fbpx
أهم الأخبارتقارير وملفات

أمريكا والمكسيك نحو تجارة حرة وترامب يتخلى عن تهديداته ببناء سور بين البلدين

تقرير – محمد عيد:

اتفقت الولايات المتحدة والمكسيك أمس الأول على تعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وكندا في الطريق للاتفاق أيضا، في اتفاق “معقول” لكافة الأطراف، لتتحقق نبوءة باراك أوباما بأن ترامب “لن يحكم مثلما يخطب”.

ترامب والجمهوريون في الكونجرس الأمريكي بصدد انتخابات في نوفمبر، لذلك أرادوا طمأنة المزارعين وسائر الناخبين الذين تعتمد وظائفهم على التجارة مع كندا والمكسيك بأن الاتفاق مُبرم.

يكفي أن نعرف أن حجم التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا يربو على التريليون دولار سنويًا، لتقدير مدى قلق ترامب.

“قطاع السيارات يصعد بأسهم أوروبا لأعلى مستوى في أسبوعين بعد اتفاق نافتا”، و”ستاندرد أند بورز وناسداك يفتحان على مستوى قياسي مرتفع”، هذا كان حال أهم بورصات العالم بعد اتفاق التجارة الحرة التاريخي بين الولايات المتحدة والمكسيك، الذي يجري بعد عامين من تهديد دونالد ترامب في حملته الرئاسية ببناء سور بين الولايات المتحدة والمكسيك، تتحمل تكلفته المكسيك.

المكسب الأمريكي هو رفع نسبة مكون السيارات المُصنع في منطقة نافتا من 62.5 بالمئة إلى 75 بالمئة، وهكذا نضمن عدم تحول دول أمريكا الشمالية لـ”مُحلل” للسيارات الأسيوية.

ويشترط الاتفاق الجديد أيضًا أن تكون نسبة 40 إلى 45 بالمئة من مكونات السيارات مُصنعة بيد عمال يتقاضون ما لا يقل عن 16 دولارًا في الساعة، وهو أجر قد يزيل حافز صناع السيارات لنقل الوظائف إلى المكسيك رخيصة العمالة، ولكنه لن يؤدي إلى وقف عمل المصانع المكسيكية، بل يدفع المصانع المكسيكية إلى ضمان تقديم أجور جيدة للعمال، وهكذا تبقى مصانع المكسيك في المكسيك، ومصانع الولايات المتحدة في الولايات المتحدة.

وتخلى ترامب عن مطلبه المتشدد ببند يسمح بانقضاء تلقائي للاتفاقية، التي تبلغ مدتها 16 عامًا، كحد أدنى.

بقى من الأمر أن ترامب يريد التخلي عن اسم “نافتا” لأن له “دلالات سيئة” لأن الولايات المتحدة تضررت من الاتفاق، وربما يقرر الشريكان الأصغر تقديم هذا الانتصار المعنوي لترامب ليتباهى به أمام شعبه.

في النهاية تحول قائد الحمائية في العالم إلى مفاوض جيد على اتفاقية تجارة حرة، لتتراجع مخاوف قادة المؤسسات الاقتصادية والمواطنين العاديين من حروب تجارية تهدد النمو والاستقرار العالمي، والعالم الآن ينتظر موعد المفاوضات الأكبر، “الصين- أمريكا”

زر الذهاب إلى الأعلى