منظمات حقوقية: حملة «خليها تعنس» ترسخ لمفاهيم العنف ضد النساء
كتب – محمد عيد:
انتقدت مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون ومركز البيت العربي للبحوث والدراسات حملتا “خليها تعنس” ، و”خليك في حضن أمك”، والتي أطلاقها عدد من الشباب على شبكة التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ، لرفض لارتفاع تكلفة الزواج، باعتبارها احد إشكال العنف الاجتماعي ضد النساء.
المنظمتان قالت في بيانهم المشترك صادر اليوم الثلاثاء إن هذا النوع من الحملات هو تعبير عن ثقافة مجتمعية ترسخ لمفاهيم العنف الممارس ضد النساء عبر محاولات تسليع أجسادهن.
وأشار البيان إلى أن الحملة التي تنتقد ارتفاع تكاليف الزواج وسط الحالة الاقتصادية المتردية التي يعاني منها الغالبية العظمى من الشباب كانت تعبير عن النظر النمطية للمرأة التي تحقر من شانها وتتعامل معها باعتبارها سلعة تباع وتشترى.
المنظمتان انتقدا أسم حملة « خليها تعنس» باعتبارها محاولة تسيد النظرة النمطية لدور المرأة في المجتمع والمتمثل في الزواج والإنجاب وتهديد مباشر لها بحرمانها من هذا الدور باعتباره انه القيمة الوحيدة للنساءداخل المجتمع، وهو احد أهم إشكال العنف الممارس ضد النساء ومحاولات إقصائهن على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على حد وصف البيان.
وأكد البيان على أن الحملة تنطوي على الاستمرار في نهج حرمان النساء من الاختيار وتقييد حرياتهن في التحكم بأجسادهن باعتبارهن ملكية خاصة للأباء تنتقل إلى الأزواج عبر صفقات الزواج، مشددا على أن تلك الحملات التي ترسخ للعنف ضد النساء ليس وليدة الأزمة الاقتصادية أو ارتفاع معدلات البطالة ولكنها تعبير عن ثقافة مجتمعية تدعمها بنية تشريعية تميز بين النساء والرجال داخل المجتمع وتنتهج مفاهيم، تحقر من شأن المرأة وتنزع عنها حق الاختيار باعتبارها سلعة تنتقل بين تجار وآخر من أجل تحقيق مكاسب اجتماعية على حساب النساء.
وأكدت المنظمتان أن استمرا هذا النهج الاجتماعي ضد النساء يعرقل كافة المحاولات الساعية إلى النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، للنساء كأساس للنهوض بالمجتمع والذي يستوجب التصدي له بإعادة النظر في كافة التشريعات التي تعرقل حصول النساء على حقوقهن داخل المجتمع والذي يستوجب معه العمل على تغيير تلك الثقافة المعادية للنساء داخل المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة.