أهم الأخبارتقارير وملفات

اليوم.. العيد القومي لمحافظة الغربية.. الذكرى 220 لانتصار أهالي طنطا على الفرنسيين بقيادة نابليون

كتب – محمد عيد:

في في أوائل أكتوبر عام 1798 ظهرت أعراض الهياج و الثورة فى طنطا، وأجمع أهلها التي بلغ عدد سكانها فى ذلك العصر عشرة آلاف نسمة، عن الامتناع عن دفع الضريبة أو الغرامة التي فرضها الفرنسيون عليهم.

ويعود تاريخ العيد القومى لمحافظة الغربية 7 أكتوبر من كل عام يعود تاريخ الأحتفال بالعيد القومى لمحافظة الغربية لهذا الحدث كانت طنطا كما هى الآن أكبر بلاد الدلتا من الوجهة التجارية، و ترجع مكانتها إلى كونها مركز تجارى و إلى ضريح السيد أحمد البدوى و مواسمه المعروفة، فكان يزورها سنويا فى أيام المولد الأحمدى نحو مائة ألف زائر من مختلف المدن و الأقطار .

كان نابليون ينظر إلى طنطا كمدينة مقدسة للمسلمين، تلى مكة و المدينة فى الأهمية و يستشعر احترامها محافظة على إحساس الأهالى ، فتحاشى أول الأمر أن يرسل إليها قوة من الجنود كيلا يصطدموا بالأهالى أو يعتدوا على الشعائر الدينية فتثور ثائرتهم، ولكن قومندان الغربية رأى روح الهياج و التمرد تقوى و تشتد، فأرسل إليها كتيبة من الجنود و عهد إليها اعتقال زعماء المدينة وأخذهم رهائن، و كلفها كذلك أن تخضع الأهالى فيما جاورها و فى البلاد الواقعة على طريق الجنود و أخذ الرهائن منها، و كان دعاة الثورة فى القرى يحرضون الأهالى على العصيان.

وصلت الكتيبة تجاه طنطا يوم 7 أكتوبر 1798 و رابط قائدها بجنوده و كلف حاكمها سليم الشوربجى أن ينفذ إليه أربعة من كبراء المدينة يكونون رهائن، فجاء بأربعة من أئمة مسجد السيد البدوى، و رفض أكابر المشايخ أن يحضروا معه ليعطوا القائد الفرنسى موثقا بالمحافظة على السكينة فى طنطا– و كان المولد قائما آنذاك – و قد تجمع فيه خلق كثير من أرجاء البلاد، فلم يكد قائد الكتيبة ينزل الرهائن الأربعة إلى المراكب ليبعث بهم للقاهرة حتى هرعت الجماهير مسلحين بالبنادق والحراب يصيحون صيحات الغضب و السخط، رافعين الرايات والبيارق.

ولما رآها أهالى البلاد المجاورة أقبلوا من كل حدب و صوب و انضموا إلى الثائرين و فيهم 150 من الفرسان، فاندفعت هذه الجموع على الكتيبة و كادت تستولى على على المراكب التى معها فقابلتها الكتيبة بنار شديدة من البنادق الحديثة، فانهزمت الجموع إلى المدينة، وعادت غير مرة تهاجمها ثم ترتد إلى داخل البلد، ورأى قائد الكتيبة أن لا سبيل إلى تعقب الثائرين فى مدينة كبيرة كطنطا لقلة عدد جنوده و افتقاره للمدفعية، فلزم خطة الدفاع و اقتصر على منع الثائرين أن يحيطوا بجنوده وعلى الدفاع على مراكبه، و تمكن من إنزال معظم قوته بالسفن ومعهم الرهائن، ثم أقلعت سفنه ، وترك قوة من رجاله على شاطئ الترعة لمنع الثوار أم يلحقوا به، و انسحب الثوار بعد المعركة دامت أربعة ساعات، وقد قرر القائد الفرنسى عدد الثوار بعدة آلاف، وقدر خسائرهم بثلثمائة بين قتيل و جريح، وطلب من نابليون معاقبة أهالى طنطا لأن عظم الثوار كانوا منهم، وألح فى طلب المدد من الرجال والمدافع لإخضاعهم.

و لكن نابليون جنح وقتا ما إلى الحكمة، و آثر أن يتريث ولا يتمادى فى التقتيل والتنكيل، إذ خشى عاقبة انفجار الهياج فى مدينة لها حرمتها عند الأهلين، و كان القائد قد نبه نابليون إلى أن الثوار قد استعانوا بالعرب، فكفه نابليون أن يأخذ الرهائن منهم لإخضاعهم، و إن لم يذعنوا فالينكل بهم.

وعزم نابليون على تجريد الحملة عليهم بقيادة قائد جديد عينه قومندانا لمديرية المنوفية، وأمره أن يسير إلى العرب فى سنباط حيث يرابطون بها ويحاربهم، وينتزع منهم الرهائن والأسلحة.

ولهذا تحتفل طنطا ومحافظة الغربية بالعيد القومى لها فى الـ 7 من شهر أكتوبر من كل عام وبعد عيد النصر الـ6 من أكتوبر

زر الذهاب إلى الأعلى