الرياضة
مجدى طلبة لـ”الديوان”: بعد محمد صلاح “مفيش لاعب بمصر يفتح بقه”وصلاح أعظم لاعب فى تاريخ مصر
حوار: آية عبد الجابر
مجدى طلبة أحد اللاعبين القلائل الذين صنعوا تاريخا ومجدا شخصيا باللعب فى كأس العالم 90 ومن قبلها الدخول لعالم الاحتراف، الذى سطر فيه اسمه كأحد النجوم المصرية المهاجرة.. عن رأيه فى فرصة مصر بمونديال روسيا وإنجازت محمد صلاح ولعبه للقطبين كان لـ”أكتوبر” معه هذا الحوار.
ما ذكرياتك مع مونديال 90 وهل كانت لك مواقف معينة مع الجوهرى؟
كنت أركز دائما فى عملى فلا أشعر بمن حولى، وبعد انتهاء مهمتى أدخل غرفتى لمحاسبة نفسى، أما مواقفى مع الجوهرى كثيرة، مثلا بعد مباراة إنجلترا قال لى نصا: “الكلام ده مكنش ينفع أقوله قبل كدا، إنت جيت متأخر للمنتخب، كنت هضمك من بدرى، بس كان عندنا مشكلة بالفريق نفسه، فقلت مينفعش تيجى وسط المشاكل إلا لما أحلها عشان الدنيا مش هتبقى مظبوطة”.. فوقتها كان هناك معسكر للمنتخب بألمانيا حدثت به مشكلة كبيرة بينه واللاعبين بسبب رغبة الجميع بالسفر، وهنا هو الكوتش وكابتن الجوهرى، فلم يكن لزاما عليه أن يخبرنى بذلك رغم انتهاء المونديال، وأتذكر موقف كوميدى حدث عندما دخلت المعسكر قال أحد اللاعبين لى نصا: “الله يخرب بيتك يا طلبة هى ناقصك”، وأحد النجوم الكبار قال لى: “ما تزعلش لأن الجوهرى ما قالش لحد أنك جاى ودى مفاجأة للناس كلها وأنت عارف الدنيا بتبقى عاملة إزاى”، ولكنى أعرف أن هذا شئ صحى، وأنا إذا كنت مكانهم سأتصرف مثلهم لأنه حلم.
ما رأيك فى تشبيه البعض بين كوبر والجوهرى فى طريقة اللعب، وفرص المنتخب بمونديال 2018؟
الجوهرى أقوى، يمتلك حلولا وتركات فى كرات ثابتة وكيف التصرف فى الهجوم، أما كوبر اسم كبير وأحترمه ولكن أدائنا غير مقنع، ولكن مجموعة مصر “على قدنا” ومتوازنة جدا ونستطيع عبورها.
هل اختلف عصر الاحتراف فى عهدك عن الوقت الحالى؟
اختلف فى الأرقام والوكالات التسويقية والضرب من تحت الحزام زاد، بجانب خروج عدد كبير من النجوم للاحتراف، فلولاه ما كنت ترى هذا الكم من النجوم، فمع الانتقالات صُنعت هذه الحالة وزاد المستوى.
كيف تنظر لإنجازات محمد صلاح، وما رأيك فى تصنيف البعض له كأحسن لاعب مصرى عبر التاريخ؟
بعد محمد صلاح “مفيش لاعب بمصر فى التاريخ يفتح بقه”، فهو أعظم لاعب كرة فى تاريخ مصر على الإطلاق، والأمر منته، وليس مرتبطا بمن الأمهر على قدر من صنع إنجازات أكثر، كأحسن لاعب بالبريميرليج، وقد يحصد دورى الأبطال، وقد يرشح ضمن الثلاث الأفضل بالعالم، كل هذا حدث بوقت قصي، فلنصمت جميعا ونضرب له تعظيم سلام، كلنا تحت فبعد رقم واحد كله يتساوى، هو حقق طموح كل لاعب بمصر كان نفسه يصل لما حققه.
كثير من اللاعبين لعبوا للقطبين ولكنهم أبدوا ندمهم لذلك، فما رأيك؟
بعضهم لديه حقا فى ذلك، لأنه يشعر بخسارته لكلا الناديين بعد أن يتم معاملته كجاسوس للآخر، بسبب افتقادنا للنضج فى تقبل الاحترافية وحرية اختيارات اللاعب، ومع أزمة إدارة العمل بمصر فى عدم التقييم على أساس الكفاءة، فإن كل ذلك يفرق مع اللاعب فى العمل بعد الاعتزال.
