بالصور :استراحة الرئيس بالقناطر الخيرية تحت حصار الباعة الجائلين وبائعى الشاى والشيشة
هنا القناطر الخيرية .. هنا محيط القصر الرئاسى واستراحة الرؤساء بمدينة القناطر الخيرية .. تلك المدينة التى كانت منتجعا للرؤساء منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى الرئيس السابق حسنى مبارك.
تلك الإستراحة الرئاسية التى بنيت فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، على مساحة ٥ أفدنة، ويطلق عليها سكان المنطقة «قلعة مبارك السرية»، حيث أحاطها الرئيس السابق، بسور عالى يمنع رؤية ما بداخلها، على عكس ما كانت عليه فى عهد الرئيسين السابقين.
وما زالوا أهالى مدينة القناطر يتذكرون فترات إقامه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالاستراحة، وكيف أعاد بناء وترميم مسجد مجاور لها أطلق عليه اسم أخيه عاطف، ويتذكرونه وهو يتمشى أمام الاستراحة ويصلى فى المسجد.
لكنهم فى الوقت نفسه، لا يعرفون شيئاً عن زيارات الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لها، ولا يعلمون ما إذا كان أقام فيها أم لا، بسبب الحراسة المشددة التى كانت تحيط بها، والتى حرمت الناس حتى من التنزه فى الحدائق المجاورة لها.
تحول محيط تلك الإستراحة الى موقعا مثاليا لكل انواع الفوضى والإهمال وانتشر الباعة الجائلين وبائعى الشاى والقهوة والشيشة ومؤجرى الخيل والحمير والدواب فى مشهد يرثى له وحول المكان لكارثة فوضوية فعقب ثورة ٢٥ يناير2011 تم فتح الحدائق المجاورة للإستراحة الرئاسية للجمهور، واستطاع الناس لأول مرة التجول فى المنطقة الملاصقة للاستراحة، والوقوف بجوارها، والصيد فى الجزء الملاصق لها من النيل، وهو ما كان محرماً فى عهد مبارك ويقال إن مبارك أحب الاستراحة فى بداية حكمه وكان يقيم بها قبل أن يتخذ من شرم الشيخ مقراً لاستقبال الوفود الرسمية.
ويذكر محمد حسنين هيكل فى كتابه «الانفجار»، أنه فى الأيام الأولى لمدة الرئاسة الجديدة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت عدة اجتماعات خصصت لبحث السياسة العامة فى المرحلة المقبلة. كان هناك نوعين من الاجتماعات : اجتماعات رسمية مقيدة بجداول أعمال، واجتماعات حرة طليقة يكون جدول أعمالها مجرد عناوين عامة، وكانت اجتماعات النوع الأول هى اجتماعات المؤسسات الشعبية أو الرسمية كاللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربى، أو مجلس الوزراء، وكانت الاجتماعات الحرة الطليقة هى لقاءات مفتوحة يدعو إليها «جمال عبدالناصر» عددا من زملائه وأصدقائه، وكانت تعقد فى الغالب فى استراحة القناطر إذا كان الموسم شتاء، أو استراحة برج العرب إذا كان الموسم صيفا، وقد أطلق «جمال عبدالناصر» على هذه الاجتماعات وصف «المعسكرات السياسية»، لعقدها فى جو خال من القيود والرسميات، وعادة ما كانت تستمر لمدة يومين أو ثلاثة فى جو أشبه ما يكون فعلا بجو المعسكرات..
والاستراحة شهدت قمة الاجتماعات فى عام 1973م مع قيام حرب أكتوبر حيث اجتمع فيها السادات مع جميع قيادات الجيش وعلى رأسهم الفريق سعد الدين الشاذلى وناقشا معاً مدى قدرة الجيش المصرى على مواجهة القوات الإسرائيلية والاستعدادات الخاصة بالحرب وكيفية التحرك ووضع خطة تمكين القوات الجوية المصرية من تحطيم القوات الإسرائيلية.
أما زوجة الرئيس الراحل السادات «جيهان السادات» فقد قالت إن «استراحة القناطر كانت من الأماكن المحببة إلى الرئيس الراحل السادات، حيث كان يعمد النزول إلى المحافظات لكى يستمع إلى مطالب الناس، فقد كان يقابل المحافظ ومدير الأمن، ويتفقد احوال الناس».
اما الدكتور على السمان فحكـى فى أحد أحاديثه عن تلك اللقطات الرائعة التى جمعته بالرئيس الراحل السادات فى استراحة القناطر الخيرية حول الشجرة الكبيرة والقديمة والتى قيل إن جمال عبدالناصر جلس تحتها يفكر فى القرار التاريخى بتأميم قناة السويس 6591، ونفس الشجرة كانت هى مصدر إلهام للرئيس السادات قبل قرار حرب أكتوبر.
ورغم اهمية المكان وما يحيط به من حراسىة مشددة الا انه من العجيب ورغم جمال القناطر ورونقها الا ان حالة الإهمال سيطرت على محيط المكان الذى كانت عبارة ( ممنوع الإقتراب أو التصوير ) كفيلة وحدها بإبعاد أى شخص عن المكان أو السير بالقرب منه .
فببساطة يسيطرالباعة الجائلين علي سور استراحة وحولها الى أسواق عشوائية فمن المسئول علي إهانة تلك القيمة الآثرية والتاريخية والسياسية ؟ و التي تحولت أسوارها لمكان لتأجير الدراجات و المالعادية والنارية والحمير والخيل تسكلات ومكان لنصبات بيع الشاي و القهوة والشيشة .
الأمر الذى يطرح تساؤلات حول مدى الإهمال الذى يحيط بها و لعدم تخصيص منطقه محدده للبائعين ؟
ويبقي السؤال الأهم والمطروح بشدة ورغم كل الوعود وكل اللقاءات والتصريحات والإجتماعات وزيارات كبار المسئولين بوضع على الخريطة السياحية الا ان تلك التصريحات تظل حبر على ورق .