fbpx
أكتب

إسرائيل بعد فشل ثورتين.. هل السترات الصفراء هي الحل؟

محيي النواوي يكتب…

-علي غرار السترات الصفراء فى فرنسا.. إنطلقت التظاهرات فى إسرائيل إحتجاجاً على الأوضاع الإقتصادية وقضايا الفساد المتورط فيها “نتنياهو” والتي تمثلت فى حصوله على هدايا من رجال أعمال.. من أجل حصولهم على تاشيرات للولايات المتحدة.
فى تحليل تلك التظاهرات سنري أن المجتمع الإسرائيلي يتميز بالإحتجاجات المحدودة.. ويتخذ من الشعوب الأخرى مصدر إلهام لنفسه ففي عام(٢٠١١) قامت ثورة فى إسرائيل كان شعارها “الشعب يريد إسقاط نتنياهو” فكانت تلك الثورة التي لم تكتمل مصدر إلهامًا وتقليدًا لثورة (٢٥) يناير.. ولكن الفرق أن ثورة يناير إنطلقت من الفيس بوك إلي تغيير في الشارع.. والثورة الإسرائيلية إنطلقت دعواتها من الفيس بوك ولم تقوم بأي تغيير فى الشارع.. فقد عادت من حيث بدأت.
وفى عام (٢٠١٢) إنطلقت ثورة أخري تشبه الثورة التونسية فقد قام أحد الإسرائيليين بحرق نفسه بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة.. ولكنها فشلت هي الأخري فى إسقاط الحكومة الإسرائيلية.
واليوم الشعب الإسرائيلي يتخذ الإلهام من الشعب الفرنسي ويعيد نفس المشهد الذي فشل في (٢٠١١) و (٢٠١٢) فهل ستنجح تلك المرة؟..
فى تحليل ذلك كما ذكرنا فى المقدمة أن الشعب الإسرائيلي يتميز بالتظاهرات المحدودة التي تكون نتيجتها الفشل.
ولكن إذا نظرنا إلى المجتمع الإسرائيلي من الداخل سنري أن بداخله صراعات كثيرة.. فهناك صراع بين اليهود الغربيين “الأشكناز” واليهود الشرقيين “سفارديم”.. وصراع بين المتدينون “الحريديم” والعلمانيون والمستطوطنون.
وصراع سياسي بين اليسار واليمين والوسط، واليمين المتطرف.. وصراع طبقي بين الفقراء والأغنياء.. فالبيت الإسرائيلي متصدع من الداخل ومليئ بالصراعات.
فإن حجم الصراعات بين اليهود المتشددين والعلمانيين بلا حدود والصراعات السياسية فى إسرائيل بين الأحزاب تعمل من أجل المصالح ومن ثما الوصول إلى السلطة فالذي قاد تظاهرات السترات الصفراء فى إسرائيل هو “يائير لابيد” رئيس حزب “يشيد عتيد” فهو حزب يساري وسطي فقد خرج من أجل تصدر المشهد أمام الشعب الإسرائيلي.
فإسرائيل التي تدعي العقلانية غارقة فى مستنقع الصراعات.. فاليهود ضد العلمانيين والأحزاب ضد الأحزاب.. فى قولة واحدة: “إسرائيل ضد إسرائيل”.. فإذا تصاعدت الأحداث فى إسرائيل سنري إنقسامات كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي.. ولكن يبقي التساؤل هل الدعم الصهيوني العالمي سيترك الأحداث تتصاعد فى إسرائيل؟..

زر الذهاب إلى الأعلى