fbpx
الرأي

إسرائيل تحتل الضفة الغربية الجولان والقدس 25 يونيو 1967

بقلم_ محمد سعد

لم تنتهي تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية، كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها، وكان من تداعياتها أيضا نشوب حرب أكتوبر عام1973 وفصل الضفة الغربية عن السيادة الأردنية.
في 5 يونيو دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وأطلق سلاح الجو الإسرائيلي العملية العسكرية الجوية ضد المطارات المصرية،بمعدل 12 طائرة لكل مركز جوي في مصر.
كانت البنية التحتية المصرية الدفاعية ضعيفة ، وعلى الرغم من ذلك جود بعض المطارات المزودة بملاجئ خاصة للطائرات، قادرة على حماية الأسطول الجوي المصري من التدمير، إلا أن الملاجئ لم تستعمل، وربما “المباغتة” التي قام بها الجيش الإسرائيلي هي السبب.

كانت استراتيجية الجيش الإسرائيلي، تعتمد بشكل أساسي على تفوق سلاح الجو، وحينما أخذت الطائرات تقصف وتمشط المطارات العسكرية المصرية، واستعملت نوعًا جديدًا من القنابل منتج من قبل إسرائيل وبالتعاون مع فرنسا، عرف باسم “القنبلة الخارقة للاسمنت” بحيث تنتزع بنية مدرجات الإقلاع، بهدف منع الطائرات في الملاجئ من القدرة على الإقلاع في وقت لاحق، .

وكانت الخطة الإسرائيلية تقضي بتحويل مطار العريش إلى مطار عسكري للجيش الإسرائيلي بعد السيطرة على المدينة، لتسهيل الاتصالات الجوية بين داخل البلاد وسيناء.
كانت العملية ناجحة أكثر مما توقع الإسرائيليون حتى، وبينما تم تدمير سلاح الجو المصري بأكمله على أرض الواقع، فإن الخسائر الإسرائيلية لبثت قليلة بينما تم تدمير ما مجموعة 388 طائرة مصرية ،واستشهد 100 طيار،أما الجيش الإسرائيلي فقد خسر 19 طائرة من بينها 13 أسقطت بواسطة المدفعية المضادة للطائرات والباقي في مواجهات جوي.

تشكلت القوات المصرية المتواجدة في سيناء من 100,000 جندي في سبعة فرق عسكرية (أربعة مدرعة واثنين مشاة وواحدة ميكانيكية) وامتلكت هذه القوات 900-950 دبابة و1,100 ناقلة جنود مدرعة و1,000 قطعة مدفعية.

تشكلت القوات الإسرائيلية المحتشدة قرب الحدود المصرية من ستة ألوية مدرعة ولواء مشاة واحد ولواء ميكانيكي واحد وثلاثة ألوية مظليين بمجموع 70,000 مقاتل ونحو 700 دبابة، موزعة على ثلاثة فرق مدرعة.

دخل لواء شارون إلى سيناء فقسمه وفق الخطة الموضوعة سلفًا بإرسال اثنين من ألويته نحو الشمال مساعدين في احتلال العريش ومن ثم سيطروا على مدينة أم كاتف، في حين قامت سائر قواته بتطويق أبو عجيلة، ودعمته قوات إنزال مظلي خلف مواقع المدفعية المصرية، مما ساهم في زرع البلبلة بين فرق المدفعية وسلاح المهندسين.

و بعد معركة أبو عجيلة، كانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت على العريش وأم كاتف والجبل البني وعدد من المدن والقرى المحصنة، ولم ينفع سلاح الدبابات المصريّة بسبب حوزة الجيش الإسرائيلي على أسلحة مضادة للدبابات.
كان سلاح الجو الإسرائيلي يتدخل حاسمًا المعركة لصالح القوات البرية الإسرائيلية، ودون أن يلقى مقاومة جوية، بسبب انفراط عقد سلاح الجو المصري في اليوم الأول من الحرب، ومجمل ما تمكن سلاح الجو المصري هو تنفيذ 150 طلعة خلال أربعة أيام من الحرب فوق سيناء.
رغم سقوط قلب سيناء، إلا أن مصر أوفدت مزيدًا من الجنود نحو غرب البلاد، لمنع سيطرة الإسرائيليين على قناة السويس.
عبر شارون القسم الجنوبي من سيناء، مصحوبًا بدعم جوي، فسيطر على سيناء الجنوبية وتوقف عند قناة السويس بعد أن سيطر على شرم الشيخ؛ تزامنًا ومع ذلك حاولت البحرية الإسرائيلية إنزال غواصين قبالة ميناء الإسكندرية
يوم 8 يونيو يمكن اعتباره نهاية الحرب في سيناء، مع وصول الجيش الإسرائيلي إلى رأس سودار على الساحل الغربي من شبه الجزيرة، والتي سيطرت عليه زوارق من البحرية الإسرائيلية مدعمة من قوات مظليين.

ونجت مجموعة من القوات الخاصة المصرية مكونة من 1500 ضابط وفرد بقيادة سعد الدين الشاذلي ( رئيس أركان حرب أكتوبر 1973 ) من التدمير والأسر بعد قيامه بالانسحاب تحت ليلة 7 يونيو ووصوله إلى الضفة الغربية لقناة السويس.

خسائر إسرائيل في الحرب قدرت بين 776 و983 جندي إلى جانب جرح 4517 جندي وأسر جندي إسرائيلي. القتلى والجرحى والأسرى في جانب الدول العربية أكبر بكثير.

زر الذهاب إلى الأعلى