أبو الغيط: تهديدات الإرهاب أخطر ما يواجه المنطقة العربية حاليا
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن تهديد الإرهاب يظل هو أخطر ما يواجه المنطقة العربية في اللحظة الحالية، مطالبا بصياغة نظام أمني عربي يقوم على إدراك كل دولة أن المخاطر التي تتهدد جيرانها وأخواتها من الدول العربية هو تهديد لأمنها.
وأوضح أبو الغيط – في كلمته أمام كلية الدفاع الوطني بسلطنة عمان اليوم /الأربعاء/ تحت عنوان (الجامعة العربية والأوضاع العربية الحالية)- “إنه رغم وجود مؤشراتl إيجابية مثل هزيمة (داعش) وإنهاء سيطرتها على الغالبية الكاسحة من المناطق التي كانت تتحكم فيها في سوريا والعراق، إلا أن التهديد الإرهابي بوصفه معركة ستستمر لسنوات قد تطول”.
وأضاف أبو الغيط إن الإرهاب – للأسف – ظل يضرب منطقتنا في صورة موجات متتابعة بلا هوادة عبر العقود الماضية، وفي كل مرة، كان يغير من استراتيجياته وأدواته وطرائق عمله وعلينا أن نتوقع أن تأتي الموجة القادمة في صورة مغايرة عما كان في السابق.
وعرض أبو الغيط رؤية للمشهد الدولي وتطوراتِه في ثلاث نقاطٍ محددة. ثن انتقل للمشهد على الصعيد العربي، وأجمل ملامحه الرئيسية وعلى سبيل المثال، فإن استهداف الصواريخ الحوثية، المصنعة إيرانياً، لعاصمة عربية، هو أمر خطير يُشكل تهديداً للدول العربية جميعاً، وليس فقط للمملكة العربية السعودية.. وبالمثل، فإن قضية القدس، بكل ما تمثله من أهمية تاريخية ودينية ووجدانية لدى الشعوب العربية، بمسلميها ومسيحيها، لا تخص الفلسطينيين وحدهم وإنما العرب كافة، بل ولا تمس الجيل الحالي فحسب، وإنما الأجيال القادمة .. وأخيراً، فإن تعرض دولة كمصر، يمثل عدد سكانها ربع سكان العالم العربي، لخطر يتهدد أمنها المائي، يُعدُ تهديداً للأمن القومي العربي، وخصماً للقوة العربية الشاملة.
إن الإرهاب للأسف ظل يضرب منطقتنا في صورة موجاتٍ متتابعة بلا هوادة عبر العقود الماضية.. وفي كل مرة، كان يغير من استراتيجياته وأدواته وطرائق عمله.. وعلينا أن نتوقع أن تأتي الموجة القادمة في صورة مغايرة عما كان في السابق. فالإرهاب القادم سيكون بلا هيكل أو تنظيم .. وأننا نحتاج جهداً مضاعفاً لتعويض ما فات واللحاق بعصرنا وإيجاد فرص حقيقية للشباب الذين يشكلون 50% من سكان العربي .
أن تجربة السنوات الماضية –منذ 2011-، بكل ما انطوت عليه من ألم ومعاناة.. قد دفعت الكثير من الدول العربية لتبني هذه النظرة واعتناق ذلك النهج في التفكير، ومن بين هذه الدول بالتأكيد سلطنة عمان التي يشهد الجميع أنها تتبنى نهجاً فريداً في السياسة الخارجية يستقرئ الواقع بصورة دقيقة، ويقيس تحركاته على “مسطرة العروبة” والانتماء لها والاحتماء بها. لقد أثبتت الأحداث أن ما يجري في ليبيا ليس بعيداً عما يجري في سوريا .. وأن الفوضى في اليمن ليست بعيدة عن التطورات في بيروت .. إن الخطر واحد والهم مشترك .. وبقي علينا أن نحول هذا الإدراك إلى واقع ملموس يمسح للعرب بأن يتحركوا ككتلة مؤثرة لها وزنها وثقلها وكلمتها المسموعة بين العالمين. شكراً لكم.