fbpx
الرأي

المرأة عبء اجتماعي

 

الدكتور عادل عامر

اهداء

الي كل شخص مبتسك لا تنسى دمعتك من الصعب على الإنسان إن ينسى أشياء عزيزة عليه فقدها وقلوباً أحبها. فرقت الظروف بينه وبينها..!! ولكل إنسان قلب وعقل: قلب يحمل المحبة والوفاء… وعقل يحمل ذاكره تحوي للعزيز

من الصعب على الإنسان أن يعيش حياته بدون أحلام…. بدون أمنيات.. ومن الصعب أن يحتمل فقدان أحداها وعندما يفقد أحداها فأنهي لجاء إلى بلسم الجراح ” الذكرى ” حينما يتذكر أشياء كثيرة فقدها… يبتسم قليلاً ثم تنهمر دموعه على وجنتيه… ثم تهدأ نفسه لأنه يعرف أن هذه الأشياء أصبحت ذكرى وأحلاماً مضت وأنه يعيش الحاضر. فيبتسم املآ وتفاؤلاً لإيمانه الشديد بأن القدر يخبأ له الفرح إلى جانب الحزن والدموع ..

. إلى جانب السعادة… والإنسان بدون حزن ودموع لا يشعر بطعم السعادة ولا حرارة الضحكات… فلتبتسم إذن أيها الإنسان… ابتسم لحاضرك ولمستقبلك ولماضيك. ولكن.. دون أن تنسيك الأبتسامه دمعتك عند الحاجة إليها….إذا امتلأ القلب بالمحبة أشرق الوجه، إذا امتلأ بالهيبة خشعت الجوارح، وإذا امتلأ بالحكمة استقام التفكير، وإذا امتلأ بالهوى ثار البطن والفرج. لو كنت متوكلاً عليه حق التوكل لما قلقت للمستقبل، ولو كنت واثقاً من رحمته تمام الثقة لما يئست من الفرج، ولو كنت موقناً بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه في قضائه وقدره، ولو كنت مطمئناً إلى عدالته بالغ الاطمئنان لما شككت في نهاية الظالمين. إن الله يعاقب على المعصية في الدنيا قبل الآخرة، ومن عقوبته للمجتمع الذي تفشو فيه المظالم أن يسلّط عليه الأشرار والظالمين: ? وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق القول فدمرناها تدميراً?

.لهذا اهدئ كتابي هذا الي كل امراة مصرية كانت او عربية المس فية الامها وتعابها وحزنها وشقائها وتضحياتها وشجونها وفرحها ارصد فية ما يبكيها ويضحكها مساهمة مني اليها للاكون لسانا ينطق ما يخبوا في اعماقها واخرج ما فيها الي الدنيا ليعرفوا كم انتي جبل يضحي من اجل سعادة الغير

المقدمة :-

ينظر المجتمع إلى المطلقة نظرة ريبة وشك في تصرفاتها وسلوكها؛ لذا غالباً ما تشعر بالذنب والفشل العاطفي وخيبة الأمل والإحباط، مما يزيدها تعقيداً ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي، فرجوعها إذن إلى أهلها وبعد أن ظنوا أنهم ستروها بزواجها، وصدمتهم بعودتها موسومة بلقب “مطلقة” الرديف المباشر لكلمة “العار”، فإنهم سيتنصلون من مسئولية أطفالها وتربيتهم ويلفظونهم خارجًا؛ مما يرغم الأم في كثير من الأحيان على التخلي عن حقها في رعايتهم إذا لم تكن عاملة أو ليس لها مصدر مادي كاف؛ لأن ذلك يثقل كاهلها ويزيد من معاناتها، أما إذا كانت عاملة تحتك بالجنس الآخر أو حاملة لأفكار تحررية فتلوكها ألسنة السوء وتكون المراقبة والحراسة أشد وأكثر إيلاماً.

مما لا شك فيه إن الطلاق من الأمور التي يبغضها الله عز وجل لأنها من الأمور التي تؤدي إلى الفرقة والتفكك و له مشكلاته وانعكاساته وأبعاده الاجتماعية والذاتية والتربوية والنفسية لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إن أبغض الحلال عند الله الطلاق “نظرة المجتمع للمرأة المطلقة….! لماذا ينظر المجتمع العربي للمرأة المطلقة هذه النظرة..؟ نظرة اللوم نظرة العتاب نظرة تشير إلى أنها مذنبة نظرة أنها مرتكبة خطأ كبير….إلى أخر كل مانعرفه وكل ما يحدث للمرأة المطلقة لماذا لا ينظر المجتمع للرجل المطلق نفس النظرة..؟ لماذا يكون من حق الرجل إن يمارس حياته بشكل طبيعي جدا بينما لا يكون هذا من حق المرأة..؟ 

لماذا يكون من حق الرجل أن يتزوج من واحدة وأخرى بمنتهى السهولة بينما ينفر معظم الرجال من الزواج من امرأة مطلقة..؟ هل ترى من المخطئ حقا في هذه النظرة.. الرجل.. أم المرأة.. أم المجتمع..؟

فإن من طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار اللأواء والشدة والضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة بة عن الدنيا أنه ليس فيها هم ولا غم ” لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين” وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة ” لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاماً ” وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى: ” لقد خلقنا الإنسان في كبد “.

 فهو حزينا على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال. والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم. والقلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان فهي على قلبين: قلب هو عرش الرحمن، ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم والهم. والناس يتفاوتون في الهموم بتفاوت بواعثهم وأحوالهم وما يحمله كل واحد منهم من المسئوليات. ما أقسى الحياة بلا حنان! الكل منّا يبحث عن الحنان الكل منّا يقصده. الحـياة مـن دون حنان. كـالروض مـن دون جنان. هذا يشكى من فراق. 

وذاك من ألم. وذاك من ظلم وذاك من قسوة. وذاك من سقم. وذاك من وحده وذاك من تعذيب. وذاك من أسر   وذاك من يتم. وذاك من فقر وذاك من حيره. وذاك من عجز. وذاك من إذلال وذاك من هزيمة. وذاك من سفر. حنان الأم.. حنان الأب.. حنان الأخ.. حنان الأخت.. حنان القريب.

 حنان الصديق. حنان الحبيب. الجميع يقول بل يجزم إن الحنان الأكبر هو حنان الأم لأنه لا يضاهى ولأنه الأقوى والأصدق والأنبل والأوفى الحنان. إحساس ومشاعر صادقه نبيلة يتكللها المراعاة للغير وفرط الشعور المرهف ولمسة وفاء شي وهذا ادقه ونظرة حب من عين تبحر بها العواطف.

