طبيب من مستشفي الحجر الصحي بأسوان يؤكد أن الأمان هو الله
أسوان _ شيماء طه محجوب
قال الدكتور عارف مازن الفرا طبيب طوارئ بقسم الطوارئ بمستشفى الصداقة للعزل والحجر الصحي بأسوان من الفريق المواجه لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 وهو من الابطال المرابطين داخل العزل الصحي أن الأمان هو الله .
تحدث الدكتور عن حقائق يعيشها قائلاً شعورٌ غريب ينتابني قبل مروري وبعد مغادرتي غرف السادة المُصابين من خلفي فدنيانا أمانها زائف لا عصمة لأحدٍ فيها من الأذى لا ضمان فيها للأبدية والخلود سيطرة الإنسان فيها وهمية.
وأضاف عارف أدركتُ قيمة الطهارة الدائمة أدركتُ قيمة السكينة والطمأنينة أدركت قيمة الهواء النقيّ الذي استنشقته طيلة حياتي وما أصابني بمكروه وما حمدتُ ربي عليه! عشتُ حربًا نفسية في كلّ ثانية فهمت فيها قيمة الحرية والحياة ورجولتي أخفت الرعب الداخلي الذي عايشته في بداية الأمر وحاولت أن تُخفف من حدّته عن الباقيين.
وأكد مازن قائلاً لازمتني بعدها سكينة عجيبة كنت لا أراها في العالم البائس المتخبط الذي يقع خارج أسوار المكان الذي صار فينا و كنت أراها في عيون الزميل والمريض، الله لم يتركنا للحظة، كان معنا على الدوام وعرفت قيمة الأذكار وصلاة النافلة ودعاء الليل وعبادة الوقت وعزلة الأهل والخلّان وعرفت بأنّ الراحة هنا لو كانت ستكون مؤقتة، لا مفرّ من الكَبد والجَلَد.
وأشار الفرا لمعاني وهي عرفت معنى نفاذ الأساليب والحيل وكل معاني التوكل والأخذ بكل ما أوتينا من أسباب وعرفت بأنّ البلاد كلها متشابهة، تحت حكم واحدٍ مُتفرد في ملكه، لا ربّ يحكمنا سواه، لا منجى لنا منه إلا إليه و قيمة الإخلاص والمُخلصين و قيمة اللذات التي يدركها المُغامر و معنى النيّة الحقيقية والتي قد تبلغ العمل.
وشكر الدكتور عارف الله على هذه الجائحة وأنه مع المحنة منحة لا شر فيها محض جعلتنا نُدرك ذواتنا عن قُرب عرفنا فيها مخلوقا جديدًا يعيش بيننا دون أن نراه هدم سيطرة الإنسان الوهمية لندرك وحدانية الخالق وحكمته في المخلوقات لنعيد ترتيب أبجديات الحياة ونرتب أولوياتها والحمدلله ربّ العالمين.
وتقدم العلاقات العامة بمستشفى أسوان التخصصى تحية إجلال وتقدير لهؤلاء الشباب الذين يعملون بكل حب و اخلاص ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
وتتقدم جريدة الديوان بتحية تقدير وإعتزاز لجيش مصر الأبيض لجميع الأطباء والتمريض وجميع العاملين الموجودين في الحجر الصحي والعزل علي مستوي الجمهورية بصفة عامة وأسوان بصفة خاصة شكراً وعرفاناً لما يقدموه من مخاطره بحياتهم وتفاني في عملهم والاستجابة للمسئولية الصعبة ومساعدة جميع المرضى للتغلب على فيروس كورونا او ما اسميه بفيروس الموت الخطير القاتل الذي يدمر الجهاز التنفسي وهو الذي من الممكن أن يترتب عليه إنهاء البشرية ولكن رحمة الله تعالى تفوق كل شيء وسينجينا جميعاً من هذا الوباء المدمر بإذنه وحده.