وماذا عنك هل تشعر بالندم للعب لأحدهما، وهل حصلت على تقديرك بالأهلى؟
لا أسميه ندما بل أشعر أنى غير مُقدر، ومعها تصبح الأمور غير جميلة، ويمكن اعتباره قدرا ومفروضا عليَ التعايش معه.
ما الفارق بين الأهلى والزمالك وأيهما أفضل لك بعد لعبك لهما؟
الأهلى أفضل إداريا وتنظيميا ويعتمد على الجماعية والمؤسسية، فهو يسبق نظرائه بخطوات كثيرة، متبعا أسلوب الأندية الكبيرة كمسؤول عن مؤسسة كبرى بالدولة لها جمهور عريض، لذا فإنه يراعى هذه القيمة، وأتمنى للأندية الأخرى أن تحذو نهجه، لأنهم لديهم قيمتهم أيضا، ولكن الحساب يكون للفردية والمصالح الشخصية بها أكثر، ما يقلل من قيمتهم.
ما أكثر الذكريات المؤثرة فى مسيرتك مع الأهلى؟
موقف أثر فيّ جدا وقت دخولى الأهلى بعد توقيعى له، جاء جميع لاعبى أكاديمية الكرة بالنادى لمقر الجزيرة واحتفلوا بى، وكانت لفتة جميلة جدا.
هل اختلفت أجواء اللعب فى جيلك عن الوقت الحالى؟
هناك فروق كبيرة مثل شكل وجودة الكرة وشكل الملاعب والجمهور، وسلوك اللاعبين مع بعضهم وكذلك المعجبين، والماديات والتى بكثرتها تزيد المشاكل سواء بين اللاعبين وبعضهم أو مع الأندية، رغم أنها لها إيجابيات كتحسين مستوى اللاعب ماليا، والفنيات حاليا الكرة فيها أسرع لأن كل شيء مرتبط بها أصبح أسرع بدءا من جودة الكرة وحذاء اللعب من نوعه ووزنه ومساحة الملعب أكبر قليلا، حاليا هناك روابط مشجعين مثل الأولتراس، وشعبية الكرة حول العالم أصبحت أكثر، أولياء الأمور حاليا يدفعون أبنائهم للعب الكرة، وكل هذا زاد من حلاوتها ومتعتها.
بعد انتقالك من الأهلى للإسماعيلى وفى مباراة أمام الزمالك رفعت تيشرت أحمر لجماهيره، ماذا حدث وقتها؟
بالصدفة كنت أرتدى تيشيرت أحمر تحت قميص الإسماعيلى، وبعد استفزاز وسباب كثير من جماهير الزمالك، أظهرت هذا التيشيرت أمامهم كنوع من الرد، وأنا كنت أهلاويا منذ الصغر، ولكن شاهدنى مدير نادى الزمالك وأنا ألعب بمركز شباب الجيزة، وطلبنى للعب للأبيض وانتقلت فعليا له، وبعد احترافى عدت لانتمائى للأهلى.
هل انتهت أسطورة الأهلى بمن حضر فى ظل تراجع نتائجه مؤخرا؟
ما دار حول أزمة عبدالله السعيد من لغط أثر بالسلب فى نتائج الأهلى وليس رحيله نفسه، وللأسف تزامن ذلك مع مباريات قوية، فى حين لعب الفريق بدونه وفاز فى مباريات عديدة.
هل أنت مع ما حدث من إدارة الأهلى فى أزمة السعيد؟
غير مقبول نهائيا سواء من الأهلى أو اللاعب، فمادام وقع للزمالك يقال له “شكرا وما يدخلش الأهلى تانى وانتهى الموضوع”، لكن دخول الأمر فى نطاق الصراع لا أعتقد أن هذا كان سيحدث فى عهد صالح سليم، فمثلا شيكابالا وقع للأهلى وحصل على مقدم تعاقد، ولكن مع تدخل الزمالك طالب اللاعب بعدم استكمال التعاقد فتم إنهائه، لكن أن أعُيد السعيد حتى أقوم بإذلاله ثم بيعه، فهذا ليس فى عرف الكرة، هذه علاقات إنسانية، فكم من اللاعبين اعتزلوا أو رحلوا من الأهلى.