وقلب نابض بروح حيــّه ووجدان يسبح بالسكينة الاطمئنان حياة لا تحمل من الضغينة شي  وهذا ولا زلنا نبحث في زحم الحياة بشتى متناقضاتها وزمن  ألاشعوريان . عن الحنـان النابض الصادق الحي حياة نعيشها لمجرد إنها حياة فقط!. دون لاطعم ولا رائحة ولا لون فأصبحت الماديات هي السّيـد والأحاسيس الميتة هي النابضة. *كم تمنينا في ليلة باردة. لمسة حنان دافئة تأف راق لمسة ضان. كم تمنينا في ليلة فراق  لمسة حنان تحيي الروح الميتة ! كم تمنينا في ليلة ظلم.لمسة حنان شافية تكمد الجروح! كم تمنينا في ليلة ظلم . لمسة حنان تواسي وحده. والأنصاف. كم تمنينا في ليلة وحده. لمسة حنان نابضة, الأمل كم تمنينا في ليلة فقر. لمسة حنان مشبعه, تروي الظمأ. كم تمنينا في ليلة صمت.لمسة حنان تعيد العزم والقوة! كم تمنينا في ليلة صمت . لمسة حنان تعيد وهجأ سر لمسة لصادقة. كم تمنينا في ليلة أسر  لمسة حنان تعيد الحرية والنـور  كم تمنينا في ليلة سفر.لمسة حنان تعيد الأمان والسكينة. ونحن نعلم علما اليقين. (أن فاقد الشيء لا يعطيه!) فكيف نطلب ( منهم ) ذلك ؟وكيف نبحث ( فيهم ) عن ذلك ؟وما السبيل ؟ وكيف الوصول ؟ لا حياة من دون الحنان ولا حنان من دون الحياة..الاثنان مكملان لبعضهما!.. لكي نعيش وننمو ونكبر.. يجب أن يكبر شعور الحنان النابض الصادق الحي معنا.. فالعيش ليس مجرد: ماء.وهـواء.  وغـذاء بل الحنان أيضا. وتبقى الحياة من دون حنان كالروض من دون جنان!. ولكم مني إخوتي وأخواتي في الله كل الحب والمودة والإخلاص فهذه قصة حبي فيها من العظة ما يرد علي أصحاب الهوى هذا هو الحب الصادق المبني علي خشية الله و لا يتعدي حدوده بل واضع نصب عينية التقوى والخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد يوم الرحيل ؟في منتصف فبراير من كل عام يدهمنا حدث شبابي مهم، تجيش فيه العواطف وتستعد فيه جماعات الشباب لإحيائه بالشكل الذي يفوق العام الذي سبقه بكثير من الحفاوة والابتكار في طريقة الاحتفال. هذا الحدث هو ما يعرف بعيد الحب، ذلك الحدث الذي بات يشكل تظاهرة صامتة فيها الكثير من الإيجابية والفاعلية نحو هذا الهدف السلبي الذي يؤكد أن شبابنا من الجنسين يدورون ويدورون لالتقاط أي شيء يخرجهم من أزماتهم، الشخصية، وانتكاسات واقعهم الذي يحيونه! ولا تجد هذه القلوب الخضراء أمامها غير هذا الحدث وما شابههوالاستعمار.هم في العلن ويمارسه أكثرهم على استحياء، ولسان حاله يقول إنه كالمستجير من الرمضاء بالنار، فأكثر هؤلاء الشباب يعرفون أن هذا العيد ليس من أعيادنا وأنه قد يصطدم مع معت،  بلونغير أن احتفالهم ـ في الغالب ـ لا يكون بالجانب الفلسفي أو العقدي فيه، بقدر احتفالهم بمظهره الاجتماعي الذي تشاع فيه الدعوة للحب وتبادل الهدايا وهي من عوامل استمالة النفس عموما، واستمالة الشباب خصوصا، فهذه القلوب الخضراء التي تعيش أياما حمرا،  بلون الدم وصار فيها القتل شبه مجاني في بعض العواصم الإسلامية، فأصبح من المألوف أن نطالع صور التقتيل والدماء، كل هذه الأحداث الملتهبة من حوله من كل جانب تجعل الشباب يبحث عن بارقة أمان حتى لو تمثلت في عيد الحب أو غيره من المظاهر الغربية أو الشرقية، المهم أنهم يسعون لإرواء حاجتهم النفسية والعاطفية في زمن أحيطت منطقتنا بالقتل والتشريد، وأصبحت السعادة أو الفرحة الصافية من الأشياء العزيزة الشحيحة بفعل الواقع المفروض علينا! ونحن نسلم بأن هذا الشباب يعاني ظلما وجورا أكثر من الأجيال التي سبقته، فالبطالة، والعنوسة، والفقر، والتشرد، والتهجير، والقتل، والإبادة، كل هذه وسائل تمارس ضد شبابنا بشكل مادي أو معنوي، ولا فرق فيها بين من يقع عليه الحدث أو من يراقبه من الخارج؛ بل ربما كان نصيب المراقب أعنف على قلبه، فالذين تقع عليهم الأحداث يستغرقهم ما هم فيه، أما الذين فتحوا عيونهم لتلقف كل حدث من الفضائيات ووسائل الأخبار بما يشبه الإدمان على الألم فهم يمثلون القطاع الأكبر من شبابنا. والمحصلة واحدة ولا فرق فيها بين الذين يعيش داخل الحدث أو الذين يعيشون خارجه! ومع التسليم بكل ما سبق إلا أن شبابنا يجب عليه عدم الاستسلام لهذا الواقع، وأن يستمد فرحته وتفاؤله من دينه وقيمه وحضارته التي كانت ولا زالت وستزال منارة للإنسانية في كل مكان، ومن حق شعوب الأرض كلها أن تذوق حلاوة الإيمان وأن تلتمس نور الإسلام حضارته وتستضيء بهدية، ولن يكون ذلك بالمدافع والأساطيل الحربية؛ لن يكون إلا بتوجه شبابنا إلى إصلاح نفسه والسعي لإصلاح الآخرين، ونشر ثقافتنا في العالمين، وفي هذا السعادة والهناء. لكن إذا استعذبنا الألم وارتضينا جلد أنفسنا، وقنعنا بما يتيحه لنا الغرب من الفرح والمتعة في عيد الحب أو غيره، ثم نعود لننتظر صواعقه تنزل على رؤوسنا لنجتر آلمنا فسوف تستغرقنا دوامة لا أول لها ولا آخر، حتى نصبح آلات وكائنات تتحرك (بالريموت كنترول)، فماذا أقول وصرختي بعثرتها الرياح ولم أجد من ينقذني من حيرة الطرف ماذا أفعل و قد رحلت حبيبتي تركتني أشلاء مبعثرة بقايا إنسان وقلب من لوعته احترق وما كان فوأدي يوما” يحتمل الفراق فكيف لقلبها ” أن يفترق كتمت الامى من الغياب و قلت لن أبوح بالنار فإذا بقلبي و قد نطق مرت ايامى عذاب يبكى فيها النار و يبيت الليل في أرق و غدت الامى سراب تحكى عنها الإشعار فيئن اللحن من القلق أتسأل هل تعودين إلى فإلقاءك نبضه حياة لحبيب قد عشق ووصالك طوق النجاة فسوف فقالت لي يوما: سألتني! أتنساني؟؟قلت: من المحتمل أن أنساك! ولكن. أتدرين متى ؟إذا ماتت الأحاسيس إذا نضبت المشاعر إذا جفت المحيطات واستحالت أرضا جرداء قد نسيت الحياة إذا اندكت الجبال فأصبحت قاعا صفصفا إذا جاء الشتاء صيفا إذا تبدل البرد دفئا إذا ادلهم القمر إذا نسيت الشمس ذات صباح أن تشرق التي خشيت بمحبة الدنيا الفانية إلى القلوب التي تعلقت بعواطف ومشاعر وهمية تسقط بها إلى قاع المخالفات والغافلات وتحجبها عن خالقها، نهدي إليها لقطات من حياة إمرته هامت في حب الله. حتى كانت مزيجا من الأشواق يتحرك في صورة بشر..

 *قالت له وداعاً والدمع ينهمر من مقلتيها, آه يا حبي الكبير لقد انتهت قصتنا في أقسى نهاية أحببتك ولم أعشق سواك, ولكني وهبت لغيرك لن أنساك حتى لو كنت لسواك, أحبك قلبي ووهبتك روحيا اختاروا لي غيرك فأنت لست في المقام بعت لغيرك وقبلت في الهوان فلا يحق لي الاعتراض لست أنا من يستشار, عقدوا الصفقة وانتهى المطاف, كتب علينا العذاب ولقصة حبنا النهاية,: فقال لها: يا حبيبتي قولي بربّكَ أين أنتي ؟أيَّ حزن في فؤادي قد تركتي؟  أيَّ نيران بهذالسرابَ فلاأضرمت وأيَّ شيءٍ قد يعوضُ يا حبيبتي ما فقدت من سنين العمر هلا قد أجبتي؟  لا أظن, تظر السرابَ فلا يجيء أقفو خطى الأيام بالحلم البريء وما فطنتُ وما فهمت أنني ما كنت إلا غيمة عبرت سريعًا في حياتك وانتهيْت ما عاد عندي الآن وقت للرثاء أو البكاء أو النحيب فامض عني يا غريب وانسَ أمري فوداعًا ياحبيبتي وابكِ حبّي ما حييت أنا لن ألومك لحظة في حال نؤت أنا لم أبادر بالجفاء كما فعلت أنا سوف أحمل عبءَ آلامي بصمت فامض لا لومٌ ولا عتبٌ ولا في القلب مَقت إنَّ ما في النفس جرحٌ سوف يشفى بعد حين ربما تمضي سنون قبل أن يخبو الأنين قبل أن تنطفئَ نارٌ سعَّرَت بدمي.

