أهمية دور الصحة النفسية في حياتنا

بقلم : مي محمد

الصحة النفسية في مصر، مثل العديد من البلدان، تواجه تحديات كبيرة. فهناك وعي متزايد بأهمية الصحة النفسية، ولكن لا يزال هناك نقص في الموارد والخدمات المتاحة. التحديات تشمل الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالاضطرابات النفسية، والحاجة إلى تدريب المزيد من المهنيين في مجال الصحة النفسية. مع ذلك، هناك جهود متزايدة لتحسين الوضع وتوفير الدعم للأفراد.

ولكن مع كل هذا الوعي وأهميته وتزايد الأمراض النفسية يوما بعد يوم من الصعب تحديد عدد دقيق للأمراض النفسية المكتشفة، لأن هناك العديد من التصنيفات والتشخيصات المختلفة التي تتطور مع الزمن. وفقا لدليل التشخيص والإحصاء للأمراض النفسية (DSM- 5)، هناك أكثر من (100) اضطراب نفسي مصنف، وتشمل هذه الاضطرابات الاكتئاب، القلق، الفصام، اضطرابات الأكل، اضطراب ما بعد الصدمة، وغيرها.

وبعد دراسة الإحصائيات اتضح أن الاضطراب النفسي رغم أنه موجود في فئة كبيرة من الأشخاص بمختلف الأعمار ولكن تخضع جميع الدراسات إلى أن الإضرابات النفسية تنبع من الطفولة وعلاقة الأطفال بالآباء والأمهات بشكل أساسي وعلاقتهم مع المجتمع أيضا ودور تأثير المدرسة، فالأطفال في المدارس قد يواجهون تحديات تؤثر على صحتهم النفسية.

من هذه التحديات التنمر، الضغوط الأكاديمية، والعلاقات الاجتماعية. وللمدرسة دور مهم في توفير بيئة آمنة وداعمة. يمكن أن تساعد برامج التوعية بمكافحة التنمر، وتوفير دعم أكاديمي مناسب، في تحسين الصحة النفسية للأطفال. كما أن دور الأبوين مهم في متابعة ومساندة أطفالهم من خلال التواصل المستمر مع المدرسة ومعرفة أي مشكلات قد تؤثر على صحتهم النفسية وهذا يعدينا إلى دور الأبوين الأساسي في تشكيل الصحة النفسية للأطفال كداعم أساسي للطفل.

وللأب والأم دور أساسي في تحسين صحة أطفالهم. أولاً، يمكنهم توفير بيئة داعمة ومحبة يشعر فيها الأطفال بالأمان والاهتمام. ثانياً، تشجيع العادات الصحية مثل تناول الطعام المتوازن وممارسة الرياضة. ثالثاً، التحدث مع الأطفال حول مشاعرهم ومخاوفهم، مما يساعدهم على التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل. وأخيراً، أن يكونوا قدوة إيجابية من خلال ممارستهم للعادات الصحية والاهتمام بصحتهم النفسية لبناء جيل من الأطفال قادر على مواجهة المجتمع وقادر على بناء علاقات اجتماعية سلمية قادر على بناء أجيال وأجيال أفضل.

وفي النهاية يمكن أن نقدم بعد النصائح للمحافظة على صحتك النفسية للأفراد واتباع بعض العادات السلمية مثل أن تحرص على التوازن بين العمل والحياة الشخصية. وبممارسة النشاطات التي تحبها، وتساعدك على الاسترخاء، وتأكد من الحصول على قسط كاف من النوم. تواصل مع أصدقائك وعائلتك، ولا تتردد في طلب الدعم عند الحاجة. وأخيرًا حاول تبني نظرة إيجابية تجاه الحياة.