fbpx
الرأي

أولئك الذين أشتروا الضلالة بالهدي.. جماعات الإسلام السياسي.. غياب العقل.

بقلم

محيي النواوي

– فى كل يوم ثمة أشخاص نراهم ينضمون إلى جماعات متطرفة هنا.. وجماعات متطرفة هناك.. تحت مسمي “الجهاد” و “الإيمان”!
ومن المدهش أن تلك الجماعات تحت مسمياتها المختلفة من المفترض أنها تسعي إلى هدف واحد وهو إقامة “الدولة الإسلامية” وكأن الإسلام قد غاب فى بلدنا وكأنهم هما الأنبياء والخلافاء الراشدين الجدد الذين بعثوا بالدين الإسلامي من جديد.. أو أنهم هما من فهموا الدين الفهم الصحيح وهم الأكثر حقًا بتطبيق هذا الدين وتلك التعاليم التي تدعوا إلى التسامح.. ونراهم يسفكون الدماء، ويقتلون الساجدين فى مساجدهم، ويفجرون القداس فى كنائسهم!
فالله قد حرم قتل النفس إلا بالحق.. فأين الحق فى أن تقتل مسلم ساجد يسبح ربه؟!
وأين الحق فى أن تفجر كنيسة يدعوا قداسها ربهم؟!
وأين الحق فى قتل جندي يقوم بحراسة وطنه؟!
– فبعيدًا عن كل ذلك.. فالفكرة الأساسية الذين يقومون بتصديرها لنا.. أنهم يسعون إلى “إقامة الدولة الإسلامية” ولعل من المدهش أنهم يختلفون فيما بينهم ويقومون بتكفير بعضهم البعض والسبب أن جماعة أخري هي التي أعلنت أنها من تملك تلك الدولة.. ومن ثما الخلافة!
فتنظيم “القاعدة” يكفر تنظيم “داعش” وتنظيم “داعش” يفكر تنظيم “القاعدة” و “حزب التحرير الإسلامي” الذي قضي ستون عاما يدعو إلى الخلافة الإسلامية يقوم بتكفير تنظيم “داعش” وتنظيم “القاعدة”!
إن المتعارف عليه إنه إذا كان أحد يسعي إلى تحقيق هدف يفيد الجميع كما يزعمون فإنه لا خلاف حول من سوف يحقق هذا الهدف.. فمثلًا: إذا أراد فريق لكرة القدم تحقيق الفوز فى المبارة النهائية فإنه من الطبيعي أنه لا خلاف حول من سوف يقوم بستجيل الهدف.. فالأهم هو الفوز باللقب.
ولكن القاعدة العامة هنا قد غابت فتنظيم “داعش” الذي يدعي أنه هو زعيم “الخلافة الإسلامية” نري أن تنظيم “القاعدة” يهاجهمه ويكفره لمجرد أنه أعلن الخلافة.. ولو كان تنظيم “القاعدة” هو من أعلن أنه زعيم “الخلافة الإسلامية” لكفره تنظيم “داعش” ولو كان تنظيم ثالث أعلن أنه هو زعيم الخلافة لكفره تنظيم “داعش” وتنظيم “القاعدة”.. ولو أن تنظيم رابع أعلن أنه هو زعيم الخلافة.. لقام بتكفيره كل هؤلاء!
إن حجم الخلافات والكراهية بين من يدعون أنهم شيوخ الجهاد لا نهائية..فالجميع يكفر الجميع والإسلام منهم براء!
– إن الدهشة الكبري فى هذا الموضوع هم الأشخاص الذين تم تغييب عقولهم وتم إنضمامهم لتلك الجماعات وإعتقادهم أنهم يجاهدون وأنهم كانوا فى “ضلالة” حتي جاءت تلك الجماعات وحولتهم إلى “الهدي”.. فأي هدي تقول: أن تنضم إلى تنظيم ثم بعد ذلك تنضم إلي تنظيم آخر لمجرد أنك ستكون فى تلك التنظيم الآخر أميرًا لهذا التنظيم فى مكانًا ما.. فهل هذا هدي! هل هذا النظام الذي يشبه التدرج الوظيفي.. بأنك كنت فرد عادي فى تنظيم ثم تم عليك عرض بأن تكون أميرًا فى تنظيم آخر كان يكفر التنظيم الذي كنت تؤمن بأفكاره!
وكأن الإسلام فى هذا التنظيم أرقي من هذا التنظيم.. يالها من مفارقة ليست بمذهلة.. وإنما مضحكة!
إنها تشبه حركة الرعاه فى الصحراء هنا فى الصباح وهناك فى المساء!
والشيء الآخر المذهل في هذا الموضوع وهو ما إذا كان “الهدي”.. والطريق إلي “الجنة” بأن تقوم بتفجير نفسك.. فمن الأول أن يفجر نفسه من قام بإقناعك أنك عندما تقوم بتفجير نفسك سوف تذهب إلى الجنة!
ولو كان طريق “الجنة” بكل هذا اليسر.. لذهب إليه الجميع بالضغط علي زر المفجر!
فأنتم قد غابت عقولكم.
ولعل الآية القرآنية “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ”
(البقرة ١٦).
هي التى تشبه ما تفعلون.. فأنتم أشتريتوا الضلالة بالهدي.. وتجارتكم لم تربح.. ولم تكونوا مهتدين.

زر الذهاب إلى الأعلى