الرأي

حرب ترامب ونتنياهو … توترات عبثية

بقلم / السيد عمرية

الحرب على غزة أسقطت كل أورواق التوت عن عالم عجز عن الانتصار لأي من مبادىء الإنسانية .. الغطرسة الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط والقوانين والأعراف وأعادت شريعة الغاب باستباحتها كل ما هو فلسطيني …
في غزة بؤس لا يوصف ومجاعة بفعل قادة العدوان الإسرائيلي الذين تجاهلوا كل أعراف وأخلاق الحرب واستخدموا الغذاء سلاحا وعقابا جماعيا طال الاطفال والنساء وقتل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين بسلاح أمريكي وتدمير شبه كامل للقطاع وتهجير لسكانه ..
وبغض النظر عن التحولات في السياسات الأوروبية الداعمة للحق الفلسطيني فإن الجميع يدرك أن إسرائيل ما كانت لتقدم على جرائمها إلا ثقة في الدعم الأمريكي الكامل لها سياسيا وعسكريا من جهة فضلا عن ان الجميع يدرك أيضا أن الإدارة الأمريكية هي الطرف الوحيد القادر على الضغط على إسرائيل ..
هذا الواقع أحرج الإدارة الأمريكية وبدت مواقفها متناقضة أمام العالم فهي ترسل صفقات الأسلحة إلى تل أبيب وتهاجم الجنائية الدولية بعد إصدارها مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو في الوقت الذي تريد أن ترى فيه وقفا لإطلاق النار في غزة ونفاذا للمساعدات إلى القطاع ..
وهنا لا بد أن يستدعى المثل الشعبي ” أسمع كلامك أصدقك ، أشوف أمورك أستعجب ”
التناقض بين القول والفعل بات مثار دهشة واستهجان .. حيث مضي نتنياهو في تصعيده قتلا وقضما لمزيد من الأراضي في غزة الأمر الذى أدى لتوتر” ظاهري ” في العلاقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ..
موقع “بوليتيكو” سلط الضوء على العلاقة المتوترة بين ترامب ونتنياهو لافتة إلى أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية محبطون من نهج إسرائيل في التعامل مع واشنطن وتصلب نتنياهو في مواقفه ..

بوليتيكو أشار إلى أن وصف الوضع الحالي بأنه انقطاع في العلاقة بين ترامب ونتنياهو مبالغ فيه ..
توترات تظهر جلية في التصريحات الصادرة في واشنطن وتل أبييب ولكن مراقبين رأوا في التصريحات الصادرة عن ترامب بعد حادث المتحف اليهودي ومقتل إسرائيليين اثنين من موظفيه يظهر أن دعم ترامب لنتنياهو بلا حدود وهو ما أظهره فحوى الاتصال الذي أجراه مع نتنياهو

حزن عميق من جانب ترامب الذي وصف الجريمة بأنها معاداة للسامية فيما لم يفته أن يعرب عن دعمه للأهداف التي حددها لإطلاق سراح جميع المحتجزين والقضاء على حماس .. وكان قتل إسرائيليين اثنين جريمة لا تغتفر أما إبادة سكان قطاع غزة مسألة فيها نظر ..
اضر يا ريس

زر الذهاب إلى الأعلى