منوعات ونجوم

أوصى بحرق أفلامه إلا واحدًا…فى ذكرى ميلاده محطات مثيرة في مشوار الفنان حسين صدقى

أطلقوا عليه “واعظ السينما المصرية”.. كما أطلق عليه النقاد “الفنان الخجول” و”خلوق السينما المصرية ” و”صديق المشايخ” و”الشيخ حسين”، نظرا لطبيعة الأفلام ذات الطابع الاجتماعي والذي يبث من خلالها قيمًا ومباديء عليا.

حيث تحل اليوم الذكرى الـ104 علي ميلاد أحد أشهر نجوم زمن الفن الجميل، الفنان “حسين صدقى”، الذى ولد في مثل هذا اليوم الجمعة 9 يوليو عام 1917، أشتهر فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، بأنه فتى الشاشة الأول نظرا لوسامته، كما عرف عن حسين صدقى تدينه وأخلاقه الكريمة منذ أول خطواته فى عالم الفن.

كان يرى أن الفن رسالة يمكنه من خلاله معالجة القضايا الاجتماعية التي عاصرها في هذا الوقت خاصة في ظل تربيته الدينية التي ربته عليها والدته التركية، بعد وفاة والده وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، وانعكست هذه التربية على طبيعة الأدوار التي أدها في السينما، والقضايا التي كان يعالجها في أفلامه.

في أواخر الثلاثينيات اقتحم الفنان حسين صدقي عالم السينما وقدم مجموعة من الأفلام الهادفة منها:” العامل ، والأبرياء”.

خلال مشواره الفني شارك وانتج ما يقرب من 32 فيلمًا سينمائيًا عالج من خلالها العديد من المشكلات و من أبرزها العامل ، “الأبرياء” ، “ليلى في الظلام “، “المصري افندي” ، “شاطيء الغرام” ، “طريق الشوك” ، “الحبيب المجهول”، سيف الله خالد بن الوليد والذي قدم فيه الشكر للرئيس انور السادات عندما كان رئيس المؤتمر الإسلامي وقبل أن يصبح رئيس مصر.

ولد الفنان حسين صدقي فى حى الحلمية الجديدة، وسط أسرة ثرية تملك العديد من الأراضى الزراعية “الأطيان” لأبٍ مصرى وأمً تركية، أنجبا ثلاثة أبناء أصغرهم “حسين” الذى حرم من حنان الأب وهو لم يتجاوز سن الخامسة، فتحملت الأم تربية أبنائها واتجهت بهم إلى التربية الإسلامية، فدفعت بهم إلى الذهاب للمساجد وأداة الصلاة فى وقتها وخاصة صلاة الفجر فى المسجد وحفظ القرآن الكريم والأحاديث، وحضور حلقات الذكر وسماع قصص الأنبياء لتعلم منها، كما حرصت على ملازمتهم العلماء الأزهرين حتى تكون صحبتهم صالحة، مما جعله ينشأ ملتزما في أداء فروضه، وعرف عنه الخجل والأخلاق.

أثرى صدقى الفن بالعديد من الأعمال الفنية الهادفة التى لم تخلو من الحكمة والأخلاق، وعمل على إيجاد سينما هادفة بعيدة عن التجارة الرخيصة، وعالجت أفلامه بعض المشكلات الاجتماعية، كما أسس شركته السينمائية، لتخدم القيم الإيجابية التي سعى لترسيخها في المجتمع، إلي أن قرر أعتزال الفن بعد مسيرة قام خلالها ببطولة حوالى 32 فيلما، منهم “العامل، الأبرياء، المصرى أفندى، وطنى وحبى، أنا العدالة، العريس الخامس، الشيخ حسن”.

قبل وفاة صدقي في 16 فبراير عام 1976، أوصي أولاده بحرق ما تصل إليه أيديهم من أفلامه، بسبب رؤيته أن السينما من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة، قائلا “أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل أفلامى ما عدا سيف الله خالد بن الوليد”.

أُنتج فيلم خالد بن الوليد عام 1958، ورصد سيرة سيف الله المسلول منذ أن كان مشركاً في مكة ومحاربته للدعوة الإسلامية وإسلامه بعد عمرة القضاء ثم قتاله للمرتدين، ودفاعه الدائم عن الإسلام، حتي وفاته، ولأن الفيلم كان يحكى قصة صحابى وقائد عسكرى مسلم، استثناه حسين صدقى من وصيته.

زر الذهاب إلى الأعلى