“طه حسين ” .. نبراس الأدب واللغه العربية

اسراء امام
تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد عميد الأدب العربى، الدكتور طه بن حسين بن علي، رائد التغريب في العالم العربي، الذى حصل على أكثر من 36 جائزة مصرية، ودولية، منها جائزة نوبل فى الأدب كأول أديب مصرى يحصل على تلك الجائزة .
ولد طه حسين ، بهذا اليوم ،فى قرية “الكيلو”وهى قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا ، وعلى إثر اصابته بمرض في عينيه بالرابعه من عمره فقد “حسين ” بصره بسبب الإهمال،أدخله والده كتاب القرية للشيخ محمد جاد حتى يتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم.
تعلم الكاتب الروائي بالأزهر والتحق بالجامعة الأهلية عام 1908 ، بعد ست سنوات حصل على الدكتوراه عام 1914 ،فى نفس العام ذهب إلى فرنسا ليكمل دراسته هناك لعدم قدرته على الحصول على الشهادة الأزهريّة، وهناك تعرف على سوزان بريسو الفرنسيّة التي كانت تساعده على قرأة الكتب والمراجع ثم أحبّها وتزوجها وأنجب منها ولديه حتى سمى الفصل الخامس عشر من روايته “الأيام” بعنوان المرأة التي أبصرت بعينيها بسبب مساعداتها الكبيرة له.
فى عام 1991 عاد طه حسين إلى مصر ، وعمل أستاذا للغة العربية و عميدا لكلية الآداب، ثم مديرا لجامعة الإسكندرية، كما تولى منصب مستشار فني لوزارة المعارف، ومراقب للثقافة في الوزارة،ثم أصدر حزب الوفد مرسوم لتعيينه وزيراً للمعارف ، وعمل رئيساً لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضواً في العديد من المجامع الدولية، وعضواً في المجلس العالي للفنون والآداب ثم عمل فى الصحافة وعمل كرئيس تحرير صحف منها صحيفة كوكب الشّرق والوادي وأقامت منظمة اليونسكو الدولية في اورغواي حفلاً تكريمياً أدبياً وأيضاً كان وزيرا للتربية والتعليم في مصر.
وحصل طه حسين على الكثير من الجوائز ،كان أول من يحصل على جائزة الدولة للأدب عام 1952، وفي عام 1965م تم منحه وسام قلادة النيل، ثم حصل على العديد من شهادات الدكتوراه ، والألقاب، وتم ترشيحه للحصول على جائزة نوبل، وحصل على جائزة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأُمم المُتّحدة قدم له الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة العليا، والتي تُقدم عادةً إلى رؤساء الدول.
وصل عدد مُؤلفاته إلى أكثر من 1500 مقالة، و84 دراسة أدبيّة، و6 روايات، و5 مؤلفات قصصية قصيرة، و11 كتاباً مترجماً، وحوالي 30 مقالة مترجمة، اشتهر في العالَم العربيّ بالروايات التى كان يكتبها، والقصص، والنقد، والمقالات الاجتماعيّة ، واشتهر خارج الدول العربية بكتابته لرواية “الأيّام” التى حققت نجاح كبير داخل وخارج البلاد، ولقب بمبدأ السيرة الذاتية بسبب هذه الرواية وتمت ترجمتها بالعديد من اللغات.
ومن أبرز مؤلفات طه حسين هم الأيام،حديث الأربعاء،المعذبون في الأرض كتاب الوعد الحق، رواية دعاء الكروان، كتاب قادة الفكر، كتاب غرابيل، كتاب زديج فولتير ،مستقبل الثقافة فى مصر ،من حديث الشِّعر والنثر،ألوان، دعاء الكروان.
ومن أهم المؤلفات التى أثارت جدلا أثار طه حسين ” الشعر الجاهلي” الذى كان يتكلم عن أن الشعر الجاهلى منحول، وأنه نسب الشعراء الجاهلين، وعارضه الكثير من علماء الفلسفة واللغة وتصدرت عناوين الصحف بين معارضة وتأييد، توفى الأديب العالمى في شهر نوفمبر فى عام 1973م، وكان عمره 84 سنة،في منزله بعد مشاهدته إنتصار بلاده في حربها الأخيرة مع إسرائيل.