لهذا سوف نجيب عن هذه الأسئلة المتعددة والمتشعبة من خلال هذا الكتاب بكوره مجهودنا وكتابتنا في المشاكل المتعددة للمرأة والأسرة المصرية سواء متاعبها النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة لهذا سوف نعرض من خلال كتابنا هذا صور الظلم الاجتماعي والانساني التي تتعرض له المرأة في مجتمعنا ودورها الكبير في الحفاظ علي كيان اسرتها من الانهيار حتي لو كان علي حساب نفسها كانسانة لها حقوق في الحياة  وبالله التوفيق

عادات وتقاليد الأسرة المصرية

المصري مازال متمسكا بعاداته وتقاليده التي ورثها عن أجداده القدماء ، ولعل الزواج أبرز هذه العادات التي لم تتغير ، فالمصريون أول شعوب العالم معرفة بالزواج حيث وضعوا له شروطا ، فالزواج يبدأ بدبلة الخطوبة وهي موجودة في تشريعات قدماء المصريين ، وكانوا يطلقون عليها ” حلقة البعث ” وذلك لأن ليس لها أول ولا أخر ، وهذا معناه دوام العشرة والإخلاص ، وكانت تصنع من الذهب ، وكانت الدبلة توضع في اليد اليمني – تماما مثلما يحدث الآن – وبعد الزواج تنقل لليد اليسري ، وفي هذا إتباع لتعاليم الإله ، باعتباره المتحكم في القضاء والقدر – علي حد معتقدات قدماء المصريين . إننا نعاني اليوم من ارتباك شديد على المستوى تماسك الأسرة المسلمة في تعاملها مع الوافدات الثقافية الجديدة التي باتت تتقاطر علينا من كل حدب و صوب، فالمشكلة في الحقيقة تجاوزت حد الارتباك إلى شيء من المعاناة من التفكك و الانقسام الذي يؤثر على العلاقات الأسرية.

نشأ المجتمع المصري متماسكاً حيث أن الوحدة والتماسك بين أفراد المجتمع هما أساس التقدم والازدهار. لذلك حرص المجتمع علي تطبيق العدالة والمساواة أمام القانون بين أفراده دون تمييز  لذلك كانت حياتهم مستقرة يسودها الود والحب .ويكون رب الأسرة وراعيها  يوفر حاجاتهم ويحميهم  له حق الطاعة والتقدير والاحترام من الزوجة والأبناء والأم  تحتل مكانة هامة في الأسرة فتقوم بالأتي : – تشرف علي شئون البيت من نظافة وترتيب وطهي – تتولي تربية الصغار – تساعد زوجها في بعض الأعمال – كان لها حق الوراثة والشهادة والتعاقد والبيع والشراء .و الأبناء يحرص الأبوان علي تربية أبنائهم ويعلمانهم آداب السلوك الحميد والأخلاق الطيبة  تعليمهم العلوم المختلفة ويحرصان علي تفوقهم الدراسي  كما اهتم الأبناء بالتفوق واحترام والديهم ، ومساعدتهم في أعمالهما ، ورعاية قبورهما بعد وفاتهما

 أحاط المصري دائما أسرته بكل عنايته ، وحرص علي إسعاد زوجته ولا ينازعها ، ويعاملها برفق وحنان و ساعد زوجته في المنزل إذا اقتضي الأمر. من نصائح الحكماء: ( إذا كنت من الجالسين إلي مائدة طعام فلا تنظر إلي ما يقدم لغيرك ) والنقوط ربما لا يكون عادة مصرية خالصة ولكنها تتأصل في مجتمعنا وخاصة في المجتمعات الشعبية والريفية حتى تصبح وكأنها فرض أو قانون والنقوط هو دفع مبالغ مالية حسب المقدرة إلى من عنده مناسبة سواء كانت سعيدة أو غير ذلك ويطلق عليه ( نقط فلان ) أي أعطى النقوط وقد تستبدل في المجتمعات الراقية والمثقفة إلى هدايا عينية وليست رمزية كأن أقدم لعروسين مثلاً هدية تفيد في بيتهما أو تكمل ما نقص من تجهيزاتهما للزواج وعندما يتوافر العشم قد يسأل المهدي المُهْدَى أليه عن نوع الهدية التي يريدها لتكمل ما نقص من عنده ونجد هذه الظاهرة تكاد تكون قوانين غير مكتوبة في الريف المصري ويعد من يخالفها إنسان منبوذ ويصير ذلك معيرة له وخاصة إذا قبل النقوط في مناسبة له ولم يرد مثله أو أكثر منه في مناسبة لمن قدمه له فيعد ذلك سبب لمعايرته وذمِه بين المحيطين به وأنقل لكم صورة في بلدتي رأيتها بعيني فمثلاً الشاب إذا أراد الزواج فهو يقدم على ذلك اعتمادا على ما سيحصل عليه من نقوط من الجيران والأقارب ويعد هذا بنداً أساسياً في ميزانية الزواج وقبل أن يبدأ قي التجهيز لزواجه يبدأ في حساب ما لديه من نقوط عند الجيران والأحباب والأقارب وما هو متوقع أن يأتيه بعيداً عما له ولهذا فهم يعتبرون أن النقوط هذا دين واجب السداد عند حدوث مناسبة لدى من نقطوهم من قبل أو هو فرض على الشخص حتى ولو لم يكن مدين بشئ لصاحب المناسبة ويعد النقوط من العادات الاجتماعية التي تعبر عن المشاركة بين الناس في الأفراح والأتراح وكثيراً ما تحل معضلة عند صاحب المناسبة وتسد خانات كثيرة قد توجد بسبب ضيق ذات اليد ومن الأقوال التي قيلت في النقوط قدم السبت تجد الأحد أمامك – والغاوي ينقط بطاقيته علي حسب التعبير الدارج

إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية، وسر البقاء الإنساني، فكل إنسان يميل بفطرته إلى أن يظفر ببيت وزوجة وذرية، وقد اهتم الإسلام بالأسرة اهتماما شديدا، وأولاها عناية فائقة، وحرص على تماسكها وحفظها مما يقوِّض دعائمها، فالإنسان لا يكون قويا عزيزا وفي منعة، إلا إذا كان في أسرة تحصنه وتمنعه . لقد أولى الإسلام عناية فائقة بالأسرة، لحمايتها من التفكك، فهي العماد الأول للمجتمع المسلم، والمحصن التربوي الأول الذي يتخرج منه الفرد النافع للمجتمع ولنفسه ولوطنه، وحتى لا يحدث تلاعب في هذا الاستقرار الأسري، حث الإسلام على استمرار رابطة الزوجية، وكره قطعها من غير مبرر، وشرع لذلك جملة تشريعات لضبط العلاقات الأسرية، وقد رافق  التشريع الإسلامي الأسرة في مسيرتها، ورعاها منذ لحظة التفكير في إنشائها إلى لحظة إنهائها، مرورا بأحوالها وشئونها مدة قيامها، مراعيا في ذلك كله قواعد العدالة، والأخلاق، والمثل الاجتماعية، وآخذا بعين الاعتبار العواطف الإنسانية، والطاقة البشرية، والنزوات الجسدية، والخلجات النفسية، مقدرا لكل منها قدرها، في إطار من الموضوعية الشاملة، بما يؤمِّن للأسرة أقوى رباط، وأسمى إطار يقوِّيها ويشدُّ من أزرها، حتى تقوم بواجباتها المنوطة بها في الإنجاب والتربية واستمرار الجنس، في ظل عبادة الله تعالى وشكره على نعمه. لقد اهتم الإسلام بتنظيم حياة الناس الأسرية وحرص على حل مشاكلها، حيث شرع لها من الأحكام والتشريعات والنظم ما تحافظ به على تماسكها وترابطها، ويوصلها إلى السعادة والطمأنينة والأمان في الدنيا، ويحميها من الشقاء الأبدي في الآخرة بإذن الله تعالى، وهذا الاهتمام والحرص نابعان من الوعي بمكانة الأسرة الفطرية والتربوية، حيث أنها أصل راسخ من أصول الحياة البشرية، وضرورة لا يستغني عنها شعب ولا جيل، وهي الحصن الطبيعي الذي يتولى حماية البراعم الناشئة ورعايتها، وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، كما أنه في ظلها تتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكافل، وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة، وهي الصورة الطبيعية للحياة المستقرة التي تلبي رغبات الإنسان، وتفي بحاجاته، والقلب النابض للمجتمع إذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع، و تعتبر وحدة البناء في جسم أمتنا، ومجمع فكرها وقيمها، وعنوان هويتها ونموذجها الحضاري، فهي اللبنة الأولى التي يقوم عليها المجتمع، والكيان الصحي الذي ينشأ فيه الفرد ويتربى في ظله، ويبدأ اهتمام الإسلام بالأسرة المسلمة من وقت مبكر جدًّا قبل إنشائها، حيث يحث على اختيار الصالح من الأزواج والزوجات، وتغليب جانب الصلاح والخلق على سائر الجوانب. وترتكز قواعد العلاقات التواصلية الأسرية على وشائج متينة من الود والحب والإخلاص والتعلق والثقة المتبادلة، إنها مهمة لبناء أسرة قوية قادرة على لعب دور فعال في خلق شخصية أفرادها وتطبيعها بقيم ومثل حميدة، فلا شيء يعوّض العلاقات العاطفية المتسمة بالود والاحترام في الأسرة. ولايقتصر اهتمام الإسلام على المستوى العائلي بالرجل ، بل أعطى المرأة أهمية خاصة منذ بداية إنشاء المؤسسة العائلية . فتستطيع المرأة ان تشترط شروطاً شرعية جائزة في صيغة العقد ، الا ان تحرم حلالاً وتحلل حراماً ، وعلى الزوج وجوب الوفاء بتلك الشروط لعموم « المؤمنون عند شروطهم » . وحفظاً لحقوقها ، فقد اشترط في صحة عقد الزواج ان يكون لكليهما العقل ، والبلوغ ، والرشد ، والخلو من المحرمات السببية والنسبية . واوجب التعيين في عقد الزواج ، وابطل التعليق . وابطل شرط الخيار فلا تجري في صيغة العقد الإقالة بخلاف غيره من عقود المعاوضات . واوجب في صيغة عقد الزواج الإيجاب منها والقبول منه . واحل لها الإسلام الخيار بين فسخ العقد او امضائه في العيوب الموجبة كالعيوب الجنسية مثل الخصاء والجب والعنن ، والعيوب العقلية كالاضطراب العقلي او الجنون . واحل لها أيضا خيار الفسخ للتدليس ، وخيار الفسخ لتخلف الشروط ، اذا كان عدم النقص شرطاً من شروط العقد ، او وصفاً ، او بني العقد على اساسه . وفرض لها حق الصداق وهو حق من حقوقها المالية ، تملكه بالعقد كاملاً مع الدخول ، وشقاً مع عدم الدخول ، الا انه ليس شرطاً في صحة العقد . وبطبيعة الحال ، ومن اجل حفظ حقوق الزوجة ، فقد قسمت الشريعة الإسلامية المهر المخصص لها الى ثلاثة اقسام وهو : المهر المسمى ، ومهر المثل ، والتفويض . وهذه الأقسام تشمل مساحة واسعة من الضمانات المالية للزوجة ، كالصداق الذي تراضى عليه الزوجان وهو المهر المسمى ، او تعارف الناس عليه وهو مهر المثل ، او ترك التعيين لأحدهما وهو مهر التفويض . ولاشك أن المهر المالي المفروض يعتبر أول بوادر الاستقلال الاقتصادي والاستثماري للزوجة خلال حياتها . واوجب لها أيضا النفقة مع ثبوت الطاعة والتمكين ؛ واوجب النفقة أيضا للمعتدة من الطلاق الرجعي حاملاً كانت او حائلاً ، والمعتدة من الطلاق البائن اذا كانت حاملاً فقط . وقال بعض الفقهاء باستقرار نفقة الزوجة في ذمة الزوج ، حيث لو اخل بالنفقة كان عليه قضاؤها ، على عكس نفقة الوالدين والآباء . وترك الإسلام تحديد مقدار النفقة للمقاييس الارتكازية العقلائية التي تعارف عليها الناس . ومع أن الإسلام كرّه الطلاق وجعله ابغض الحلال الى الله ، الاّ انه اجاز وقوعه ، واشترط ذلك صيغة معينة . واوجب الإشهاد بشاهدين عدلين من الذكور . واشترط في المطلِّق البلوغ ، والعقل ، والاختيار ، والقصد . واشترط في المطلقة ان تكون زوجته الدائمة ، وان يعيّنها بالذات ، وان تكون في طهر لم يواقعها فيه . وحفظاً لحقوق الزوجة ـ مرة أخرى ـ فقد قّسمت الشريعة الطلاق الى رجعي وبائن . فالرجعي حيث يكون المطلِّق كارهاً لزوجته ، هو الطلاق الذي يحق فيه للزوج الرجوع الى مطلقته المدخول بها مادامت في العدة . والبائن ، حيث تنقطع فيه الرجعة الى المطلقة ، هو الطلاق الذي يشمل المطلقة ثلاثاً ، والمطلقة غير المدخول بها ، والآيسة ، والمطلقة خلعياً ، والتي لم تبلغ التسع وان دخل بها . والبائن خلعي ومبارأة . فالخلعي ناتج عن ابانة الزوجة على مال تفتدي به نفسها لكرهها له . والمبارأة طلاق بائن ببسب كون الكراهية متبادلة من قبلهما حيث تفتدي المرأة فيه جزءاً من مهرها . كلّ الحالات ، وبسبب الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة ، فان على المرأة العدّة . فعدّة الطالق غير الحامل المدخول بها ثلاثة اطهار ، وعدّة الحامل وضع الحمل ، وعدّة المسترابة مع الدخول وعدم الحمل ثلاثة اشهر . وعدّة المتمتع بها اذا كانت حاملاً وضع الحمل ايضاً ، ومع الدخول وعدم الحمل حيضتان . واذا كانت غير قادرة على الحيض فعدتها خمس واربعون يوماً . ولا عدة على المطلقة الآيسة . وعدة المتوفى زوجها في كلّ الأحوال أربعة أشهر وعشرة ايام ، باستثناء الحامل فعدتها ابعد الاجلين وبطبيعة الحال فان نظام الطلاق الاسلامي هذا متميز عن الانظمة القانونية الاخرى في العالم بشموليته الاجتماعية ودقته التشريعة وعدالته واهتمامه بحفظ حقوق المرأة وصيانة كرامتها ، وفسح المجال لها بالزواج من فرد آخر شرط ان يتم التأكد بالعدة من عدم اختلاط الأنساب ، وحفظ حقوق الأطفال من خلال مراعاة حملها ، ووجوب النفقة عليها في تلك الفترة ، ودفع مصاريف إرضاعها للرضيع ، وما يترتب على ذلك من معاينة طبية ونحوها خلال فترة الحضانة وما بعدها . استناداً على قاعدة احترام النفس الإنسانية ، فقد حرّم الإسلام الإسقاط المتعمد باعتباره اجهاضاً لنفس بشرية كاملة او لكتلة من الخلايا تستطيع بالقوة ان تصبح انساناً كامل التصميم والتركيب . وحكم السقط كحكم الكبير في الغسل والتكفين والتحنيط والدفن اذا تم له اربعة اشهر في بطن امه وهي لحظة ولوج الروح فيه ، واذا كان اقل عمراً من ذلك يلف بخرقة ويدفن .

