واشنطن تفضح ممارسات «نظام الملالي» بالمنطقة وأنباء عن تشكيل تحالف دولي
كتبت - منارة جمال
في توقيت تتفاقم فيه الأزمة اليمنية سوءًا، وتبلغ انتهاكات الحوثيين مداها خاصة بعد اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وبعد يوم من إعلان روسيا سحب بعثتها الدبلوماسية من صنعاء وانتقالها إلى الرياض، تتقدم الولايات المتحدة إلى الواجهة، لتكشف أدلة دامغة ضد إيران والحوثيين، وتدعو إلى تشكيل تحالف دولي ضد إيران وانتهاكاتها في المنطقة العربية، واتخاذ إجراءات ضد إيران يعني تحجيم وكسر شوكة الحوثيين في اليمن، وهو ما لاقى ترحيبا عربيا كبيرًا.
ولكن لماذا هذا التوقيت الذي أعلنت فيه واشنطن تلك الأدلة، هل تستبق أي وساطة روسية في هذه الأزمة، هل ترغب في أن تترأس المشهد بعد فشلها في سوريا وفي فلسطين، جميع هذه التساؤلات سنكتشفها قريبًا، ولكن الآن وفي تقريرنا هذا سنسلط الضوء على الأدلة الأمريكية والموقف العربي من الدعوة الأمريكية لإقامة تحالف.
الأدلة الأمريكية
وبداية نتوقف على الأدلة الأمريكية وتفاصيلها التي كشفتها واشنطن أمس، حيث أثبتت بالأدلة الحاسمة التي تم رفع السرية عنها مؤخرًا، انتهاك إيران القانون الدولي، وذلك من خلال تهريب صواريخ للمتمردين الحوثيين في اليمن.
وتلخصت الأدلة في ثلاث عناصر وهي: “صاروخ باليستي استهدف مطارا آهلا كان من الممكن أن يصيب عشرات الأبرياء، طائرات بدون طيار تشوش على الرادارات السعودية، قوارب حربية صناعة إيرانية استهدفت الملاحة وقادرة على استهداف السفن والمراكب”.
وأكدت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن هذه الأدلة لا يمكن إنكارها، وكشفت النقاب عن دليل في غاية السرية وهو أن أجزاء من صواريخ أطلقت على السعودية من مناطق يسيطر الحوثيون عليها في اليمن، وعرضت هيلي أجزاء الصواريخ في حظيرة بقاعدة عسكرية في واشنطن.
وفي التفاصيل، عرضت هيلي أدلة مادية قالت إنها تربط إيران بأسلحة استخدمت في اليمن، وقالت: “إن أجزاء الصواريخ تحمل علامات تجارية إيرانية تبين أنها صادرة من إيران وإن لديها مواصفات تقنية خاصة بالأسلحة المصنعة من إيران”، مؤكدة تورط إيران في تصدير أسلحة وقوارب محملة بالمتفجرات إلى الحوثيين في اليمن.
وأمام بقايا صاروخ إيراني أطلق من اليمن نحو السعودية قالت هيلي: “سوف ترون أننا نبني تحالفا للتصدي بحق لإيران وما تفعله”، مؤكدة أن الصاروخ الذي أطلقه المتمردون الحوثيون على السعودية نوفمبر الماضي هو من صنع إيراني.
وأضافت هايلي: “لقد صنع في إيران ثم أرسل إلى الحوثيين في اليمن”، مضيفة: “من هناك، أطلق على مطار مدني، حيث كان يمكن أن يسفر عن مقتل مئات من المدنيين الأبرياء في السعودية”.
وهو ما خلصت إليه واشنطن في أدلتها وهو ما يثبت “انتهاكات صارخة” لقرارات مجلس الأمن الدولي بينما المجتمع الدولي يغض الطرف بسبب الاتفاق النووي.
لهذه الأسباب أمريكا تفضح إيران
وحول الأسباب التي أعلنها البنتاجون، بشأن دوافعها للكشف عن دعم إيران للحوثيين باليمن بالأسلحة والصواريخ التي وصل بعضها إلى الأراضي السعودية، قالت لورا سيل المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية: “إن الهدف من كل هذا العرض هو توضيح أن إيران وحدها هي التي تصنع هذا الصاروخ، ولم تقدمه إلى أي طرف آخر غير الحوثيين”.
وعرضت وزارة الدفاع الأمريكية أسلحة أخرى لها تصميمات تنفرد بها صناعات الدفاع الإيرانية، مشيرة إلى مكون رئيسي في صاروخ “طوفان” المضاد للدبابات وطائرات صغيرة دون طيار، وعرضت أيضا مكونات نظام ملاحي يشبه نظاما استخدمه الحوثيون لضرب فرقاطة سعودية بزورق ملغوم في 30 يناير الماضي.
