ لايعرقله المتربصين
كتب- احمد عبدالوهاب:
تمتعت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، بأهمية كبيرة، حيث تحتفل جميع مؤسسات كل من الدولتين الشقيقتين بهذه الزيارة التي تعتبر الثانية لسموه إلى مصر في نفس العام، للتأكيد على قوة وعمق العلاقات بين البلدين.
وللتأكيد على قوة العلاقات التاريخية بين البلدين، بدورها حرصت وزارة الخارجية السعودية، على نشر صور من اللقاء الذي جمع “السيسي” بولي العهد السعودي في قصر الاتحادية مساء اليوم، أثناء جلسة المشاورات والمباحثات الثنائية بين الجانبين.
لم تكن العلاقات بين مصر والسعودية وليدة اللحظة بل مستمرة منذ قديم الزمن حيث قامت على أسس وروابط قوية، نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، وتشير العلاقات بين البلدين إلى استراتيجية واحدة ممثلة في التنسيق الشامل من الممكن أن يحقق الكثير من الأهداف والمصالح العربية العليا، وهو ما عبر عنه الملك عبدالعزيز آل سعود في توضيح الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية بمقولته الشهيرة “لا غنى للعرب عن مصر- ولا غنى لمصر عن العرب”.
فيما تشهد العلاقات تشابهًا كبيرًا على الصعيد الإسلامي والدولي منذ سنوات مما يؤدي إلى التقارب في العديد من المشكلات والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية مثل الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، ومن هنا كان طبيعيًا أن تتصف العلاقات السعودية المصرية بالقوة والاستمرارية وهناك الكثير من المواقف الدالة علي عمق هذه العلاقات.
شهدت العلاقة بين مصر والسعودية تطورًا كبيرا منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1926، فقد أيدت المملكة مطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية ووقفت بجانبها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية، وفي 27 أكتوبر عام 1955 وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين.
لم تقف الممكلة مكتوفة الأيدى اثناء العدوان الثلاثى على مصر المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وقدمت المملكة لمصر في 27 أغسطس 1956 “100 مليون دولار” عقب سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي، وفي 30 أكتوبر أعلنتِ المملكة التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر.
وبعد العدوان الإسرائيلي على الدول العربية مصر وسوريا والأردن عام 1967، دعا الملك فيصل بن عبدالعزيز من خلال نداء للزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها، وقام بتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود، لتظل المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973 حيث ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب، وقادت المملكة معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر
أما في أعقاب ثورتي 25 يناير للعام 2011، و30 يونيو للعام 2013، قدمت السعودية دعمها السياسي والدبلوماسي والمالي لمواجهة المواقف المناوئة للثورة وحظرها أنشطة الجماعات الإرهابية، ومساندة الاقتصاد المصري بعد الثورة.
فيما تتعاون مصر والسعودية والأردن على استقطاب شركات الملاحة والسياحة الأوروبية للعمل في البحر الأحمر، خلال الشتاء، وتندرج هذه الأراضي على البحر الأحمر ضمن أصول صندوق مشترك بقيمة 10 مليارات دولار أعلنت الدولتان تأسيسه في مارس 2018.
وتتعاون مصر والسعودية في جميع الرؤى في كافة المجالات سواء في الأزمات التي تواجهها المنطقة أو الحذر من إشعال الفتن الطائفية والإرهاب، حيث تتناول المباحثات التي تجريها البلدين العلاقات الثنائية، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة وفي مقدمتها تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك.
وتعد العلاقات “السعودية- المصرية” تاريخية ومهمة، ليس للبلدين فقط وإنما تنعكس على مجمل العلاقات العربية، لكون البلدان يمثلان حجر الزاوية في حفظ الأمن القومي العربي.