من عناية الإسلام بالأسرة، أمر الله في كتابه العزيز أن تنشأ الأسرة في جو من المحبة والرحمة والمودة والصفاء والتكامل والإيثار والوفاء والإخلاص والصدق في التعامل بين أفرادها، للعيش بسعادة ورفاهية، قال تعالى:

(ومن آياته أن جعل لكم من أنفسهم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينهم مودة رحمة أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). والأسرة التي يسود فيها الوئام والمحبة والتفاهم، هي الأسرة التي تنحب أفراداً أسوياء في المجتمع، والأسرة التي تقوم علاقة أفرادها على الخصام والشجار المستمر، يصاب أفرادها بالعقد والانحراف والتبلد، والشرود الذهني، والضعف، وعدم الثقة بالنفس، والفشل والسلوك العدواني، ما يجعل منهم افراداً غير صالحين وغير قادرين على البناء والتطور والإنتاج في الحياة ولو بحثنا عن أسباب سوء العلاقة بين أفراد الأسرة لوجدناها كثيرة ومتعددة، حيث تؤكد العديد من الدراسات والبحوث الاجتماعية المختلفة. أن معظم المشكلات الأسرية ناتجة عن جهل الزوجين أو احدهما والزواج المبكر للأبناء والبنات وكثرة الأولاد وعدم القدرة على الإنفاق عليهم، ضعف الدخل لدى العائل، اختلاف الثقافة بين الزوج والزوجة، انعدام الثقافة التربوية لدى الزوجين أو لدى احدهمأ، عدم التكافؤ بين الزوجين من حيث العمل، والمستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي، وضعف الوازع الديني. لذلك فقد حرص الإسلام على معالجة كل موضوع فيه الكفاية، ومن أجل ذلك أباح الإسلام كل وسيلة تحقق للأسرة أمنها واستقرارها وقوتها وعزتها، وحرم كل ما من شأنه ومن أجل ذلك كرم الإسلام المرأة وكفل لها الحقوق كافة من تعليم، وصحة، وغذاء، وكساء، وعمل وكل ما يحفظ كرامتها وعزتها ويرفع من شأنها ويمكنها من بناء أسرتها. ان علماء الأزهر الشريف  مكانتهم السامية في المجتمع ، فهم أهل الكلمة العليا ، وهم المؤثرون في الناس ، وهم قادة الإصلاح الديني والاجتماعي الذين يتصدرون للقضايا الكبرى ويقولون فيها كلمتهم الفصل . والفتاوى التي تصدر منهم يرجع إليها الناس ويحتكمون إليها في شؤون حياتهم ، وقد ظهر تأثير العلماء بأنهم صدعوا  بكلمة الحق في شأن المؤسسات الإعلامية التي تروج للفجور والرذيلة في مجتمعات المسلمين ، واتضح تأثير مواقفهم على مالكي القنوات الفضائية والرأي العام والجمهور على حدِّ سواء من خلال العديد من المواقف.

الأسرة المصرية أكثر الأسر في العالم تماسكا

إن الأسرة هي نواة المجتمع، وهي الحصن الحصين الذي يضمن تماسكه واستقرار نسيجه الاجتماعي والثقافي. لقد اعتنى الإسلام ببناء الأسرة من خلال منظومة عقدية وقيمية متناسقة وشاملة، يقوم أساسها على تحقيق مبادئ عظيمة، من أهمها: العدل والمحبة والرحمة، كما قال الله – تعالى –: {ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة}، وقال تعالى: ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}. فقد تأثرت الأسرة – مثلها في ذلك مثل بقية مؤسسات المجتمع – بهذه التغيرات مما دفع المفكرين إلي تأمل التهديدات التي تشكلها أعباء الحضارة علي الأسرة. وذهب المفكرون في هذا الصدد مذاهب شتي تتراوح بين التشاؤم والتفاؤل. فالمتشائمون يذهبون إلي أن الأسرة المعاصرة علي شفا الانهيار لأنها تعيش في مأزق وتتحول بالتدريج إلي مؤسسة تخلو من العاطفة والدفء, بينما يذهب المتفائلون إلي أن الأسرة قد نجحت في أن تتكيف مع التغيرات وأنها تستمر في الوجود صلبة رغم ما حولها من أمواج عاتية.  ولعل هذه الاعتبارات ترسخ في أذهاننا منذ البداية صعوبة تحديد المداخل النظرية في دراسة الأسرة لما يكتنف ذلك من تداخل وتشابك واتساع قد يستعصي علي الحصر. فإذا القينا نظرة علي تاريخ دراسات الأسرة لألفينا ظاهرتين بارزتين:

الأولي: هي التقدم المطرد في صياغة أطر نظرية علمية وفي تطوير الأساليب المنهجية.

والثانية: الاختلاف الواضح في الزاوية التي ينظر منها إلي الأسرة, وهو اختلاف له وجهان: الوجه التاريخي حيث يطرح التقدم العلمي زوايا جديدة للنظر إلي الأسرة, والوجه الآني حيث تكشف كل مرحلة عن اختلاف آني في وجهات النظر. وهكذا تشعبت المداخل النظرية وتداخلت أطرافها, واختلف الباحثون حول تصنيفها. ويفرض علينا ذلك أن نحدد موقفنا من هذه التصنيفات وأن نعتمد تصنيفا ملائماً.

والمتأمل في واقع الأسرة المسلمة اليوم يجد أنها بدأت تفقد بعض تأثيرها ودورها الريادي في بناء الشخصية الإسلامية الفاعلة؛ وذلك بسبب الضعف الملحوظ في البناء الإيماني والتربوي لبعض الأسر، وبسبب ضعف الثقافة الأسرية؛ لهذا وغيره من الأسباب ظهرت في المجتمع مشكلات كثيرة ومتشعبة، وزاد من حدتها وتنوعها الانفتاح الثقافي، وطغيان العولمة الإعلامية والاجتماعية، وأصبحت الأسرة المسلمة تتعرض لتغيرات سريعة من خلال غزو ثقافي ومفاهيمي في كثير من مكوناتها، كما تتعرض لتحديات خطيرة تهدد هويتها وتماسكها واستقرارها.

وهناك نوعان من التحديات التي تواجه الأسرة: أولاً: تحديات داخلية.  وثانياً: تحديات خارجية. وفي كلا مسارَيْ هذه التحديات تتفرع تحديات أخرى اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية كثيرة، ولن نستطيع في هذه الندوة القصيرة مناقشة كل المشكلات والتحديات التي تواجه الأسرة، لكن حسبنا أن نثير الاهتمام بهذه القضية الحيوية، ونقدم بعض الرؤى العلمية والعملية للنهوض بالأسرة المسلمة. من المفيد أن نؤكد على المسائل التالية: أولاً: لا بد من الإقرار بأن دور الأسرة التربوي والاجتماعي قد انحسر في كثير من المجتمعات، في الوقت الذي توسع فيه تأثير الفضائيات والانترنت ونحوها من وسائل الإعلام والاتصال، وأصبحت كثير من الأسر تتخلى عن مسؤوليتها التربوية، المنوطة بها شرعاً وعقلاً، وأخذت تعتني ببعض الشكليات المادية والاستهلاكية!