قرارات حاسمة
وردا على تلك الأدلة الغير مقبولة، دعت واشنطن تشكيل تحالف دولي لردع إيران، شددت هايلي على عدم إمكانية السماح للنظام الإيراني بالاستمرار في سياسته في المنطقة، وقالت: “لا توجد جماعة إرهابية في الشرق الأوسط غير مرتبطة بإيران”.
وفيما يختص بالاتفاق النووي مع إيران، قالت هايلي: “إن الاتفاق لم يحسن أي شيء في الشق الأمني الذي يخصنا”، معتبرة أن إيران أساءت فهم الاتفاق النووي، لأنها تنتهك القرارات الدولية وتعزز نفوذها عبر دعم وكلائها في الشرق الأوسط، وأكدت تورط إيران في تصدير أسلحة وقوارب محملة بالمتفجرات إلى الحوثيين في اليمن.
وأضافت أن واشنطن لا تركز فقط على برنامج إيران النووي وإنما على برنامجها الصاروخي، ودعت المندوبة الأمريكية إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهة التهديد الإيراني.
ترحيب خليجي
وأثار هذا التقرير الأمريكي والأدلة الحاسمة التي تدين تسليح إيران للميليشيات الحوثية، العديد من ردود الفعل المؤيدة، كما رحبت عدة دول عربية بتلك التصريحات، وشملت الدول المؤيدة للتحالف كانت السعودية والإمارات والبحرين واليمن، مطالبين بتحرك فوري لمحاسبة طهران على تصرفاتها.
وقالت المملكة العربية السعودية إن تقرير الأمم المتحدة أكد تدخلات إيران العدائية ودعمها لميليشيات الحوثي الإرهابية بقدرات صاروخية متقدمة وخطيرة تهدد أمن واستقرار المملكة والمنطقة، ورحبت بالموقف الأمريكي الذي أعلنته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وطالبت المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ومحاسبة النظام الإيراني على أعماله العدوانية.
واتفقت معها في الرأي دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث دعت المجتمع الدولي للتصدي بقوة أكبر للتهديد الذي تشكله إيران، وقالت إنها تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع حلفائها لاتخاذ إجراءات تكفل الامتثال لقرارات الأمم المتحدة، وقالت الخارجية الإماراتية: “إن الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة اليوم لا تترك مجالاً للشك بشأن تجاهل إيران الصارخ لالتزاماتها تجاه الأمم المتحدة، ودورها في انتشار الأسلحة والاتجار بها في المنطقة”.
بدروها، قالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان إن تقرير الأمم المتحدة أشار إلى التدخلات السلبية والممارسات العدائية لإيران في اليمن، لأجل مد الأزمة وتعطيل مساعي حلها سلميا، مشيدة بموقف واشنطن الرافض لأنشطة إيران ودعمها لجماعات إرهابية كحزب الله وغيره، في انتهاك واضح للقرارات والأعراف الدولية.
كذلك، رحبت الحكومة اليمنية من جانبها بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة والذي يتهم إيران بدعم الميليشيات الحوثية، التي قامت بتدمير مؤسسات الدولة ونهب مقدرات الشعب اليمني، فيما اتهم تحالف دعم الشرعية في اليمن إيران بإرسالها أسلحة لميليشيا الحوثي لإطالة أمد المعركة، مشيراً إلى أن التحالف وخبراء الأمم المتحدة يعملان على سد الثغرات التي تسمح لإيران بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين.
إيران تنفي وتقرير أممي
وتعقيبًا على التصريحات الأمريكية، نفت بعثة إيران بالأمم المتحدة تلك الأدلة، وقالت: “أدلة المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي مزيفة”، بينما يبحث مجلس الأمن الدولي تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي رفعه إليه قبل أيام في إطار المراجعة الدورية لالتزام إيران بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالاتفاق النووي والعقوبات والنشاط الصاروخي.
ويشير الجزء الخاص بالنشاطات النووية إلى ما صدر عن وكالة الطاقة الذرية من تقارير التفتيش على المنشآت النووية في إيران، أما فيما يتعلق بالنشاط الصاروخي فينقل الأمين العام لمجلس الأمن قلق عدد من الدول الكبرى، من تطوير إيران للصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية.
وفيما يتعلق بنقل إيران للصواريخ، أو مكوناتها، لجماعة الحوثي في اليمن، يشير تقرير الأمين العام إلى دراسة وتمحيص بقايا الصواريخ، التي أطلقت على السعودية في ينبع والرياض وأنه سيوافي المجلس بنتائج التحقيق.
وفيما يلي بعض من الصور التي عرضتها وزارة الدفاع الأمريكية ضمن الأدلة السرية التي كشفوا عنها مؤخرا :