” أزمة كورونا “
بقلم _ د. كريم عادل
الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية
أشد أنواع الأزمات وأكثرها خطورة هي تلك التي تمس صحة وسلامة العنصر البشري، فالأزمات الاقتصادية يمكن السيطرة عليها وتجاوزها من خلال حزمة من الإجراءات والسياسات المالية والنقدية أما الأزمات المرتبطة بالعنصر البشري فلا يمكن التنبؤ بها كما يتعذر تقدير حجم خسائرها كونها ليست مجرد خسائر مادية يمكن تعويضها .
والدولة المصرية كانت ولازالت وستظل غنية بما تمتلكه من ثروة بشرية تتميز بالعلم والكفاءات والمهارات والخبرات، وهو ما يجعل العنصر البشري بها أحد مكونات الاقتصاد المصري واهم ركائز وأساسيات نجاح الدولة.
والآن ونحن بصدد أزمة عالمية تتمثل في انتشار فيروس تعد تأثيراته على العنصر البشري أشد خطورة وأكثر حدة من اية خسائر مادية او اقتصادية أخرى .
الأمر الذي يتوجب معه السرعة في اتخاذ أية قرارات تتعلق بالحفاظ على صحة وسلامة المواطن المصري، حيث تعد سرعة اتخاذ مثل تلك القرارات دلالة على نجاح إدارة الأزمة لا سيما وأن أية خسائر قد تترتب على قرارات الوقاية ستكون أقل بكثير من خسائر العلاج والحجر وغيرها من خسائر لا قدر الله.
فالعنصر البشري كان ولازال وسيظل أهم ما تمتلكه وتتميز به الدولة المصرية، الأمر الذي يستدعي معه وبصورة عاجلة سرعة اتخاذ ما يلزم من إجراءات في مثل تلك الحالات حفاظاً على سلامة أبنائنا باعتبارهم جيل اليوم والغد والمستقبل، وهم السواعد المخلصة الأمينة الحريصة على بناء هذا الوطن، بما في ذلك تكثيف الدور الإعلامي والميداني لوزارة الصحة المصرية بهدف زيادة حملات التوعية وإجراءات الوقاية، حفظ الله مصر وشعبها العظيم.