إن إعادة التوازن التربوي، وترسيخ دور الأسرة الاجتماعي من أولى الأولويات التي تسهم في تماسك المجتمع ورقيه؛ وهذه المهمة التربوية ينبغي أن تأتلف عليها كافة مؤسسات المجتمع، وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية والاجتماعية والإعلامية، كما أن المسجد بروافده الدعوية المتعددة هو المحضن العظيم الذي يبني الإطار العلمي، ويرسم السبيل القويم لتربية المجتمع وتوجهه نحو العمل الجاد والبناء الصالح.

ثانياً: لا بد أن نعترف بوجود مشكلات مزمنة في المجتمع، نلمس آثارها في ارتفاع نسب الطلاق والاعتداء على الزوجات، وعضل النساء، والعنف ضد الأطفال، وجنوح الأحداث، وانتشار الخمور والمخدرات… وغير ذلك، وإدراكنا لهذه المشكلات يجب أن لا ينسينا الخير الكثير الذي ينتشر في المجتمع؛ ومهمةُ أهل الرأي والعلم قراءةُ هذا الواقع بموضوعية وإنصاف دون تهويل أو تهوين، ثم بناء الخطط العلمية لحفظ كيان المجتمع والدفع به قدماً نحو التقدم والبناء.

ثالثاً: اجترار الشكوى والاستمرار في جلد الذات لن يغير من الواقع شيئاً، كما أن التغاضي عن المشكلات سيجعلها تتجذر وتنمو في المجتمع؛ لذا ينبغي السعي لإيجاد المؤسسات الاجتماعية المتخصصة التي تتصدى لمشكلات الأسرة بوعي وعلم، كما ينبغي أن تتكاتف الجهود الرسمية والأهلية لتحقيق ذلك.

رابعاً: نحن ـ المسلمين ـ أَوْلى من غيرنا في عنصر المبادرة لاستنقاذ الأسرة وحماية كيانها الاجتماعي، ولا يجوز شرعاً ولا عقلاً أن نتهاون في ذلك؛ حتى لا نقدم للمنظمات الدولية ذريعة للتدخل في شؤوننا الخاصة، ونَقْضِ سيادتنا السياسية والاجتماعية.

