روحانيات رمضان 5 ( الوطن – الانتماء )
عنتر أحمد
الوطن هو : المكان الذي نشأ فيه الانسان منذ الصغر منذ نعومة أظفاره فيه عائلته وأصدقائه ، يتعلق برائحة ترابه ونسمات هوائه يحمل هويته، وهو الملجأ والمأمن الوحيد الذي يشعر فيه الإنسان بالطمأنينة والأمان..
حب الوطن فطرة تغلغل في حياة إنسان شريف لديه انتماء كبير للأرض والأهل والعائلة ، فلا يعرف قيمة هذا الوطن إلا من اغترب عنه، لأهميته الكبيرة في وجدان الشخص منذ ولادته ونشأته التي تعلقت بتمتعه بالاطمئنان الناتجة عن وجود وطن يحفظ كرامته، يحميه ويوفر له الأمن والأمان والاستقرار ، يشعر فيه بمشاعر وجدانية تقوي هذا الترابط والصلة ..
اما الانتماء: فهو العمل الحقيقي والالتزام الوظيفي والحفاظ على مقدرات الوطن والتقليل من الهدر والحفاظ على المال العام وتمثيل الوطن أفضل تمثيل، لعكس صورة ايجابية عن الوطن من أجلِ إعلائه، والمحافظة عليه، ويعتبر الانتماء من أهم عناصر حب الوطن، يبدأ الانتماء بالأسرة الصغيرة حتى يتعلم الأبناء منها الانتماء الأكبر للوطن الكبير، ثم المدرسة التي تزرع الانتماء والمواطنة في قلوب وعقول الطلاب من خلال القدوة الحسنة وهو المعلم والطلاب من خلال تماسكهم، مما يعزز الانتماء ويشجع ذلك على الارتباط وانتمائهم لدولتهم، وإحساسهم الذي لا يقبل المساومة
في تاريخ مصر أسماء ونماذج مشرفة جسدت الانتماء والمواطنة على أرض الواقع حيث بذلوا الغالي والنفيس ومنهم من بذل روحه من أجل الوطن وهنا تتجلى المواطنة بأقصى معانيها، والتي تتطلّب الاستعداد للدفاع عنها وصيانة مصالحها، بطرق عديدة
حيث يتجسد الانتماء بالتواجد الفعالة في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية لإبداء الرأي بالتصويت في الاستفتاءات والعملية الانتخابية للمساهمة في حاضر ومستقبل الوطن والمشاركة في الأحداث والأعياد الوطنية، احتراما لنظام الدولة ودستورها والقيام بالواجبات، حفاظاً على وحدة الوطن بعدم التخريب في الممتلكات العامة،أو إثارة الفوضى والدفاع عن الوطن بالنفس بالمال، واللسان وغيرها من الأمور.
فليس بعد فقد الانتماء للوطن إلا الهلاك للجميع، ان أمن الأوطان هو أمن مواطنيها، وإن تعالت الجريمة ضاع الأمن والأمان ولن تحلو الحياة فى الوطن إن فقدنا أهم مافيها وهو الأمن فهل ندرك الأمر ونعيد لهذا الجيل الحب للوطن والانتماء إليه كما كنا وكان آباءنا وأجدادنا .