fbpx
الرأي

عنتر أحمد يكتب_روحانيات رمضان 4 ( الكمال و النفس)

لا تحطم زهور الحياة، ولاتتبع اخطاء الناس، فمن راقب الناس مات هما الكمال، لله وحده، كلنا مذنبون كلنا مخطئون وخير الخطائين التوابون، الجمال في اللسان والكمال في العقل، السهو والتقصير من طبع الإنسان، فإذا حاول الأنسان ألايخطئ فلن يعمل شيئآ، لأن من يعمل لابد أن يخطئ، وكلما عمل الأنسان أكثر أخطأ أكثر
نجتهد ونحن نعلم بأننا غير معصومين من الوقوع في الخطأ، فلا مثالية كاملة ولا كمال مطلق، جميعآ يقع في الأخطاء البشرية بقصد أو بدون قصد، لذلك لا كبر من الاعتذار والتوبة عما يبدر منا من اخطاء.
فلا يصح لمخطي ان يكون سبباً في تشوية نفوس بشرية جميلة أو تحطيم عقول ذكية أو اغتيال احلام مشروعة في مهدها، أو يعين شيطانا على صاحبه، لذلك لامجال للمزايدة وادعاء الكمال المستحيل على حساب بعضنا البعض .
وهنا يقع الفرق بين الناس ، وهنا يبرز التفاضل للشخص القابض على الحق البعيد عن الظلم ، وهنا يتضح بجلاء معنى الامانة الثقيلة التي حمّلها الانسان بعد ان عرضت على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها .
أصبحنا نعيش وسط مجتمع مملؤ بشياطين الإنس يحاول كل مسيئ سئ ان يحطم اخية الإنسان ، مجتمع للأسف يعظم السلبيات ويقزم الإيجابيات يعرف فقط كيف يركز على الأخطاء العفوية المصتنعة من الغير ويضخمها ويترك الجوانب الحسنة والخيرة التي تغلب عليها وهو يشق طريقة نحن الشهرة والناجح الباهر، حتي أصبح قدوة حسنة وخير مثال يحتذي في مجاله .
كلنا خطئون (من كان منكم بلا خطيئة ، فليرمها بحجر) العصمة لله فلا داعي إذن لأن نتفاخر بأشياء وصفات لا نملكه.
علينا ان نبتعد عن النفوس المريضة تلك التي لا ترى من الخطأ الا فداحته ، ولا من صاحب الخطأ الا خبثه وسوء طويته ، ولا من هذا الحدث الا فرصة التسلية والتفكه في المجالس والتلذذ بالتشهير لإشباع رغبات النفس في التعالي ومدح النفس وتزكيتها بالطرق العكسية.
بينما يفترض على الإنسان الحق ان ينظر لهذا العاصي او الخاطئ كمثل نظرته لمن سقط في حفرة او من التوت قدمه وهو يمشي، فيقف بجانبه ويمسك بيده ويحمد الله ان المصيبة لم تكن أعظم ، السقوط متوقع لكل واحد منا ولولا فضل الله ورحمته علينا بالتوبة والتجاوز عن خطاينا ، لصرنا من الجهلاء وكنا من الخاسرين ، ولكن اكثر الناس لا يعلمون، فكل من يرأي نفس انكسرت فيحمد الله الذي عافاه مما ابتلي به غيره، فلا يجب المجاهر بالفجور والتشهير بالفضائح وتتبع عورات الناس، وليعلم كل إنسان ان الجرة المكسورة كانت اكثر عطاء بزهورها اليانعة من الجرة السليمة التي جلبة الجفاء والاشواك.
عافانا الله وايكم من الحسد والشماته والحقد الدفين وكل بلاء لفئات عاجزة عن مواجهة الناس تخصصها وتلذذها وقمة سعادتها ان تصل الى اخطاء الاخرين لتكشفها وتعريها فتجده يشمت حتي بالمرض والعاهة والمصيبة بالمال والنفس والولاد، لكن الدنيا دواره بها دائن ومدين ولابد ان يدفع الثمن في الاخرة كل مخطئ اثيم.
زر الذهاب إلى الأعلى