خامساً: من المهم أن نستفيد من خبرات الآخرين في المنظمات الدولية، لكن مع استحضار خصوصيتنا العقدية والثقافية؛ فديننا الحنيف يأمرنا بالعدل والرحمة، وينهانا عن الظلم والاعتداء، لكن مصطلح (العنف الأسري) وغيره يأخذ أبعاداً غير شرعية أحياناً عند بعض المنظمات الأممية وفي مواثيقها الدولية، ومن المفيد جداً أن نعي أبعاد الواقع الدولي حتى نتعامل معه ببصيرة وفهم. الزوجة المصرية .. المفترية الأولى في العالم والأكثر ضربًا لزوجها تمكنت المرأة المصرية وبنجاح منقطع النظير في أن تسطر اسمها في قوائم المتميزات وأن تحتل صدارة من نوع خاص  وتمكنت المصريات من إزاحة الأمريكيات وتفوقن عليهن واكتسحن البريطانيات وهزمهن بجدارة وأثبتن أنهن أفضل من الهنديات وتمكن بعد 7 سنوات من أن ترتقين من المركز الخامس إلى الأول في قائمة أكثر النساء في العالم ضربًا لأزواجهن. نعم ليست مزحة أو نكتة، بل حقيقة كشفتها آخر الدراسات والأبحاث العلمية، والتي تؤكد أن سيدات مصر أصبحن أصحاب الرقم الأعلى في الضرب للأزواج متفوقات على كل سيدات العالم بمن فيهن الأمريكيات اللاتي جئن في المرتبة الثانية بنسبة تبلغ 23% والبريطانيات اللاتي جئن في المرتبة الثالثة بنسبة تبلغ 17% ثم الهنديات المسكينات في المرتبة الرابعة بنسبة 11% فقط، بينما المصريات جئن في المرتبة الأولى منذ عام 2003 بنسبة 23% وارتفعت بعد ذلك عاماً بعد الآخر لتبلغ 28% في نهاية عام 2006. تحولت أسطورة “سي السيد” إلى ماضي انتهي زمنه أما “أمينة” فقد ولى زمانها وراح بعد أن خلعت عن نفسها رداء المسكنة و”الغلب” وتعاطت حبوب الشجاعة وأعلنت العصيان والتمرد على الرجل، بل وأرغمته بمساعدة “قوانين الأحوال الشخصية” علي التراجع والتنازل عن سلطاته وهيمنته وشيئًا فشيئًا سحبت البساط من تحت أقدامه لتصبح الأجرأ والأكثر فاعلية وتمكنًا، وفي النهاية اكتفى “سي السيد” أن ينطبق عليه المثل “ضل راجل ولا ضل حيطة” وأن تصبح مزاياه كما تقول حواء “في الليل غفير وبالنهار أجير”.وقد تعددت طرق ضرب الأزواج المساكين أو التخلص منهم من السكاكين إلى السم والأسلحة النارية وأخفها المقشة وتصل – عفوًا – إلى “الشبشب “، ولم يعد غريبًا أن يهرول الرجل إلى أقسام الشرطة طالبًا النجدة والحماية من زوجته المفترية بل وصلت أحيانًا إلى أن يقوم جزار – وأكررها – مرة اخري جزار أي أنه من المفترض أن يكون مثل مهنته قاسيًا شجاعا يتعامل بلغة الدم والساطور، إلا أنه قام بشكوى زوجته طالبًا من الشرطة أن يجبرها علي التوقيع على محضر عدم التعرض له، بعد أن دأبت على الإعتداء عليه وتوبيخه وضربه أكثر من مرة. ولو عاد “نجيب محفوظ” – رحمه الله – إلى الحياة من جديد لأعاد كتابة “الثلاثية” بأسلوب مغاير لما كتبه ولتبرأ من “سي السيد” إلى الأبد. أن المرأة في الطبقات الإجتماعية الأعلى استفادت أكثر من جهود تحرير المرأة وتمكينها فعلى صوتها “وسوطها” أكثر من المرأة في الأحياء الشعبية، والتي لم تصلها تلك الجهود، وما زالت تنظر لزوجها باحترام أكثر ولا تهفو إلى منافسته أو مزاحمته أو القفز على مكانته، وقد يكون فرقًا إحصائيًا فقط حيث أن الطبقات الاجتماعية الأعلى يسهل تسجيل حالات الاعتداء فيها أكثر حيث الصراحة أكثر والشجاعة في الاعتراف بما حدث تكون أكثر احتمالاً. ان الاسباب التي أدت الي ظاهرة العنف الأنثوي إلى حالة الانتقال من مرحلة تحرير المرأة (التي كان يحلم بها قاسم بك أمين) إلى مرحلة تمكين المرأة (التي يعمل من أجلها رموز كثيرة في المجتمع المحلى والعالمي) وتساندها الأمم المتحدة بكل تشكيلاتها وهيئاتها وقد أدى هذا إلى استيقاظ عقدة التفوق الذكوري لدى الرجل (الشوفينية) فراح يمارس عدوانًا سلبيًا ضد المرأة بأن يكايدها أو يتجاهلها أو يهملها فهبت هي لتؤدبه على كل هذا ان هناك تفسير آخر يرجع الظاهرة إلى حالة التفوق الأنثوى الملحوظة في السنوات الأخيرة، والتي يمكن رصدها على عدة محاور منها على سبيل المثال أكبر عدد من العشرة الأوائل في الثانوية العامة من الفتيات كما يلاحظ بوضوح أن فتاة اليوم اضحت أكثر نضجًا والتزامًا من نظيرها الفتى فهي تحاول أغلب الوقت أن تفعل شيئًا مفيدًا في حين يقضي هو معظم وقته على ال”كوفي شوب” أو “الإنترنت كافيه” يمارس أنشطة ترفيهية. كذلك فان نسبة حضور المحاضرات والندوات تميل كثيرًا لصالح الإناث وهن أكثر حرصًا على الفهم والمتابعة والاستفسار والاستفادة، إضافة إلى أن شخصية المرأة أصبحت أكثر محورية في حياة أبنائها وبناتها، فهي تعرف كل التفاصيل عن الأسرة واحتياجاتها، أما الرجل فيعيش على هامش الأسرة، فهو يخرج للعمل ثم يعود ليتناول طعامه ثم يقرأ الجريدة أو يشاهد التليفزيون وليس لديه طاقة أو صبر لمتابعة مشكلات الأبناء والبنات. . كما أن المرأة التي يسافر زوجها لفترات طويلة ويترك لها مسئولية البيت بالكامل تكتسب بعد فترة صفات القوة والحزم والصرامة لكي تستطيع الحفاظ على تماسك الأسرة وتسيطر على نزاعات الأبناء ومشكلاتهم، تتمتع المرأة في الإسلام منذ أربعة عشر قرناً بشخصيتها الاقتصادية المستقلة وحريتها الكاملة في التصرف بأموالها دون إذن زوجها، لأنها في هذا كالرجل سواء بسواء، وكذلك لها أن تبيع وتُتاجر وتعقد الصفقات وتؤجر البيوت وترهنها، ولها الحق في أن تمتهن أي مهنة تحبها وتختارها، ولها أن تنتخب وتُنتخب في أي مجلس تشريعي أو سياسي أو اقتصادي، ولها أن تتولى القضاء بل لها أن تفتي في الناس بأحكام الشريعة إذا كانت عليمة بها، مثلما كانت السيدة عائشة أم المؤمنين تفتي الصحابة في المسائل التي عرفتها وغابت عنهم، أي أن الدين الإسلامي أجاز عمل المرأة في كافة المهن بما يصون كرامتها ولا يسيئ إلى أنوثتها، وأن الله يثني على من يتلقى أجراً نظير عمل، فالعاملون والعاملات لهم عند ربهم أجر عظيم، وفضلاً عن ذلك فإن الله يساوي بين الجنسين إذ يقول : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه  حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } (سورة النحل، الآية 97)، والحديث الشريف يقول : > إنما النساء شقائق الرجال<، فالمرأة في الشريعة شقيقة الرجل، لها مثل حقوقه داخل الأسرة وخارجها، ولها مثل الذي عليها بالمعروف، تلك هي بعض المعالم الرئيسة في نظرة الإسلام إلى المرأة، وهي نظرة بعيدة تماماً عن النظرة المتدنية إلى المرأة التي أفرزتها أوضاع متخلفة في تاريخ الحضارة الإسلامية اختلطت مع الزمن بتعاليم الإسلام وروح الشريعة. إلا أن سمو المكانة التى بلغتها المرأة المصرية، خاصة بعد الفتح الإسلامى لمصر، سرعان ما تعرضت لهزات قوية ومتتالية لفترة طويلة من الزمن، من جراء الغزوات التى تعرضت لها البلاد، والتى استقدمت معها ثقافات وعادات خارجية أثرت فى ثقافة وعادات المصريين إلى حد كبير، خاصة بعد أن لاقت هوى لدى بعض المتشددين، الذين لا يرون فى المرأة إلا أنها عورة، يجب أن يستقر أمرها على شئون المنزل لا تبارحه، ونسبوا ذلك زوراً للإسلام، ليضفوا على تلك الثقافات قدسية تحول دون مخالفتها، فخدعوا بذلك عوام الناس. وبمرور الزمن استقرت هذه الثقافات فى المجتمع المصرى، حتى باتت المرأة فى مرتبة أدنى من الرجل، لا دور لها إلا الإنجاب والمتعة الجنسية، إلى جانب تربية الصغار وإدارة شئون المنزل، فضلاً عن مشاركتها فى أعمال الزراعة وما يرتبط بها. وإن كان ذلك كله، لم يسلب حق المرأة فى التمتع بذمة مالية مستقلة، لكن تحت إشراف الزوج، ولم تنفصل عن عائلتها الأصلية، فظلت تحمل اسم عائلتها وتتوارث معها فى حدود أحكام الشريعة الإسلامية. ولكنها لا تتمتع بالحقوق السياسية، ولا حظ لها أو نصيب فى التعليم، وبالتالى فى تقلد الوظائف العامة، وتقلصت مشاركتها فى الجانب الاقتصادى، نظراً لقيام زوجها بإدارة أموالها. وإن كانت الشريعة الإسلامية تجيز للرجل تطليق زوجته بالإرادة المنفردة، وبمجرد التلفظ بما يفيد إنعقاد نيته على طلاقها، إلا أن المادة (5 مكرراً) من القانون رقم 25 لسنة 1929، المضافة بالقانون رقم 100 لسنة 1985، ألزمته بتوثيق إشهاد طلاقه لدى الموثق المختص خلال ثلاثين يوماً من تاريخ إيقاع الطلاق، وتعتبر الزوجة عالمة بالطلاق إذا حضرت توثيقه، وإلا وجب على الموثق إعلانها بإيقاع الطلاق لشخصها بموجـب إعلان على يد محضر وتسليمها نسخة من إشهاد الطلاق. فإذا لم يوثـق الزوج هذا الطلاق، فقد نصت المادة ( 23 مكرراً ) من ذات القانون على معاقبته بالحبس مدة لا تجاوز ستة أشهر وبغرامة لا تجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين. كما يعاقب الموثق بالحبس مدة لا تزيد على شهر وبغرامة لا تجاوز خمسين جنيهاً إذا أخل بأى من الالتزامات التى فرضها عليه القانون، مع جواز الحكم بعزله أو وقفه عن عمله لمدة لا تجاوز سنة. وقد كـانت المادة 21 مـن القانون رقم 1 لسنة 2000 تنص على أنه “لا يعتد فى إثبات الطلاق عند الإنكار إلا إذا كان ثابتاً بإشهاد موثق”. وقد عرض أمر دستورية ذلك النص على المحكمة الدستورية العليا، فى القضية الدستورية رقم 113 لسنة 26 قضائية، فقضت فيها بجلسة 15/1/2006 بعدم دستوريته فيما تضمنه من قصر الاعتداد فى إثبات الطلاق عند الإنكار على الإشهاد والتوثيق، لما فى ذلك من إعنات بالزوجة التى طلقها زوجها وامتنع عن توثيق طلاقه لها، وانكره، إضراراً بها، وهو ما تأباه مبادئ الشريعة الإسلامية. للمرأة حق حضانة الأولاد حتى يبلغ الصغير أو الصغيرة سن 15 سنة ميلادية، ويخير القاضى الصغير أو الصغيرة بعد بلوغ هذه السن فى البقاء فى يد الحاضنة دون أجر حضانة، وذلك حتى يبلغ الصغير سن الرشد (21 سنة) وحتى تتزوج الصغيرة (المادة 20 من القانون رقم 25 لسنة 1929 بعد استبدالها بالقانون رقم 4 لسنة 2005).

