fbpx
الرأي

د / بلال زين يكتب :هتفضل نايم !

هتفضل نايم !

زحمة و ضجيج ، وناس رايحة ، وناس جاية ، وناس فرحانة وناس موجوعة ،
ناس متطمنة ومسنودة ، وناس مرعوبة .

مابين ليلة وضحاها أصبحت كل الأشياء سريعة جداً ،
حتى العلاقات أصبحت سريعة .. نعم سريعة .

سرعان ما تتبدل العلاقات بين الأصدقاء ، وتتحول من قريب لعدو بعيد ، وزوجة وحبيبة لطليقة وخصم .

للاسف السرعة أصبحت سبب الامبالاة .

الاغلبية أصبحوا عاملين زى اللى عندهم اضطراب نوم اساسى ولا مبالاة لما يدور حولهم ، مما أدي ذلك إلي فقدان الاحساس بالمسئولية .

إن المسؤولية بمعناها العام تعني إقرار الفرد بما يصدر عنه من أفعالٍ، واستعداده لتحمل نتائج هذه الأفعال، فهي القدرة على أن يُلزم الفرد نفسه أولًا، والقدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزاماته الاجتماعية بواسطة جهوده الخاصة وبإرادته الحرة ، وأننا في عصر السرعة أصبح البعض راغباً في إنجاز مهام حياته وطموحاته كما ولو كان يرسل رسالة بريد الكترونية ، تصل الي الطرف الاخر في ثوانٍ معدودة ، ويريد أن يطبق هذه النظرية في كافة مهام حياته .

يريد كل حاجة فى وقت واحد وده طبعا لعولمة السرعة اللى بقينا فيها
عايز يشتغل ويشيل مسئولية وعايز يلعب فى نفس الوقت ،
عايز يقضى وقت مع اهل بيته ويراعيهم وعايز يخرج ويقضى وقته مع اصحابه فى نفس الوقت
عايز يحب ويرتبط بعلاقة نقية وعايز يشوهها عشان يحقق مطالبه على حسابها فى نفس الوقت .

والنتيجة هى الحصاد اللى بنمر بيه الآن وبنشوفه فى الاخبار والاحصائيات
سواء احصائيات طلاق ، او فشل فى عمل ، او خيانة ، او سرقة ، او ادمان ، او الحاد
او اى سلوك متطرف سواء فردى او مجتمعى .
لقد تربينا علي فطرة الخالق بقلوبنا
تربينا على السعادة والترابط فى اهالينا
تربينا على صداقات فى النور وعارفين حدودها
تربينا على ان الفلوس وسيلة وليست غاية ، وهدف ااذى بيه حد عشان اوصله
تربينا على الوفاء والاخلاص فى كل الاديان .
حاول تصحى لان الزمن ده صعب والناس بقت اصعب
والاغلب نايم
( الا من رحم ربى )

إن نجاح المسؤولية الاجتماعية لا يقتصر فقط على جهد واحد ، بل بحاجة لتكاتف جميع الجهود من أجل الإسهام الفعال في بناء مجتمعٍ يتمتع أبناؤه بروح المبادرة والمسؤولية الواعية الغير متسرعة ، والأخذ بزمام المبادرة نحو تشكيل واقعٍ مغاير للواقع الحالي، وهذا لن يتم إلا باقتناع كل فردٍ بأهمية المسؤولية الاجتماعية، وأن تكون نابعة من داخله حتى تتوحد هذه الجهود في بناء منظومة اجتماعية يشارك فيها الكل، ويشعرون بأنهم أعضاء نافعين لديهم القدرة على تحمل أعباء الواقع بروح طيبة، وإلا سنصبح عندئذ أفرادًا عاجزين لا نتمتع سوى بالكسل والعجز والاستجداء غير المجدي من قِبل الآخرين لمساعدتنا وإنقاذنا من الواقع السلبي، ونتحول تدريجيًا عبر الزمن إلى مجرد هياكل بشرية تتلقى المعونات والمساعدات الإنسانية من أجل الاستمرارية فقط، بعيدًا عن أي مبادرة أو استشعار داخلي بأهمية المسؤولية كمفهوم يجب أن يكون له تأثيرٌ فعلي على أرض الواقع

زر الذهاب إلى الأعلى