أهم الأخبارتقارير وملفات

في ذكرى العدوان الثلاثي على مصر.. مؤامرة ثلاثية كشفت صمود المقاومة المصرية

 

 

كتب – أحمد عادل

بإسم الأمة…

رئيس الجمهورية…

“تؤمم الشركة العالمية لقناه السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من إلتزامات وتُحل جميع الهيئات واللجان القائمة حالياً على إدارتها.”

 

هذا الخطاب الشهير الذي ألقاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من ميدان المنشية بالأسكندرية، كان البداية لعدوان ثلاثي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا في 29 أكتوبر عام 1956 على مصر، وكان الهدف المعلن هو تأمين الممر الملاحي لقناة السويس.

 

كان لكل دولة من الدول الثلاثة المشاركة في العدوان دافع لشن حرب على مصر لا يمت بصلة للهدف المعلن، فمصر كانت قادرة على تأمين قناة السويس وإدارتها بنجاح، حتى عندما حاولت إنجلترا وفرنسا أن تكدس سفنها في قناة السويس فوق طاقتها الإستيعابية فيما سميت بعملية “التكديس”، لإعاقة حركة الملاحة وإثبات فشل مصر في إدارة القناة، إلا أن المحاولة باءت بالفشل وتمكنت مصر من بإدارة عملية الملاحة في القناه بكفاءة.

 

إلا أن حرمان إنجلترا من التربح من قناة السويس والتي كانت تديرها ولم تكن مصر تحصل إلى على نسبة ضئيله من أرباحها، جعلها تشترك في العدوان.

 

كما قررت فرنسا الإنضمام بسبب دعم مصر للثورة الجزائرية ضد فرنسا، وإمدادها بالأسلحة لمواجهه الإحتلال.

 

أما إسرائيل فشعرت بالتهديد الذي تمثله مصر لوجودها في المنطقة، خاصة عندما لجأ جمال عبد الناصر للإتحاد السوفيتي لتزويده بالأسلحة بعد رفض الولايات المتحدة وبريطانيا إمداده بالأسلحة.

 

لتجتمع هذه الدول وتعقد بروتوكول عرف بإسم “سيفرز” للتدخل العسكري في مصر.

 

خططت فرنسا وبريطنيا وإسرائيل سراً لشن العدوان على مصر، على أن تأخذ إسرائيل الخطوة الأولى وتبدأ بمهاجمة سيناء، لتصدر بعدها كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً بوقف الحرب وإنسحاب الجيش المصري والإسرائيلي لمسافة 10 كيلومتر من ضفتي القناة، والموافقة بإحتلال منطقة القناة إحتلالاً مؤقتاً بواسطة قوات أنجلوفرنسية لحماية الملاحة البحرية في القناة، وفي حالة رفض مصر تتخذ الدول المشاركة في العدوان الرفض كذريعة للتدخل العسكري.

 

في يوم 29 أكتوبر عام 1956 بدء تنفيذ خطة الحرب، فهبطت قوات إسرائيلية في سيناء، لتقنع العالم أن قناة السويس مهدده، لتتدخل بريطانيا وفرنسا حسب الخطة يوم 30 أكتوبر وتصدرا إنذاراً بوقف الحرب والإنسحاب.

 

رفضت القيادة المصرية الإنذار رفضاً قاطعاً، فالإنسحاب مسافة 10 كيلومترات يعني التخلي عن مدن القناة ومجرى الملاحة، كما أنها ستترك لإسرائيل حرية في الإستيلاء على أراضي شبه جزيرة سيناء بأكملها.

 

وفي يوم 5 نوفمبر بدأت الغارت البريطانية على مدينة بورسعيد وأحرقت القوات البريطانية حي المناخ باكملة بالنابلم وكان يمثل ثلث بورسعيد.

 

وفى 6 نوفمبر قامت بريطنيا بالانزال المظلي المزدوج في مطار الجميل غرب المدينة، والإنزال الفرنسي في منطقة الرسوة جنوب بورسعيد وفي منطقة الكارانتينا جنوب بورفؤاد علاوة علي الإنزال البرمائ البحرى والإنزال الرأسي بالهليوكوبتر البريطاني.

 

في 29 أكتوبر إحتلت القوات الإنجليزية والفرنسية مدينة بورسعيد لكنها عجزت عن التقدم نحو الإسماعيلية لصمود المقاومة المصرية في وجه الإحتلال، وقامت الحكومة المصرية بسحب قواتها من سيناء لردع الهجوم على مدن القناة، مما أدى إلى توغل القوات الإسرائيلية في سيناء.

 

في 2 نوفمبر إتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بوقف القتال وطالبت بإنسحاب القوات المعتدية، وإستهجنت الولايات المتحدة العدوان على مصر، كما وجه الإتحاد السوفيتي إنذاراً للدول المشاركة في العدوان، وهددت بالتدخل العسكري في حالة إستمرار بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في الحرب على مصر.

 

وفي 23 ديسمبر 1956 إنسحبت القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد، لذلك تحتفل محافظة بورسعيد بعيد جلاء قوات العدوان، وفي أوائل عام 1957 إنسحبت إسرائيل من سيناء وقطاع غزة، وتم وضع قوات طوارئ دولية على الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل.

 

قدر عدد الشهداء في العدوان الثلاثي بحوالي 3000 شهيد و5000 جريح والعديد من الأسرى، كما قتل 200 معظمهم من اليهود وحوالي 1000 جريح.

 

زر الذهاب إلى الأعلى