المرأة والمجتمع.. الطموحات والقابليات

إن أصل العلاقة بين الرجل والمرأة قد حددها الباري عز وجل في محكم تنزيله « ومن آياته إن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة »وتتضح لنا عمق هذه العلاقة من عبارة من أنفسكم » فحواء خلقت من آدم عليه السلام بقدرته تعالى فهي جزء أصيل منه بل هي فرع عنه

 ولذا فإن الزواج إنما اجتماع الأصل مع الفرع كما يجتمع غصن الشجرة النضر الندي المزهر مع جذعها الخشن الثابت إمام الأنواء ) وهذا الجمع أو إعادة لم الشمل يحقق للطرفين السكينة النفسية والطمأنينة القلبية اللازمة لاستمرار الحياة بالنسل الذي هو حصيلة هذا الاجتماع الشرعي ليضفي على جو الأسرة المودة ووشائج الرحمة التي ينبغي على الجميع

 إن يتبادلوها بينهم في اطر هذه العلاقة المتينة نفهم حاجة الرجل للمرأة وحاجة المرأة للرجل لدفع مسيرة الحياة إلى الإمام وتحقيق طموحات الإنسان في النجاح وبناء المستقبل الزاهر الأفضل ولذا فإن كل منهما يؤثر تأثيرا عظيماً إيجابا أو سلباً فالرجل الذي يستطيع إن يقيم علاقة سليمة وصحيحة مع زوجته وأسرته ويقود دفة السفينة بحكمة واقتدار سيجني بالمقابل دعماً عظيماً في كل ما يريد تحقيقه في هذه الحياة من طموحات وآمال من أسرته وعلى رأسها الزوجة والعكس صحيح وتقدم لنا الحياة بطولها وعرضها نماذج معاشة من النساء كزوجات كان لهن الأثر العظيم على حياة الرجل فخديجة رضي الله عنها كانت الداعم الأساسي والأول للرسول صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته حينما عاداه اقرب الناس إليه ووقفوا في وجه دعوة الحق كانت رضي الله عنها التي تشد من أزره وتبث في نفسه والصمود لتبليغ رسالة السماء إلى اهو الأرض حتى انتصرت دعوة الحق على الباطل المرأة تستطيع إن أرادت وبوأت موضع الاحترام المناسب من قبل الآخرين إن يكون لها التأثير العظيم على الرجل في توفير السكينة له وشد عضده ومآزرته في الشدائد والمحن حتى يصل إلى مكانة مرموقة يفخر بها وتفخر هي معه كذلك ولكنها بالمقابل يمكن ان تكون والعياذ بالله بلاء عظيماً على الرجل ان لم تعجبها الاحوال أولم يعمل على اسعادها أو أ ذاقتها مرارة النكد والحرمان في مثل هذه الظروف وربما بدونها يمكن ان تكون المرأة عاملاً سلبياً امام مضي الرجل في طريق النجاح والعلاج ومهما حاول الرجل ان يتجنب هذا العائق او يخفف من اثره فان اغلب محاولاته تبوء بالفشل لأن القضية نفسية لا تتحقق الا بحصول الرضى عند الطرفين والتفاهم بينهما بشكل أو بآخر ولذا فإن كل نجاح يمكن ان يحققه الرجال في حياتهم اومكانه عظيمة يتبوأونها فان لزوجاتهم أوأمهاتهمو بناتهم دور كبير في هذا الانجاز وكذلك يمكن ان يعزى فشل بعض الرجال في حياتهم إلى التأثير السلبي للمرأة عيلهم‏ في كل المجالات تراها تعمل وتضحي مقارنة بالرجل , بالاضافة الى هذه الخدمات التي تقدمها للمجتمع , كرعاية الاسرة وتربية الاطفال وتوفير كل وسائل الراحة للرجل, رغم هذه التضحيات , فهي مهملة ومقيدة ولا حق لها في طرح آرائها ومقترحاتها وطموحها , ويعتبرونها في الدرجة الرابعة أو الاخيرة في المجتمع ..

.مهمتها خدمة البيت أو الاسرة وطاعة الرجل طاعة عمياء لإشباع رغباته . وكأنها جارية له ولاسرته… علماً ان المجتمعات المتقدمة يعتبرونها مساوية للرجل في بناء المجتمع وتطويره نحو حياة أفضل …لذلك ترى ان المرأة تشغل مناصب عالية ومهمة وقيادية ولقابليتها اللامحدودة ربما اكثر من الرجل غير ان سياسة حكام العرب جعلت المجتمع ان يتوجه الى امور اخرى عكس سياق التطور , الذي يؤدي قتل القابليات البناءة والطموحات المشروعة سواء للمرأة أو للمجتمع , لهذا السبب فضلّ اغلبهم الهجرة والغربة الى  بلد اخر لغرض الاستفادة ماديا وعلميا وتكنلوجيا والحفاظ على قابلياتهم وطموحاتهم لتطويرها ؟ ترى ان البلدان العربية الغنية منها شبابها ومفكريها وذوي الكفاءات . تلراهم يهاجرون من بلد عربي الى اخر بحثا عن الافضل لهم .

 كالاطباء والمهندسين والمدرسين واساتذة الجامعات واصحاب الحرف الفنية ….الخ أغلب العقول النيرة العلمية منها والثقافية والمهنية , موجودة في جميع إنحاء العالم .حيث ان كل البلدان المتقدمة تراعي وتحتضن هذه القابليات الجيدة لغرض الاستفادة وباستمرار لتشتت والانعزال والابتعاد عن موطنهم الأصلي بات محتوما عند شبابنا العربي  لذا نرى إن أحزاب كثيرة تشكلت في هذه الدول أهدافها زرع فتنة وخلق فوضى فيما بينهم والانتقام بين صفوف الشعب ؟كل هذه الأمور جعلت العرب إن يبقوا كما هم في السابق ولحد ألان بسياق التخلف , أليس  من المعقول إن يفكروا بالأحسن من اجل مصلحة شعوبهم , لرفع راية العلم والمعرفة والتطور نحو الأفضل , والغرب يسرق العقول النيرة والقابليا ت السباقة للزمن والعصر المزدهر , ؟لماذا يبقون مسرحا للمتفرجين أمام العالم باسم الدين والجهاد , الواحد يقتل الأخر وهم من بلد واحد ودين واحد وقومية واحدة مشتركة في كل المجالات , يا من تـُدعون بالمتطرفين والمؤمنين وهل هناك دين سماوي يسمح بهذه الإعمال اللأنسانية ؟أتصور يكون الجواب كلا وبعيد عن القيم الإنسانية والدينية ..

.لأن الدين يوصي بالسلام والمحبة والتعاون . ويرفض كل وسائل القتل والإرهاب . والعكس من ذلك انه لا يعتبر دين حسب المفهوم العقائدي والإنساني بل يوصف بالأبالسة والشياطين وعصابات شريرة…. فمما لاشك فيه فإن للعلاقات المتبادلة بين الرجال والنساء أهمية مركزية في الحياة. ولكن مجتمعاتنا العربية محكومة بأطر ثقافية وتقاليد طبقية وعرقية وقبائلية وعشائرية ومذهبية كثيرة يمكن أن تقود بقاء الفتاة عازبة من دون زواج. بالإضافة إلى قلة عدد الذكور عن عدد الإناث، وخصوصاً في فئات عمرية مختلفة، وتفضيل الفتاة الصغير في السن في مجتمعات معينة، ناهيك عن الحروب كما هو الحال في العراق التي تلتهم عدداً كبيراً من الذكور، والتوقعات الحياتية المنخفضة للرجال مقارنة بالرجال. وهناك أمر آخر يسمى بالمعيار المزدوج. فالرجل الكهل أو الكبير في السن يعد في مجتمعاتنا العربية جذاباَ ومرغوباً، ويمكنه بناء علاقات بسهولة، وخصوصاً مع الفتيات الأصغر سنا منه بكثير، في حين لا ينظر للمرأة في الكهولة بالمنظار نفسه، ومن ثم فإن فرصتها أقل. تحاول بعض المجتمعات العربية مواجهة ظاهرة عدم تزوج الفتيات من خلال تشجيع تعدد الزوجات وخصوصاً اللواتي تأخرن في الزواج. وهنا يمكن للفتيات اللواتي يعتقدن أنهن قد تأخرن في الزواج أن يعانين من مشاعر انخفاض في قيمة الذات، وأن الآخر يريدهن شفقة ومن أجل عمل الخير وليس لذواتهن. ناهيك عن أن تقبل تعدد الزوجات من الناحية الدينية لا يترافق مع تقبل نفسي للمرأة التي عليها أن ترضى بتقاسم زوجها مع امرأة أخرى

زر الذهاب إلى الأعلى